&

.".بدعوة من الدكتور طه حسين باشا وزير المعارف وصل الى القاهرة ابناء الشاعر محمد مهدي الجواهري لاكمال تعليمهم على حساب الحكومة المصرية.. "..نستمع في الاخبار المحلية المسائية الى نبأ وصولنا.
..كان القسم الداخلي في ثانوية (الخديوي توفيق). بحلوان (وهو أحد قصوره الكبيرة) مكاننا انا وفرات، اما اميرة فكانت اقامتها في القسم الداخلي من ثانوية حلوان للبنات.
(حلوان البلد)، الضاحية والمشتى والمنتجع، بحماماتها المعدنية والكبريتية، بقصور طبقة مصر المرفهة وبالحدائق العديدة، بالشوارع المظللة باشجار الزينة الباسقة، بتلك (الحديقة اليابانية) الشهيرة في مصر وبغريب نباتاتها القادمة من شتى بقاع الارض، بالجسور اليابانية على الجداول الصغيرة في الحديقة، وتماثيل بوذا المذهبة الموزعة فيها هنا وهناك.
..(حلوان العين) على مقربة من (البلد)، بعيون المياه المعدنية المنبثقة من رما ل الصحراء الحمراء حولها، وبالمقاهي الصغيرة حول النبع، بالقصر الملكي المتواضع مشتى الملك فاروق وفؤاد من قبله.
في القسم الداخلي لثانوية الخديوي توفيق، في الطابق الثالث من القصر الضخم والذي تحولت غرفه الفارهة الى (عنابر للنوم) خليط غير متجانس من الطلبة.. اولاد ذوات اعالي الصعيد.. اولاد الطبقة الميسورة من المدن الصغيرة المحيطة بالقاهرة.. اولاد فلاحين بسطاء من القرى (الكفور) بعثوا كطلبة متفوقين للدراسة.. ابناء الاثرياء من السعودية وفلسطين والاردن المتعاليين والمعزولين عن الحدث المصري المتفجر آنذاك.. طلبة بعثات من السودان وهم من طبقات متباينة منسجمين بادبهم الرفيع وثقافتهم الواسعة وحبهم لمصر كل الانسجام ومندفعين في حماسهم تجاه الحدث السياسي الحاسم فيها &. & &
&
تعم المظاهرات المطالبة بالجلاء وكالعادة فإن المحرك الرئيسي لمعظم مظاهرات بلادنا العربية هم الطلبة ولم تكن ثانوية الخديوي توفيق، تختلف عن بقية المدارس الثانوية في القطر في هذه الاندفاعة الوطنية والمظاهرات التي اتت كرد على بعض التحرشات في المعسكرات الانكليزية ببورسعيد والاسماعيلية.
..مصطفى النحاس باشا يعد الجموع المحتشدة امام الوزارة &بين يوم وآخر بأنه سيستجيب لمطالب الجماهير المصرية.. فؤاد سراج الدين-الاقطاعي الثري الكبير- وزير داخلية الحكومة الوفدية المرهوب الجانب، ينشط بقلم مباحثه وشرطته السرية ويفتح ابواب المواقف (التخشيبة) للعديد من قادة التظاهرات بحجة محاربة الميول الشيوعية الهدامة.
