&

انتهت جلسة التوديع الاحتفالية في مطعم مطل على النهر غير بعيد عن بيت غائب
.. افقدت كؤؤس الفودكا الكثيرة التي كرعها &غائب توازنه وزادت من لثغته وتلعثمه الطفولي وهي في صحوه غير قليلة.
كان علينا وكالعاده ان نرافقه الى باب شقته كي لا يصحو في اليوم التالي فيجد نفسه نائما في احدى الحدائق العامة او فوق سلالم عمارة في حي سكني آخر.&
& اسندناه انا ومحمد عند باب شقته..قرعنا الجرس وبسرعة هربنا &نازلين الى زاوية السلم المعتمة في انتظار أن تفتح &زوجته (إينا ) الباب..نطمئن على دخوله سالما دون اضرار.. نخشاها وتكرهنا..تكره كل عراقي – بل وحتى اي شرقي- يزور غائب .&
من الايام الاولى لزواجه &وحين نأتي اليه، يحدد الساعة والدقيقة لزيارتنا، لا حرصا على اوقات كتاباته ولكن كي يقوم هو بفتح الباب شبه خلسة ليتسلل بنا الى غرفة &عمله، كي لا نزعج (إينا) بوجوهنا.. &
&..هو الذي يدخل المطبخ..هو من يعد االشاي..هو من يحضّر بضعة سندويجات، ثم يأتي بوجه الوجِـل الكاذب الساخر ويدخل كاللص الحذر بصينية الاقداح..بعد ان يغلق باب الغرفة يتنفس الصعداء ويبتسم ابتسامة المنتصر مشيرا برأسه تجاه غرفة العدو اللصيقة
لم يكن في وداعي في مطار شيرميتفا في موسكو إلا (لودا) &الباكية.
.. أقبلها من عينيها الدامعتين .. &
- بالطبع يا حبيبتي ساستدعيك الى السودان بعد تعييني..بالطبع بل ستكونين مساعدتي في علاج المرضى هناك في الادغال العميقة..بالطبع ستكونين برفقتي ونحن نجوب مجاهل افريقيا حيث الاسود والنمور والفيلة، وحيث رقص افراد القبيلة نصف العراة الترحيبي حولنا..كونيجنا– بالطبع- مالينكايا- صغيرتي بالطبع..بالطبع يا محبوبتي..بالطبع – كونيجنا&
لم يكن احد في استقبالي في مطار صوفيا المحطة الثانية– بعد محطتي الاولى براغ&
& .. توجهت الى غرفة فرات وزوجته. & &
.. في المساء وبعد معرفتي بمكان تواجد رشيد، وهو بالطبع أحد مقاهي صوفيا ، توجهت الى هناك.. لم استغرب أن أجده &منتصباً في حالة انفعال غاضب، مزمجراً في وجه شخص على الطرف المقابل &لطاولته..&
..علت الابتسامة الواسعة وجهه وهو يراني واقفا قربه اراقبه خلسة عن كثب..احتضنني بحرارة، وادار رأسه بالتفاتة سريعة صوب الشخص الجالس على طاولته :&
& &- سنكمل الحديث لاحقا..اهلا اهلا..يا للمفاجأة الحلوة..هيا بنا الى الدار سعاد ستفرح بلقياك & & & & & & &&
&.. أوقف رشيد سيارته قرب أحد الاسواق..عاد بعدها حاملا بضعة اكياس.&
في اليوم التالي، اتيت الى شقته الصغيرة (.. دليل رفاهية، أن تكون شقة بديلا عن غرفة)، فهو يعمل الآن في اذاعة صوفيا في الترجمة وفي قراءة بعض النصوص الاذاعية..اليوم هو يوم احتفالي.. انه يوم ختان نبيل ابنه البكر.&
& كنا انا ورشيد وسعاد زوجته وهي تحمل طفلها نبيل، في صالة المراجعين المنتظرين دورهم لعمليات بسيطة..تبدو على وجه سعاد &معالم الفرحة وهي تبتسم بطمأنية..رشيد قلق متوتر، يذرع باحة الصالة رواحا ومجيئا، ينظر بتحفز كلما فتح الباب المؤدي الى صالة العمليات..أخيرا يفتح الباب.. ممرضتان بسرير نقال بمفارش بيضاء يتحركان صوبنا ويطلب من سعاد ان تضع الطفل على السرير النقال.. يغطى نبيل وتربت احدى الممرضتين على رأسه بحنان وتتحدث &اليه بوجه باسم.. &&
&..عند الباب يطلب من المرافقين الانتظار خارج غرفة العمليات، مطمئنيننا ان العملية لن تستغرق أكثر من نصف ساعة..رشيد يحاول دخول الصالة فتمنعه الممرضة متحدثة معه بأناة ولطف.. يحتقن وجهه ويحاول الدخول عنوة.. ياتي اليه أثنان من حراس المستشفى ويحولان دون دخوله..يدفعاه وهو يقاوم الى صالة الانتظار.. &&
