اسماء ومهن غريبة باتت شائعة في العراق

محمد قاسم من بغداد: منذ التاسع من نيسان 2003 وهبوب رياح لبتغيير بمفيدها ومضرها على العراقالتي شملت كل شيء تقريبيا حتى ان بعض الاسماء والافعال تغيرت الى اسماء وافعال اخرى لم تكن موجودة سابقاً. فكلة المجرم مثلا او المجرمين تحول الى ارهابي و ارهابيين، فلا احد يستخدم كلمة مجرم اليوم وانما هو ارهابي. كما ان المناطق التي تشهد اقتتال طائفي بين المليشيات المسلحة باتت مليئة بالاسماء والافعال الجديدة فتحولت كلمة (قتل) الى كلمة (صك) والقاتل المحترف اصبح(صكاك) والضحية المقتول اصبح(مصكوك)وهذه الالفاظ تستخدم بشكل كبير في تلك المناطق.

علامات الصكاك
و هناك علامات للصكاك يعرف بها وهي: جهازوموبايل (دمعة) وهو نوكيا 7610 وسيارة بطة وهي سوبر تويوتا حديث و مسدس 13.
فهذا الصكاك يتلقى اسم الهدف ومكان تواجده بالموبايل ثم يذهب بالسيارة البطة ليخطفة ويضعه في صندوق البطة الخلفي الواسع ثم في المكان المناسب يقوم بتصفيته بالمسدس 13.
اما السيارات فالسيارة التي يبلغ سعرها 7500دولار بالامكان شراؤها باقل من نصف هذا المبلغ اذا كانت سيارة مصكوك... وطبعاً هذا المصكوك اما ان يكون بريئا وهذا يعني انه تم قتله والاستيلاء وتسليب سيارته، واما ان يكون المصكوك ارهابيا وهذا يعني ان السيارة غنيمة من الغنائم..
شرح لنا احد الشباب الذي يستخدم هذه المسطلحات بطلاقة: القتلة يطلق عليهم صكاكون وعندما يُقتل احدهم يُقال: اليوم صكو واحد... وهكذا.

اما النقود فهي الاخرى خضعت للتغييرات الجديدة فقد تحول لفظ العشرة الاف دولار الى (دفتر او شدة) خصوصاً في حالات الخطف والابتزاز والرشوة. و تسمى الرشوة اليوم(خمط) والمرتشي (خماط). والمختلس يسمى لغاف اي يلغف الفلوس.

اردنا التجول في بعض المناطق الشعبية التي يكثر فيها الصكاكون فنصحنا الشاب الذي تحدث لنا ان نرتدي ملابس سود تجنبا للاشتباه باننا غرباء وربما قام احدهم بصكنا. فتجولنا بتلك الملابس الجديدة واندسسنا بين جموع الناس في بعض الاسواق و الازقة فلاحظنا وسمعنا فعلا استخدام هذه الكلمات بشكل معتاد: يمعود لاتضربني بوري (اي لاتغدرني).. روح قابل اني علاس (العلاس المرشد للهدف وله حصة بعد التنفيذ).. هاي السايارة رسمية لو مو رسمية (غير رسمية يعني صحبها مقتول)..

- وعندما توقفنا في احد المطاعم لتناول وجبة سريعة في احدى تلك المناطق الشعبية ببغداد بعد طول تجوال جائنا احد الصبيان واقترب مني ليسألني قائلاً: عمو انت صكاك؟؟ لانني اقف في مكان معين مرتدياً ملابس سود. فضحكت منه وانتبهت لنفسي فربما اثرت انطباعا بأني قاتل ماجور؛ حيث انتشرت هذه المهنة بعد ان عصت بغداد بمئة ألف قاتل اطلق سراحهم قبيل سقوط بغداد من سجن ابو غريب وربما تسلل بعضهم لمواقع حكومية.

[email protected]

التحقيق منشور في دجتال ايلاف يوم الاثنين 25 ديسمبر 2006

انقر هنا لقراءة التحقيق ببرنامج بي دي اف