سمية درويش من غزة: مع شروع أفراد المؤسسة العسكرية الفلسطينية بالإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التشريعية ، وجد الكثير من الباعة المتجولين مصدر رزقهم بالوقوف أمام المراكز الانتخابية ، لازدياد حدة النشاط والحركة على تلك المقرات.
احمد أبو عاصي 35 عاما ، يصطف بعربته المتنقلة والتي تعرض أصنافا مختلفة من المكسرات ، إلى جانب عربة للمشروبات وأخرى للسندوتشات السريعة ، أمام المقر الانتخابي وسط مدينة غزة ، أملين بان يكون هذا اليوم مميزا عن باقي الأيام يستطيعوا من خلاله زيادة مربحهم.
ويقول أبو عاصي لـ(إيلاف) ، بأنه قام منذ فجر اليوم بقطع مسافة 5كم من أقصى شرق المدينة إلى وسطها ، لكي يجد له متسعا ويصطف بعربته أمام مقر الاقتراع (مدرسة احمد شوقي) ، موضحا بان هناك إقبال كبير من العسكر الفلسطيني على مركز الاقتراع إلى جانب المواطنين والضيوف الذين ينتشرون بالشارع.


سيارات المرشحين
وعاتب أبو مصعب جميع المرشحين للانتخابات التشريعية قائلا ، بان جميعهم نزلوا من سياراتهم الملونة ومروا من أمامي ، إلا أن احدهم لم يبادلني السلام ، أو حتى فكر أن يتذوق طعم مكسراتي.
وأعرب أبو عاصي ، عن أمله بان يوفي المرشحين بوعودهم ويطبقوا القانون ويوفروا فرص العمل للجيوش العاطلة والقضاء على الفقر الذي يستفحل بأبناء الشعب الفلسطيني.
وقال بأنه كان يعمل بمصنع للخياطة ويدر عليه دخلا مميزا ، إلا انه ومنذ اندلاع انتفاضة الأقصى أقفلت المصانع أبوابها ، بسبب الدمار الذي لحق بها .
وأضاف ابو عاصي ، بأنه اضطر لشراء عربة متجولة وبيع المكسرات لتامين قوت عائلته التي بدا ينخر الفقر عظامها ، حسب تعبيره.


تسلية لتضييع الوقت
وبين أن مربحه هذا اليوم يقدر بـ 40 شيكل ، ما يقارب (9 دولار) ، مقارنة بالأيام العادية والتي يقدر مربحه بـ 15 شيكل ، لافتا إلى إقبال الكثير من أصحاب حملة الدعاية الانتخابية ، والذين ينتشرون على باب مركز الاقتراع على مكسراته.
وأوضح بسخرية ، بان جميعهم مصطفين أمام المقر ليوزعوا المنشورات والملصقات على قوى الأمن لحثهم على انتخاب قوائهم ، ويحتاجون إلى تسلية لتضييع الوقت فلا يجدوا سوى مكسراتي.


كلام بكلام
وحول الدعاية الانتخابية وموقفه منها قال ، كلها شعارات وخطابات رنانة ، والكثير من المواطنين رموا الأوراق والمنشورات على الأرض، مضيفا ، quot; كله كلام بكلام يعني حكي وبس ، و بعدين كلام الليل مدهون بزبده quot; ، في إشارة منه إلى عدم الثقة بالوعود التي قطعها المرشحين.
ويأمل أبو مصعب ، حاله كباقي الفلسطينيين بان يلتزم المرشحين بعد فوزهم بالانتخابات التشريعية بالوعود وببرامجهم الانتخابية وتطبيق القانون والقضاء على الفلتان الأمني ، ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني من خلال فتح مجال العمل.