– المجرمون.. السفلة.. ملعونون انتم..ملعون هذا البلد الحقير..ابني!!..ابني!..هل تفهمون هنا ايها الحمير معنى كلمة ابني، يصرخ باعلى صوته الغاضب المتحشرج. & في المساء عدنا بنبيل بعد ختانه ( حياً )..رشيد يروح ويجيء ويرفع طرف ثوبه ليطمأن انهم لم يقطعوا في العملية عضوه الصغير..يمطر وجهه بالقبلات..تعود الابتسامة الى وجهه وسرعان ما يتحول مزاجه الى هستيريا من الجذل، فهو لا ينقطع عن القاء النكات وعن مداعبات سعاد، طوراً بالاحتضان وأخرى بكلمات غزل رقيقة.&
..على المائدة العامرة بالمشرؤبات ولذائذ الاطعمة السورية التي تجيدها ربة البيت &تتحدث & &- هل تعلم يا فلاح بأن خطيبتك انشراح لا تزال بانتظارك..لقد كنت قبل بضعة اشهر في زيارة لدمشق..بكت إنشراح حين ورد اسمك على لساني في جلسة احتفاء نسوية بمناسبة زيارتي للبلد..لقد اخبرتها بطلاقك من زوجتك الروسية فبكت بعنف اكبر. &
& – اتتذكرني للآن ورغم كل شيء ؟!&
- اقول لك لقد اخذت تبكي..وامطرتني بعدها، وقد اشرق وجهها بالأسئلة عن تفاصيل اخبارك. &
- هل لديك رقم هاتفها؟ &&
– لا اعرفه.. حاولت الاتصال بها عدة مرات &في مستشفى المزه حيث تنهي هناك اقامتها &ولم افلح. & &
فكّرت مليا ثم قلت بشكل جازم منفعل، ساكتب رسالة مسجلة مستعجلة اليها &لمستشفى المزه .. سابدل مشروع سفري للعمل في السودان &وساعرض عليها أن نلتقي في اي مكان تختاره كبيروت او عمان في حال عدم ارتياحها لقدومي الى دمشق حيث يعترض اهلها على زواجي منها كما في السابق..الرسالة وجوابها لن يستغرق أكثر من ثمانية ايام..سابقى هنا شهرا &بل اكثرفي انتظار الرد.
&
&***
أقيم المعرض التشكيلي السنوي في االجامعة السورية..كنت اشترك به للسنة الثانية &
& اشترك معي فيه من الفنانين الشباب &( تميزت اسماءهم الفنية فيما بعد ) قتيبة الشهابي &ونبيه قطاية وآخرين وقد كتبت عنه الصحافة السورية واللبنانية ايجابا. &
.. كنت اقف وشلة من الصحب قرب لوحاتي..سمعت تعليقا ساخرا من صوت انثوي، صاحبته ضحكات وقفشات من صبايا..التفت منزعجا صوبهن..ارى بينهن احدى زميلاتي في كلية الطب..من حديثها مع صويحباتها أميز صوت صاحبة التعليق الساخر..اجيب منزعجا بجواب ساخر..ادير ظهري باهمال متعمد واعود للحديث مع رفاقي في المعرض . &&
&.. بعد بضعة ايام ازور صديقاً مقربا في داره.. باب صالة غرفة الضيوف مشرعة على باحة الدار..ألمح زميلتي (ساخرة المعرض) في رداء منزلي تتخاطف مع شقيقة صديقي (سعاد ) امام الباب المشرع..زميلتي اللدود تختلس نظرات سريعة صوبي..تتهامسان وتنطلق ضحكاتهما..هي اذاً صديقة حميمة لسعاد. &
في اليوم التالي وانا جالس في فسحة النادي الجامعي &مندمجا في قراءة كتاب، يتقدم الي نادل مقهى النادي بوريقة مطوية..افتحها واقرأ.." انت مدعو على فنان قهوة معنا ".
أسأل النادل لمن الوريقة..يشير صوب شلة من الزميلات..ألمح ابتسامة ( ساخرتي اللدود ) بينهن..أبتسم وأهز راسي شاكرا..اتوجه صوبهن مبتسما ولكن بترفع ظاهر.&
& .. أقف الى جانب شلة الصبايا &
– أنا إنشراح..أنا صاحبة هذه الدعوة..تفضل ! &
.. تتوالى اللقاءات في النادي والمكتبة..نسهر مع الكثرة من الطلبة في مكتبة الجامعة فقد اقتربت الامتحانات..اوصلها ليلا –كفارس شهم- الى باب منزلها..بيتها غير بعيد عن غرفة سكني المؤجرة .. اصبحت بعد ايام اسمع وقع حذائها ذو العقب الخشبي يسرع خلفي &وانا أمر صباحا من امام دارها في طريقي الى الجامعة.. يتزايد الاعجاب.. يصبح حباً..ينمو ولهاً.