..أنا في الصف السابع (الثاني متوسط)..فرات في المرحلة الاعدادية..كلانا يشترك بحماس مستعر في المظاهرات..تبح اصواتنا وراء عبد الرحمن (هتّـاف) المدرسة السوداني - الرمز الوطني لثانويتنا- والمرفوع على اكتافنا بقامته الطويلة الممشوقة وصوته الخشن الجهوري وتلويحاته المؤثرة وشعاراته اللاهبة الرنانة كان يبث في كل طلبة ثانويتنا حماسا لا يضاهى وكان الجميع يردد ورائه &شعاراته ومقلدين صوته وتلويحاته..كنا وخصوصا نحن الذين في الصفوف الادنى نعتبره بطلنا الاسطوري وما من احد منا لم يتمنى ان يرقى يوما الى مستواه البطولي الشامخ&
..ها نحن مرة اخرى مع الجموع نتدافع تحت شرفة رئاسة الوزراء والنحاس يعدنا من جديد بقرب اسقاط المعاهدة وبالجلاء&
.. تنعطف تظاهراتنا بسيرها لتكون امام قصر ضيافة (الامير) محمد عبد الكريم الخطابي (البطل الذي هزم وهو يقود ثوار المغرب جيش الفرنسي- الاسباني الضخم، والهارب من قلعة اعتقالهم ومن ثم من منفاهم)..تظل الحشود تهتف بحياته وبحياة المغرب وشعبه وحياة الاحرار فيخرج الرجل الكبير المهيب برداءه الوطني ذي العباءة الطويلة (السلهام) والعمامة الصغيرة فوق رأسه(الرزّة) &ويحيي المتظاهرين بحرارة رغم المنع المفروض عليه من ممارسة السياسة فتهب عواصف الهتافات والشعارات وتختلط الكلمات وتغرق في بحر الضجيج الصاخب..يبقى الخطابي منتصبا يحيي الجموع الى ان تواصل المظاهرات سيرها باتجاه قصر عابدين الملكي هناك تتصدى لنا الشرطة وتقف حاجزا امامنا، فيتنادى قادة المسيرة ومن ضمنهم (هتافنا) عبد الرحمن السوداني الطويل الاسمر للحول دون الصدام مع الشرطة.
.. نعود هاتفين.
يُـداهم (يُـكبس) القسم الداخلي، عادة في منتصف الليل، مرة من قبل شرطة الممنوعات بحثاً عن سجائر الحشيش او اقراص الافيون (يمرر لي زميلي عشماوي في الصف قطعة صغيرة منها.. ابتلعها فأتقيأ)، او مرات اكثر تكون (الكبسات) بحثا عن منشورات وكتب حزبية ممنوعة.
..في المرات كلها تصل اخبارية (للشلتين)، شلة الحشاشة وشلة اليساريين من صديق لهما موجود بين الشرطة او القلم السري، فلا يجد رجال القلم او المباحث عند مباغتتهم شيئا رغم التفتيش الدقيق والصاخب الذي يوقظ كل من في عنابر النوم العديدة.
..نرتاد انا وفرات مقهى (العم) رضوان ذلك الاسكندراني ذو الوجه السمح المرحب، هناك حيث قهوة رضوان العبقة وبسبوسته اللذيذة ووجبات فوله (بالزيت او السمنة) وطعميته المصرية الاصيلة.
- &معذرة هل انتما عراقيان ؟.. لقد سمعتكما وانتما تتحدثان لقد خمنت ذلك من لهجة حديثكما.. قالها بصوت مرتبك شاب في العشرينات يقف قريبا منا منسجم الهندام طفولي الوجه &الذي علته حمرة خجل خفيفة.
- نعم..اهلا وسهلا.. تفضل واجلس معنا.. اهلا وسهلا ومرحبا.. شاي او قهوة ؟
.. عم رضوان واحد قهوة.. سكر زيادة او على الريحة؟.. على الريحة يا عم رضوان!!
- أنا غائب طعمه فرمان من جامعة القاهـ..
قبل ان يكمل اشاب عبارته ينهض فرات مرحبا بحرارة ومعانقا.. يزداد احمرار وجه الشاب
- فلاح !.. تعرّف على اديب عراقي واعد.. غائب طعمة فرمان كلية الاداب جامعة القاهرة.. انا فرات الجواهري وهذا اخي فلاح
..اصافح غائب بحرارة.. فرات يخاطبه :
- اني اتابع مقالاتك وقصائدك في الصحف..قصائدك جميلة.
