قلعة الازرق.. "الرومان" في قلب الحرّة السوداء
حمد الحجايا من الازرق: بدت قلعة الازرق الاثرية شامخة وسط ارض /الحرة /السوداء وكانها مدينة ترك الليل فيها بقايا سواده وارتحل منذ زمن بعيد.. تطل من على متن هضبة صخرية بازلتية سوداء الى جهة الشرق باتجاه واحة الازرق الغناء بمياهها الوفيرة واشجار نخيلها المعمرة. وتشاهد اشجار النخيل المنتشرة في سهل الواحة الفيضي تضفي عليه الظلال والخضرة المتساوقة مع الحجارة المتناثرة على منبسط الحماد. وبنيت القلعة من الحجارة البازلتية السوداء -والتي تعود الى العهد الكامبري البركانية.. وتشير المصادر الاثرية الى ان تاريخ انشاء القلعة يعود الى العصر الروماني واليوناني.
واستدل على هذه الفترة من خلال الكتابة اللاتينية واليونانية على احد المعابد والتي تبين ان القلعة بنيت في عهد الامبراطورين اليونانيين /ديوكليتيان ومكسميان/ حيث تعود فترة حكمهما الى سنة /300/ ميلادية تقريبا حسب كتاب اثار الاردن /لانكستر هاردنغ.
وهناك ايضا كتابة اخرى تحمل اسم الامبراطور /جوفيان/ وتعود لتاريخ /363 / ميلادية.. ومن المحتمل انه قام بترميم القلعة او زاد في بنائها. وبقيت قلعة الازرق ماهولة وعامرة ابان الفتح الاسلامي وتدل على ذلك الكتابة بالعربية المنقوشة فوق عتبة الباب الرئيسي. وتشير تلك الكتابة الى ان القائد الاسلامي عز الدين ايبك انشأ القلعة والاصح انه اعاد بناءها حيث قام ببناء جامع كبير وسط باحة القلعة خلال فترة الحروب الصليبية ابان فترة حكمه التي امتدت من عام/1213 - 1238/م.
وتكثر في منطقة الازرق الواحات ومستنقعات المياه وبعض الينابيع التي ما زالت تتدفق منها المياه الا انها تناقصت في الاونة الاخيرة نتيجة للضخ الجائر كما افاد عدد من المواطنين. السائحة الاسبانية /ماري كارمن تورالوا / التي التقتها وكالة الانباء الاردنية في الموقع قالت انها لنقلة رائعة وعجيبة.. من ارض اسبانيا حيث الخضرة الكثيفة والماء الوفير في بلدتها برشلونه الى هذه الصحراء وقصورها الاثرية القديمة التي ادهشتها على حد تعبيرها.
وابدت دهشتها واعجابها بمستوى الفن المعماري القديم الذي اتبع في بناء قلعة الازرق خاصة البوابات الحجرية والواجهات الحجرية المنقوشة. وقال الزائر الاسباني / كارمن فايوس...انه لشيء رائع وجميل ان تشاهد وسط هذه الصحراء بظروفها القاسية..واحة خضراء وقصرا اثريا قديما ورائعا..فهذا شيء ساحر واخاذ بالنسبة لي لكوني ازور الاردن لاول مرة واشاهد الصحراء على الطبيعة.
وقال مفتش اثار القصور الصحراوية سالم فرج الذياب لوكالة الانباء الاردنية خلال جولتها في الموقع ان القصور الصحراوية الاثرية المنتشرة في البادية الاردنية بحاجة الى المزيد من الاهتمام والرعاية من قبل وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة.
وبين الذياب انه لا بد من تاهيل هذه المواقع الاثرية القيمة التي تعد من اهم مقاصد السياحة الاردنية خاصة السياحة الصحراوية التي تحتاج الى خدمات البنية التحتية والمرافق العامة كما تحتاج الى توفر النشرات السياحية التي تعرف بالمواقع الاثرية والسياحية.
واشار الى ان هناك نقصا في الترويج السياحي للقصور الصحراوية التي تعتبر من اهم المواقع الاثرية لتسجيلها عدة حقبات زمنية قديمة تعاقبت على ارض الاردن خصوصا تلك التي تتوارى في وسط الصحراء الشرقية من منطقة الحرة مثل //قصر العويند، وقصر الاصيخم، وقصر برقع،وقصر رجم المداوير، وشجرة البقيعاوية //واغلبها غير مخدوم بطرق سياحية توصلك للمكان. وبين ان دائرة الاثار العامة قامت باعادة ترميم وصيانة قلعة الازرق من خلال مشروع الترميم بكلفة 25 الف دينار فقط.
التعليقات