& يتعرف رشيد على سعاد عبرنا..يقع من اعاليه الى اعمق وديان الحب السحيقة في فترة قصيرة.
&* & & * & *
في المساء، كان بصحبة رشيد حين حضر الى المقهى رجل نحيف طويل بسيط الملبس.. &أخذا مكانيهما من الطاولة.. &
- &محمود البريكان..قدمه رشيد الي..صافحته بحرارة.
& &حضر اثنان من اصحاب رشيد من العاملين في الاذاعة السورية..اقنعاه وهو يستجيب لهما اخيرا ، ان يقوما بتسجيل مايكرفوني اختباري لصوته اثناء اداءه بعضا من اغاني عبد الحليم التي يرددها في بعض جلساته والتي كان يطرب الحاضرين بها..غادرنا رشيد معتذرا،على ان يعود خلال ساعة بعد ان تتم عملية التسجيل.&
&.. البريكان يجلس محرجا صموتا بضع دقائق الى أن ابتدأه الحديث في السؤال عن مدة بقائه في الشام.. عن راحته فيها.. عن سكنه..تتفتح اساريره شيئا فشيئا..يتحدث عن اجواء الشام الساحرة، عن ازقتها القديمة خلف المسجد الاموي التي يعشقها، عن غوطتها، عن قاسيون في الاماسي..هو &في اجازته الصيفية.&
.. يطول غياب رشيد..يصمت البريكان سارحا ببصره من على رابية مقهى ابو كمال الى بردى الى تكية السلطان سليم.. الى &الماشين باسترخاء على ارصفة الشارعين الممتدين على طول النهر، الى اشجار الحور على السفح المنحدر لرابية الجامعة.. &
– اين تتناول طعامك في فترة الغداء؟، سالني وهو سارح ببصره الى نفس الامكنة السابقة. &
& – في الغالب في مطعم او نادي الجامعة . &&
& – لكنها العطلة الصيفية.&
– صحيح أجد الاجواء في الجامعة مريحة، ولعلي اعتدت ذلك&
& - معذرة ! سألتك.. لاني اتناول وجبة الغداء وحدي في مطعم الجندول، وهو مطعم صغير هاديء واسعاره معقولة .. مارايك في ان ادعوك لمشاركتي وجبة الغداء هذه فأنا اكره تناولها وحدي.. أحس بالوحشة وانا اقوم بهذا الطقس اليومي الالزامي..ستتحول الوحشة الى جلسة مؤنسة باعتقادي ويصبح الطعام ألذ.. &
& – اعرف المكان جيدا وارتاح اليه والى طعامه.. سيكون ذلك سروري.. هي فترة جيدة للتغيير..لي رجاء واحد: سنتبع المقولة السورية " كلمن قهوته من كيسه ".&
& – جيد وكما تريد..أذاً سنلتقي هناك يوميا في حدود الواحدة..هل الوقت يناسبك؟ &
&- جداً. &&
& اقترب رشيد من طاولتنا.. جلس وهو يضحك ساخرا..&
& – شيء لا يصدق..لقد افزعني صوتي وانا استمع اليه بعد التسجيل عبر المايكرفون..لقد كان اشبه بالنهيق..لقد اصيب صاحباي الاذاعيان بالاحباط في البدء ثم أخذا يضحكان..شاركتهما الضحك بعد أن زال الفزع مني..لقد اخبراني & ان هنالك اصواتا تمسخ عبر المايكرفون.
& تعددت لقاءاتنا انا والبريكان على مائدة الغداء في المطعم..أخذ ينطلق في حديثه يوماً بعد آخر وبدأت ابتسامة خجلى تطوف على وجهه وهو يتحدث عن حب النوافذ : &
&- "..هناك على مبعدة عشرين مترا او أكثر غادة سورية تفتح ظلفتي واقي الشمس الخشبي من على نافذتها وتشرع ظلفتي النافذة..تمد رأسها عبرها وتبرز صدرها الناهد..تأخذ نفسا عميقا وهي مغمضة العينين، ثم تبدء بعدها بتسريح شعرها الطويل وتمشيطه..المحها من بعيد وهي تتمايل بجسمها وكأنها تردد احدى الاغاني، ثم تبدء بعقد جديلتيها وتنظر صوب ببابيّ شرفتي المشرعتين..واثق انا انها تعرف انني اراقبها واتابع هذه الطقوس كل مساء..لابد انك تعرف يا صاحبي أن الشاعر، وخصوصا في اجواء دمشق الساحرة، بأمس الحاجة الى رفقة انثوية تزيل وحشة وحدته وتلهمه..حين تخرج الى الشارع بعدها، وهي في ابهى اناقتها وغنجها، ترفع عينيها صوب شرفتي حيث اجلس خلف طاولتي هناك، وكأنها تناديني " اتبعني.. تعال، تعال واقترب..تعال!" &
&..لا اقترب ولا اتبع ويتكررالعذاب ويتكرر جذل خيالات الحب عبر النافذة " & & & & & & & & & & & & &.. يبتسم مزهوا وكأنه العاشق الذي نال مراده.&
..اتأمله &اليه سارحاً بافكاري..عجيب انت ايها الشاعر الرقيق!..اجتزت عذابات التوله والعشق وارتقيت الى نيرفانا اللذة عبر نافذة مشرعة لدقائق. &
&قلّـت لقائاتي برشيد، فقد زاد اصحابه الآن..وقعت بالصدفة على علاقات نسوية له غير سعاد. &
&استمعُ يوماً الى رشيد وهو يقرأ لي قصيدة قصيرة جميلة مطلع
وصلتْ تهنئةُ العيدْ.