- هي مجرد محاولات متواضعة تعبير عن مشاعر لا اكثر..لن آخذها على محمل المشاريع الجادة االقادمة..انا لست بشاعر.. هل لكما علاقة بشاعرنا الكبير الجواهري ؟!
- نحن ولداه.&
- وتريداني ان اضع نفسي امامكما كشاعر ؟!..سيكون ذلك تجنيا كبيرا. قالها &بلثغته الطفولية المتلعثمة.. صمت بعدها حينا حتى اخذ فرات يستقصي عن حياته واوضاعه في القاهرة &&
..نلتقي به كثيرا..غائب شاب هاديء ، &يقطع صمته الطويل فيلثغ ويتلعثم كالطفل حين يتكلم فيحمر خجلا جراء ذلك ويصمت من جديد سارحا .
.. هو في منتجع للنقاهة في طرف جميل من المدينة حيث الهواء الانقى وذلك بعد أن اجريت له عملية اقتطاع لرئته المصابة بالتدرن في مستشفى القصر العيني وبعد ظهور مضاعفات الانصباب الجنبي والمدة الطويلة التي قضاها في المستشفى لعلاجها والضعف والشحوب الذي اعقب ذلك، ارسل الى منتجع في حلوان يقضي فيه فترة نقاهته..
..تشتد المظاهرات صخبا وحماسا وتزداد حشودها.
..تكثر المنشورات السرية المطالبة بالجلاء والتي تتهم فيها &الملك فاروق بالتآمر مع الانكليز وتهاون الحكومة مع القصر وتقاعسها عن تنفيذ وعودها باسقاط المعاهدة الانكليزية المصرية وتحقيق الجلاء التام..
..(كبسة) جديدة اخرى لرجال القلم السري عند منتصف الليل تصل الينا (إخبارية) &عن موعدها من ذلك الصديق للطلبة الذي يعمل مع القلم السري.. تختفي كل الكتب والمنشورات التحريضية.. ينجو فرات من المداهمة فلا يجدون شيئا بحوزته..رجا ل المباحث يعودون من عنابر نوم الكبار الى عنبري-(عنبرالصغار)..يبحثون بين كتبي ودفاتري..يجدون موضوعا انشائيا كنت قد كتبته وقدمته الى استاذ العربية عن الحرية والجلاء والتضحيات البطولية في سبيل الوطن وما شاكل ذلك من كلام واحلام مراهقي طلبة المدارس..أخذوا الموضوع الانشائي كمستمسك او لنقل كحجة للامر الصادر من القلم السري بالاعتقال الواجب تنفيذه.
..اقتادونا انا وفرات الى مركز شرطة حلوان..اودعونا الموقف (التخشيبة) المكتضة باللصوص والفتوات..كان الامر بالنسبة الي مثيرا وبطوليا ومغامرة سندبادية سحرية جميلة غامضة لولا!!.. لولا البق(تخته كالوسي) الكافر اللعين..غمامة الدخان والروائح النتنة و الظلمة والارض الكونكريتية للنوم كانت كلها تهون بل وقد تستحب كمغامرة ارويها فيما بعد للساتي عبد الرحمن، وشرف تاج السر، وعشماوي، اصدقائي في العنبر، ولكن ان يدبي عليك البق وتحس بمساره كالسلك المتوهج فوق جلدك ولا يفيد به الهرش وحك الجلد حتى الادماء ولا ينفع فيه ان تخلع ملابسك الداخلية في الظلمة وتتحسها لعلك تعثر على واحد من زمرة الاعداء الخفية فهذا هو العذاب الاليم..
..يخف هجوم البق بعض الشيء بزحف نور النهار من تحت بوابة التخشيبة الثقيلة المغلقة ومن حواشيها.
..يفتح الباب وينادى الشرطي على (عبد المعطي حسنين) الضخم، ذي الشاربين المعثكلين، ويقدم اليه سرّة تعبق منها رائحة الكباب و الثوم &والبصل..
