الانتحاريون الاسلاميون ينقادون بمنطق التعصب لجماعات منغلقة


ميشال موتو منباريس: يرى باحثون وجامعيون ان الانتحاريين الاسلاميين الذي يفجرون انفسهم لقتل سياح في بالي او غيرها ينقادون بمنطق التعصب لمجموعات منغلقة، موضحين ان الاسلام والجنة التي يوعدون بها لا تشكل اكبر دافع لهم خلافا لما يعتقد الكثير في الغرب.
وبعد تعرضهم الى غسل ادمغتهم والى العزلة والدعم حتى يقتنعوا انهم يستشهدون من اجل قضية "مقدسة" يصبح الانتحاريون قادرين على حمل عبوة وكما فعل الشاب الذي كان يرتدي قميصا اسود حسبما افادت مشاهد التقطها هاو السبت في بالي، والدخول بخطى هادئة الى مطعم لتنفيذ عملية انتحارية وقتل اكبر عدد ممكن من المدنيين.
واوضح الاميركي سكوت اتران الاستاذ في علم النفس والانثروبولوجيا في جامعة ميتشغن ومدير ابحاث في المركز الوطني الفرنسي للابحاث ان "معظمهم من الشبان الذين يتنظمون تلقائيا بهدف الانتقام من الظلم الذي يشعرون ان العالم الاسلامي يعاني منه بشكل عام".
واضاف "يلاحظهم مجندون ويبداون في غسل دماغهم لاقناعهم انهم سيلعبون دورا في الجهاد وان تلك هي الطريقة الوحيدة لتحريك الامور".
اما فيما يخص الجماعة الاسلامية الاندونيسية التي يشتبه في تورطها في اعتداءات بالي فقال سكوت اتران "يرافق المجندون الشبان الى الادغال ويلقنونهم دروسا دينية خاصة".
واكد ان "الرسالة تقول ان لا شيء افضل من وهب الحياة من اجل الجهاد وبعد مرور شيء من الوقت يبدو لك ان الامر عادي جدا لان منطق المجموعة يغذي نفسه بنفسه مثل المجموعات الطائفية المتعصبة وذلك حتى يصبح الشبان لا يفكرون الا في الهدف وينتقلون حينها الى التنفيذ".
واوضح اتران "انهم لا يتحركون بسبب الحقد بل حبا في مجموعتهم. انهم مقتنعون انهم يفعلون الخير وهم في معظم الاحيان اناس تطفح قلوبهم بالشفقة ويعتبرون انهم ينتمون الى عائلة تضطر الى التضحية باحد افرادها من اجل الاخرين".
اما مارك سيغمن المتخصص في علم النفس والعميل السابق في وكالة الاستخبارات الاميركية (سي اي ايه) الذي نشط خصوصا في باكستان فانه عكف على دراسة تصرفات مئات الجهاديين في كتابه "الوجه الحقيقي للارهابيين نفسيات منفذي الجهاد".
كذلك يعتقد سيغمن ان "المفتاح هو المجموعة. انهم لا يكترثون كثيرا بما هو دخيل على المجموعة ولا يفكرون فيه حقا. وبالتالي سيان لديهم ان يقتل زبائن حانة او جنود. انهم يعتقدون ان كل الاخرين مذنبين. يريدون قتل الكفار ولا يفرقون بينهم".
وتابع يقول "لا تفكروا في النظرة الاوروبية الانانية للامور، انه منطق آخر. (..) انهم يريدون الاستشهاد من اجل قضية وفي الواقع لا يهم الهدف. المهم هو التضحية".
واكد الباحثان انه خلافا لما يعتقد كثيرون في الغرب فان الاسلام والجنة التي يعد بها لا يشكل اكبر دافع.
وذكرا خصوصا بانه خلال الحرب العاليمة الثانية وفي بحثهم بشان تجنيد الانتحاريين في حرب المحيط الهادي كان الضباط اليابانيون يشددون اكثر على المشاعر القومية والضغط الداخلي للمجموعة اكثر مما كانوا يؤكدوا على المشاعر الدينية.
ودرس روبرت باب الاستاذ في العلوم السياسية في جامعة شيكاغو في اطار اعداد كتابه "التفوق، المنطق الاستراتيجي لانتحار الارهابيين" 452 عملية انتحارية منذ 1980.
واكد "ان اكبر زعماء انتحاريين ارهابيين في العالم هم نمور التاميل المجموعة الهندوسية العلمانية التي تطالب باستقلال اراضيها".
وقال ان "ذلك يعني ان العمليات الانتحارية الارهابية ليست بالضرورة مرتبطة بشكل وثيق بالتطرف الاسلامي كما هو شائع. الهدف هو قتل اكبر عدد ممكن من الاشخاص في مجتمع مستهدف سواء كان ذلك في قاعدة عسكرية او ناد ليلي لحمل هذا المجتمع على الضغط على حكومته من اجل تغيير سياستها العسكرية".

أ.ف.ب