فشكراً يا حياتي&
إنها نفحةُ غوثٍ لغريقْ&
مدّ كفيهِ على بعضِ الحطامِ&
& في &العبابِ المترامي. &
&
.. التقي بسعاد &وابدي اعجابي بالغزل الرقيق لها &في هذه القصيدة & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & سعاد تحمر خجلاً :
& &- هي ليست لي يا فلاح، إنه يتغزل بواحدة اخرى غيري.&
&..يعاتبني رشيد.&
تهتز دمشق من جديد.. تكتض شوارعها وتصخب وتهزج فرحافي الصباح.&
&نخرج الى الشوارع ونسمع الخبر اليقين " ثورة في العراق ".. نبكي فرحا & & أجد انشراح فتبكي فرحا حين تلقاني..نذهب معا الى الجامعة لعلنا نجد بعض العراقيين.. فنجد حشدا كبيرا منهم بانتطار الآخرين مثلنا. نخرج معهم &ومع المئات من الزملاء السوريين في تظاهرة فرح مجنون مع هتافات ومناشدة للحكومة السورية بمساندة الثورة هناك والدفاع عنها..&
حين تمر المظاهرة قرب وزارة الزراعة تسحبني إنشراح من ذراعي : &
&– لنصعد ونهنيء اخي بهاء . & &
& نأخذ المصعد الى الطابق الخامس..في المصعد تقبلني مهنئة. &
& بهاء في غاية الفرح لكنه منشغل باعمال ادارية ويتعذر عليه الخروج للمشاركة.. بهاء هو الشخص الوحيد المتعاطف مع علاقتنا..أمها لا تبدي ترحابا لقدومي الى دارهم او لمشاركتهم تعليلة المساء، ولكن ضمن الادب واللياقة..سليمان اخوها الاصغر يزيرني ببصره ولا يترك فرصة مستترة او معلنة للاعراب عن غيضه من هذه العلاقة.&
.. تقترح ان نصعد الى سطح العمارة لنشرف من هناك على المظاهرات الحاشدة الصاخبة تحتها..نمد نصف جسمينا من فوق افريز السطح لنشاهد الموج البشري المتلاطم..نلتصق ببعض ونحن نطل..اقبلها فرحاً. &
..التقي برشيد مع شلة من العراقيين كان اكثرهم قبلها يتبادل الكره معه، غير ان الحدث الضخم انسى الجميع معنى الاحقاد والحزازات..هم جميعا في حالة هستيرية من الفرح الصاخب المجنون.&
.. البريكان غائب عن المشهد..
.. يقتحم رشيد عليّ غرفتي المسـتأجرة في حارة (دق الباب) وبيده جريدة النور..&
& - أنظر! أنظر الى هذه الملحمة..معجزة الخلق لهذا الكائن الصموت..الصفحة الاولى كاملة وستتبعها تتتمة القصيدة في صفحة عدد الغد..إنها قصيدة الشاعر الشبح، صديقنا البريكان. &&
لانستطيعُ تحملَ الفرحِ الطويلْ&
ولا تكادْ&
تقوى على حملِ السعادةِ رُوحنا المتوترة ْ&
& المعذرةْ !&
&ما الحبُ إلا ان يكونَ الحبُ&
&أن تهبَ الحياةْ&
&من ذاتِ نفسكِ ما يعزُ&
&وأن تخوضَ العاصفاتْ&
من أجلِ شيءٌ ما كبيرْ&
هرمتْ عصورُ الاختناقْ&
&ولوّن العصرُ الجديدْ&
&بدخانهِ الاحلامْ &
& ليس البعثُ بالعرسِ السعيدْ &&
& يا أيها الانسانْ&
حررْ ماعليكْ منَ القيودْ &
واغسلْ ظلاماتِ القرونْ
&