- " بسم الله يـ اخواننا.. اللي ما يحبش النبي ما يمد ش ايده.. دي من أم عيالي والعسكري في النوبة أخذ حقه واصلْ من البقشيش ده يبئه حرام اللي ما يمدش ايده ويشارك "
.. لا نعرف كم هي الساعة والوقت الذي يمر ببطء كبير..فرات يدخل في احاديث ونكات واقاصيص &مع جمهرة الموقوفين ويشاركهم سجائرهم..أنا اعود من جديد الى الهرش والبحث عن العدو المتخفي بين الثياب.
.. يفتح الباب على سعته ويقف ضابط المركز ومساعده وتعلو وجهيهما ابتسامة مرحبة..الضابط ينادي :
- فرات بيه..فلاح بيه يالله بينا.. والله دحنا زارنا النبي.. ما علش والله ولا كنتش عارف مين ابن الكلب اللي عملها دنا حاوديه في داهية..دنه ماكنتش هنا في المركز الليلة اللي فاتت.. تفضل يابيه!.. تفضل يا بيه!..
.. في غرفة الضابط نجد رجلاً في الاربعينات في بدلة سوداء انيقة رسمية وصديري ورباط عنق حريريين.. ينهض من مقعده بدخولنا وابتسامة ترحيب ودودة على وجهه..يحتضن فرات ثم يحتضنني.
- والله الباشا غضب غضبا شديدا لسماعه بالحادث..وارسلني.. المعذرة انا لم اعرّف نفسي : انا محمد سعيد العريان مدير مكتب الباشا وقد ارسلني فور سماعه بالحادث الى حلوان..انها غلطة غير مقصودة.. والله غير مقصودة.. الباشا الكبير ابونا طه حسين الله يطيل في عمره ويحفظه يرجو منكما ان تنسيا الحادث.. وهذه هدية من الباشا اليكما.. انه في مقام الوالد.
.. قدم الاستاذ محمد سعيد العريان مظروفا فتحناه حين وصلنا الى مقهى رضوان القريبة فوجدنا به خمسين جنيها وبطاقة شخصية تحمل اسم (الدكتور طه حسين -وزير المعارف).
.. كان فرات قد تمكن في فوضى المداهمة والاعتقال الليلة الفائتة من نقل رسالة شفوية على لسان زميله السوداني، الى اختي اميرة في قسم مدرستها الثانوية الداخلي كي تتصل بتلفون الباشا المباشر وتطلعه على الامر..بعد بضع ساعات من النداء الهاتفي وصل العريان اليناومعه هدية الباشا العظيم &طه حسين.&
تتواصل المظاهرات..تجد التظاهرة في ثانوية الخديوي توفيق- ثانويتنا - نفسها في خمول وبرود لا تحسد عليه وهي تخرج تتقدم صوب بوابة المدرسة المشرعة دون عبد االرحمن (هتّـافها السوداني الثوري)..غمامة الخيبة والحزن تلف الجميع.. &
.. ضبط (الهتّـاف البطل) وهو يتسلل عند منتصف الليل ليدخل تحت اغطية سرير (فيصل) الصبي الفلسطيني الابيض الاشقر الجميل ويلتصق به.
