حيدر عبدالرضا من مسقط: لا يختلف شهر رمضان في عمان عن غيره من البلدان العربية والإسلامية الأخرى من حيث العادات التي يلتزم بها المسلمون وأولها التوافد اليومي على المساجد والجوامع لأداء فرائض الصلاة الخمسة، والإفطار على موائد جماعية، والحرص على أداء صلاة التراويح، وصلة الأرحام ومساعدة الفقراء وزيارة المرضى والنظر في مختلف قضايا الأهل والأقرباء تقربا إلى الله تعالى في هذا الفضيل.
وقبل حلول الشهر يحرص المواطنون على رؤية هلال شهر رمضان بالعين المجردة، بالرغم من أن بعض الشباب بدأ الاستعانة بأجهزة الرؤية الحديثة التي تقرب الأجسام آلاف المرات مثل المكبرات المرئية، في الوقت الذي يتم فيه تشكيل لجان حكومية في مختلف أنحاء البلاد لإسقبال المكالمات من المواطنيين الذين يشاهدون الهلال في مناطقهم، بجانب حرص أعضاء اللجنة الرئيسية على الرؤية المباشرة للهلال أيضا.
وخلال العام الحالي فقد أعلنت وزارة الاوقاف والشئون الدينية عدم ثبوت رؤية هلال شهر رمضان المبارك لهذا العام 1427 كما حصل في عدد من الدول الخليجية، وبالتالي كان يوم السبت مكملا للثلاثين من شهر شعبان 1427هـ، فيما كان يوم الأحد هو غرة شهر رمضان المبارك 1427 في عمان والذي وافق 24 سبتمبر 2006.
ومع اليوم الأول لشهررمضان يطلق مدفع الإفطار طلقاته، ويبقي أذان المغرب وحده معبرا عن موعد الإفطار للصائمين في جميع انحاء السلطنة. وقبل حلول هذا الشهر الفضيل تشهد جميع المناطق العمانية حركة تجارية نشطة استعدادا له حيث يقتني المواطنون خلال ترددهم على المحلات كل ما يلزم هذا الشهر الفضيل سواء من المواد الغذائية أو الملابس أوالاحتياجات الأخرى، الأمر الذي يؤدي أحيانا إلى زيادة في أسعار المنتجات والسلع، وبالتالي يحصل نقص أحيانا في بعض السلع الرئيسية. وخلال هذا العام تشهد أسواق السلطنة منذ اليوم الأول من هذا الشهر الفضيل نقصا كبيرا في مختلف أنواع الألبان. ومرد ذلك إلى توقف إحدى الشركات الرئيسية في السلطنة من الإنتاج نتيجة لبعض القضايا المالية، في الوقت الذي تقوم الشركات العمانية والخليجية بسد هذا النقص، إلا أن المشكلة مستمرة حتي كتابة هذه السطور.
وتبدي الحكومة العمانية وكذلك القطاع الخاص اهتماما كبيرا في التيسيرعلى المواطنين من حيث ساعات العمل اليومية، حيث يقتصر الدوام الرسمي الحكومي أثناء شهر رمضان على 4 ساعات، بدلا من 6 ساعات بينما يقضي الناس ساعات أقل في الأشغال الخاصة، إلا أن حركة الأسواق ليلا مستمرة حتى منتصف الليل. وتنشط في هذا الشهر الفضيل الجمعيات الأهلية والمؤسسات الدينية في تنظيم الكثير من الفعاليات الثقافية والدينية، حيث يحرص بعض الوزراء التحدث عن قضايا إجتماعية واقتصادية تهم المجتمع العماني، فيما تقام أمسيات ثقافية تتعرض للكثير من القضايا التي تهم الساحة الثقافية، بالرغم من أن الأجهزرة المرئية والقنوات التلفزيونية تلعب دورا كبيرا في استقطاب بعض الفئات لمشاهدة البرامج والمسلسلات الجديدة التي تعرض لأول مرة على قنواتها المختلفة.
ويرى بعض المواطنين أن مظاهر وعادات شهر رمضان في السلطنة تكتسب طبيعة خاصة ومميزة حتى وإن اتفقت أو تشابهت مع غيرها من البلدان العربية والإسلامية. ففي بعض المناطق العمانية ما زالت عادة المسحراتي باقية حتي اليوم، حيث يقوم هذا الشخص بايقاظ الناس في منصف الليل لتجهيز وتناول طعام السحور، بينما العادات الأخرى التي تحرص عليها بعض القبائل العمانية هي عقد المجالس التي يحضرها أعيان وشيوخ المنطقة، وزعماء القبائل يتناولون خلالها مختلف القضايا والأمور الاجتماعية والدينية التي تهم مجتمعاتهم المحلية، وبحضور العديد من الشباب أيضا.
وعلى مستوى الأنشطة الرياضية تحرص الأندية على إقامة فعاليات رياضية وندوات ثقافية يتم خلالها تسليط الضؤ على القضايا التي تهم الشباب والرياضة بشكل خاص، مع تنظيم بطولات رياضية في بعض الألعاب كالقدم والسلة والطائرة وسباق الجري وغيرها من الأنشطة مثل الأمسيات الشعرية وفن الألقاء والخطابة وغيرها من الأمور الثقافية الأخرى.
وبعد النصف الأول من هذا الشهر الفضيل يستعد الأهل وأرباب الأسر لشراء إحتياجاتهم من الملابس إستعدادا لعيد الفطر المبارك، حيث تزدحم محلات الخياطة من المواطنين الذين يتوافدون عليها، في الوقت الذي تزدحم المحلات والمراكز التجارية من النساء والأطفال لاقتناء احتياجات العيد، الأمر الذي يؤدى إلى ازدحام حركة السير في مختلف المناطق العمانية.
أما الأسبوع الأخير من الشهر الفضيل فيحرص الكثير من العمانيين الحصول على الأوراق النقدية الجديدة لتوزيعها على الأطفال، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور حركة غير اعتيادية في المصارف العمانية التي تحرص على توفير الأوراق النقدية والمعدنية من مختلف العملات المطلوبة لتلبية الطلبات اليومية.
وتتشكل في الأيام الأخيرة لشهر رمضان لجان حكومية أخرى استعدادا لرؤية هلال شهر شوال لتبدأ الحركة في العاصمة مسقط في تراجع كبير قبل ليلة العيد بيومين، حيث يبدأ الكثير من العمانيين بالتوجه نحو الولايات العمانية للاحتفال بيوم العيد في مناطقهم ومع أهاليهم وأبنائهم حيث تقام العديد من الاحتفالات الشعبية بهذا اليوم السعيد.
- آخر تحديث :
التعليقات