عدنان أبو زيد من أمستردام: كل نفس ذائقة الموت، وهو نهاية حياة، و تتنوع طقوس الموت بحسب أختلاف الثقافات، فمنها من يتخلص من جثّة الميت بدفنها أو بحرقها، وفي الإسلام تغسل جثّة الميت قبل دفنه، بإستثناء حالات يعتبر فيها الجسد طاهرا، مثل جثث الشهداء. وملوك العراق ورؤسائه تضم رفاتهم أرض العراق، وهذه لمحة سريعة عن القبور التي ضمت بين جنبيها رفاتهم الى الابد.

الملك فيصل الأول
فيصل بن حسين بن علي الحسني الهاشمي وكان ملكا للعراق من 1921 الى 1933، وكان قد خرج من سوريا بعد الاحتلال الفرنسي لها وإنهاء ملكه الذي أنشأه فيها قبل ذلك بأشهر قليلة. واجه فيصل طيلة فترة حكمه تحديات داخلية لبناء العراق وتوحيده، وخارجية مع بريطانيا لتحقيق الاستقلال، وكان من أهم القضايا التي واجهها: العلاقة مع الدول المجاورة، ومشكلة الموصل، والنفط، والدستور.

من سمم فيصل؟
وتوفي فيصل في 8 ايلول 1933 جراء ازمة قلبية المت به في بيرن بسويسرا وقيل بأن للممرضة التي كانت تشرف على علاجه يدآ بموته، حيث شيع بأنها قد سمته بدس السم في الابرة التي اوصى الطبيب بزرقه بها. ويقول مؤرخون أن دس السم للملك فيصل الاول بسبب الافكار والطموحات القومية المناهضة للاستعمار البريطاني، وكانت له خلافات ونزاعات مع السفارة البريطانية في بغداد.

قبة تضم رفات الملك وزوجته
و تحت قبة صغيرة الى يمين الباب الرئيس للمقبرة الملكية يرقد الملك فيصل الأول، والى جانبه قبر زوجته حزيمه بنت ناصر المتوفية عام 1935.
وكان الملك فيصل قد أمر بأنشاء المقبرة الملكية عام 1921، وكلف لهذه المهمة المهندس البريطاني المستر هوك.

الملك غازي
وهو فيصل بن الشريف حسين الهاشمي، ثاني ملوك العراق حكم من 1933 ولغاية 1939. ولد في مكة، وهو الأبن الوحيد للملك فيصل الأول الذي كان له 3 بنات.

وكان الملك غازي شابا في بداية العشرينيات ومحاطا بعدد من رجال السياسة الذي رافقوا والده الملك فيصل، مثل نوري السعيد وجعفر العسكري وياسين الهاشمي وجميل المدفعي، و كان ذلك سببا للخلافات والمكائد بين السياسيين.

هل أغتيل غازي؟
وتوفي الملك غازي أثر حادث سيارة داخل قصره في الرابع من نيسان عام 1939، حين اصطدمت السيارة بعمود كهربائي، ويقول متشككون ان تقارير ميدانية اظهرت ان العمود كان في الجهة اليمنى بينما كان الملك غازي يجلس في الجهة اليسرى، كما ان العمود وجد نظيفا وجديدا وفي منطقة لا وجود لعمود فيها من قبل.
لكن تقرير الطبيب الشرعي أورد أن الضربة القاتلة كانت في رأسه من الخلف، ويعلل اخرون ذلك بان احدا ما كان قد ضربه بآلة حادة في مؤخرة رأسه.
لكن طبيب القصر الانجليزي سندرسن بابا رفض وقتها ان تقابله زوجته قبل وفاته كي لا يدلي بأية أسرار لها حتى موته.لكن زوجته الملكة عالية أدلت بشهادتها امام مجلس الوزراء جاء فيها ان الملك اوصاها بانه في حالة وفاته يسمى الامير عبد الإله وهو شقيقها وصيا على ابنه فيصل.

قبة تضم قبري غازي وعالية
وأمام الباب الرئيسية للمقبرة هناك حديقة جميلة دائرية الشكل يفصلها عن الباب شارع، وتتوسطها نافورة ماء. أما بالجانب الأيمن لمدخل القبة فقد شيدت (سبيل خانه) حيث أمر المرحوم الملك غازي بأنشاءها عام 1938، وهي على شكل قبة تزود المارة بالماء.
وقال أحمد الاعظمي ويسكن الاعظمية لايلاف أن الناس مازلوا يروون عطشهم بماءها لحد الان. وتحت هذه القبة الصغيرة على اليسار يرقد الملك غازي، الى جانب قبر الملكة عالية المتوفية عام 1950 وهي زوجة الملك غازي ووالدة فيصل آخر ملوك العائلة الهاشمية بالعراق.

فيصل الثاني
و هو أخر ملوك العائلة الهاشمية في العراق و قتل يوم 14 تموز 1958. وهو ابن الملك غازي. أصبح ملك فعليا للعراق عندما بلغ الثامنة عشر.
درس فيصل الثاني المرحلة الابتدائية في مدرسة المأمونية التي كانت واقعة في منطقة الميدان عند باب المعظم كما درس فيما بعد في المدارس البريطانية مع قريبه الحسين بن طلال ملك الأردن السابق وكانت تربطهما علاقات متينة.
وأصبح فيصل الثاني ملكا للاتحاد الهاشمي الذي شكل في 1 شباط 1958 في أعقاب تشكيل الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسوريا لحفظ توازن القوى في المنطقة ودام ستة أشهر وأصبح فيصل ملكا للاتحاد
الذي سمي بالاتحاد الهاشمي العربي الذي دام لستة أشهر فقط حيث أطيح بالنظام الملكي في العراق في 14 يوليو 1958 م على يد عبد الكريم قاسم

مذبحة أودت بحياة الملك
وفي صبيحة الرابع عشر من تموز 1958 تقدم فوج من الجيش العراقي باتجاه قصر الرحاب في منطقة الحارثية بجانب الكرخ من بغداد وأمر الملك الشاب فيصل الثاني وبقية العائلة المالكة بالخروج من القصر الذي كان قد تعرض لقصف مدفعي وإطلاق الرصاص.