.. نصحو &على صراخ متعال ونقف مصعوقين ذاهلين وهتّـافنا يقاد من مجموعة من الفلسطينين الكبار وبيدهم العصي الغليضة الى زاوية الرواق في عنابر الصغار (القائد الهتاف) يبكي ويصرخ مسترحماً (دخيل النبي.. أنا في عرض النبي.. &ابوس ايديكم ارحموني.. انا في عرضكم يا شباب.. والله ما كان قصدي.. والكعبة الشريفة &انا كنت بامشي في نومي.. وربنا ما كان قصدي).. ننظر بقرف الى سرواله الذي يتبلل ويسيح من تحته فوق ارضية الرواق الخشبية بل ولقد شمّ البعض رائحة البراز وهو يقاد قريبا منا وهناك في الزاوية القصية عنبر السنة الثامنة والكل ننظر اليه بخيبة مريرة وذهول وحزن مقرفصا صارخا مسترحما باكيا متوسلا والعصي والركلات تنهال عليه والدماء تسيل من انفه ورأسه حتى تدخّـل كبار آخرون بينهم سودانيون هم محط احترام الجميع فاوقفوا المجموعة الغاضبة المعاقبة قبل ان تنهي حياته.. جرّوه من شعره المدمى وهو يإن بصوت واهن الى الطابق الارضي وقاموا برميه وهو بين الحياة والموت في حدائق القصر العتيق&
..في الصباح والتجمع يتزايد استعدادا للمظاهرة الكبيرة لليوم الكبير الذي يتوقع ان يعلن &النحاس فيه الغاء المعاهدة، لم نجد له اثرا &في حديقة المدرسة ولا في اي مكان آخر منها.
تتعاظم الاحداث.. مصطفى النحاس يعلن الغاء المعاهدة الانكليزية المصرية ويطالب القوات الانكليزية المرابطة في القناة بالرحيل عن مصر.&
نجد هتّـافا آخر وإن لم يكن ثوريا لاهبا (كعبد الرحمن &الخارج) وهو اللقب الذي اطلق عليه من يوم الحادثة.. ننظم الى المظاهرات الاخرى في حلوان فيعود حماسنا ونشاركهم اصواتنا المتعالية (حبيب الامة النحاس) (طبيب الامة.. النحاس) (الجلاء التام او الموت الزؤام) (الموت للاستعمار)..نحتل القطار المتوجه الى محطة الدقي في القاهرة ولا يسالنا احد عن اي تذكرة
..من على الشرفة الكبيرة نصف الدائرية وبحضور الوزراء وقادة الاحزاب السياسية &يعلن النحاس اسقاط المعاهدة ويطالب القوات الانكليزية المعسكرة بالجلاء.
.. تبدا حركات المقاومة المسلحة في القناة، فرات يسجل اسمه مستعدا لبدء التدريب على السلاح.. انا وعشماوي نتقدم بطلباتنا فيرفضوننا دون اشعارنا اننا دون مرحلة الرجولة وبلطف يشكراننا.." يعوزنا السلاح الآن للمقاومين لدينا ولكن حين نوفر السلاح ستكونان في اول وجبة من الرجال تلتحق بنا "&
تهتز القاهرة من جديد بالتظاهرات الحاشدة وتظهر شعارات جديدة مرفوعة وهتافات عالية (من لا يحكم أمه لا يحكم أمة) في اشارة لنازلي أم فاروق ومباذلها..(يسقط فارو ق الانكليز)..(فارق! فارق ! يا فاروق)..
..
غائب يريد الخروج من المصح والالتحاق بالمقاومة فيقنعه فرات بان الصراع سيطول وعليه ان يستعيد صحته وقواه استعدادا لمعارك قادمة.
.. نوبات الربو تهاجم غائب &بفترات اقصر وخصوصا حين يسرح بافكاره متوحدا او حين ينفعل اثر نقاش سياسي او عند تذكره للاحداث الدامية الدائرة فنأخذ دورنا انا وفرات بالتناوب، اما باشغاله بالاسئلة او بلعب بضعة ادوار من الشطرنج معه او في التنزه معه في الحديقة اليابانية اوالسيرعلى طريق العين الصحراوي المنفتح على الافق الرحب مبعدين -قدر المستطاع-ان ندخل في الاحداث العنيفة الجارية .
..القوات الانكليزية تدخل مدينة الاسماعيلية بعشرات الدبابات والمجنزرات والدروع فيتصدى لها الناس العزل وبضعة افراد من المقاومة باسلحتهم البسيطة.&
.. يقف رجال مخفر الشرطة ببنادقهم العتيقة امام الجيش المتقدم وليسقطوا حتى آخر فرد منهم شهداء مضرجين بدمائهم.
&
&