و كانت الملكة عالية أرملة الملك غازي الاول ووالدة الملك فيصل الثاني تضع نسخة من المصحف الكريم فوق رأس ولدها طالبة من مجموعة العسكر ان يحفظوا حياته فهو من نسل الرسول، لكن أحدهم أمر بإطلاق النار ليودي بحياة الملك وأفراد عائلته. وقتل مع الملك عبد الإله أيضا.

المقبرة الملكية تضم رفات فيصل
دفن الملك فيصل في المقبرة الملكية في منطقة الأعظمية ببغداد.
وهي مقبرة تتوسطها قبة كبيرة بالوسط وفي كل جانب هناك قبة صغيرة. وإذا ما تجاوزنا باب المقبرة الرئيسية نجد تحت القبة الكبيرة فسحة دائرية الشكل تضم في جنباتها أربعة قبور، القبر الأول للمرحوم الأمير علي بن الحسين المتوفي عام 1935، والثالث هو قبر المرحومة الأميرة رفيعة بنت الملك فيصل الأول المتوفية عام 1934 والقبر الرابع للمرحومة جليلة بنت الأمير علي بن الحسين المتوفية عام 1955. ومن جهة اليمين هناك غرفة مستقلة تضم قبر الملك فيصل الثاني


عبد الكريم قاسم
وقاسم هو رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع في العراق من 14 يوليو 1958 ولغاية 9 فبراير 1963 حيث اصبح اول حاكم عراقي بعد الحكم الملكي. كان عضوا في تنظيم الضباط و قد رشح عام 1957 رئيسا للجنة العليا للتنظيم الذي اسسه العميد رفعت الحاج سري الدين عام 1949. ساهم مع قادة التنظيم بالتخطيط لحركة او 14 تموز 1958 التي قام بتنفيذها زميله في التنظيم عبد السلام محمد عارف والتي أنهت الحكم الملكي وأعلنت قيام الجمهورية العراقية.

أعدام قاسم رميا بالرصاص
اعدم عبد الكريم قاسم ابان حركة 8 شباط 1963 حيث تشكلت بعد يوم من الحركة محكمة في قاعة الشعب المجاورة لوزارة الدفاع حيث مقر عمل قاسم وبعد اتمام المحاكمة، نقل قاسم الى مقر الاذاعة والتلفزيون
بمنطقة الصالحية وسط العاصمة حيث حكم عليه بالاعدام رميا بالرصاص مع مجموعة من معاونيه.

قبر مجهول يضم رفات قاسم
وفي مساء اليوم نفسه قام عدد من الجنود بدفن جثثهم في مكان مجهول. وبعد سقوط صدام أعلن بختيار امين وزير حقوق الانسان الكشف عن مقبرة في ضواحي بغداد تظم رفاة الزعيم عبد الكريم قاسم و عبد الكريم الجدة كبير مرافقيه وفاضل المهداوي رئيس محكمة الشعب مع خمس جثث من مرافقي قاسم في المقبرة.
ونقلت صحيفة ( الصباح ) البغدادية عن احد الشهود من سكان المنطقة التي دفنت فيها الجثث والذي كان طفلا بعمر 13 سنة وقت وقوع انقلاب البعثيين عام 1963 ان عملية دفن الجثامين الثمانية تمت على ثلاثة مراحل تجنبا من تعقيبات رجال الامن، وان الذي قام بدفنها للمرة الاخيرة ما زال على قيد الحياة..فيما اضاف شاهد آخر من المنطقة نفسها كان حاضرا عملية الدفن ان قاسم كان يرتدي بدلة عسكرية وحذاء بنيا ومصابا باطلاقة نارية في فمه ادت الى كسر اسنانه الامامية وان اطلاقات اخرى شقت صدره وان جثة المهداوي بدت عليها اثار التعذيب بشكل واضح مع وجود كدمات في جبهته اضافة الى وجود فتحة كبيرة في بطنه

عبد السلام عارف
وهو الرئيس الأول للجمهورية ألعراقية وثاني حاكم أو رئيس دولة أثناء النظام الجمهوري سبقه الفريق نجيب الربيعي رئيس مجلس السيادة، ولد في 21 مارس 1921 في مدينة بغداد، فترة الحكم 1963-1966. لعب دورا هاماً في السياسة العراقية والعربية في ظروف دولية معقدة إبان الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي والشرقي وشغل منصب أول رئيس للجمهورية العراقية من 8 فبراير 1963 إلى 14 ابريل 1966 بعد ان كان هذا المنصب معلقا منذ حركة 14 يوليو 1958 التي أطاحت بالنظام الملكي.

عارف يقفز من الطائرة
وتوفي عارف أثر سقوط طائرة هيلكوبتر طراز مي Mi في ظروف غامضة والتي كان يستقلها هو وبعض وزراءه ومرافقيه بين القرنة والبصرة مساء يوم 13 نيسان 1966 وهو في زيارة تفقدية لمحافظات الجنوب للوقوف على خطط الاعمار وحل مشكلة المتسللين الايرانيين فاندلعت بعض النيران في الطائرة وبقيت فترة محلقة خارج سيطرة الطيار تطير باتجاهات مختلفة فوق النهر و على ارتفاع منخفض ولم ينتظر تحطم الطائرة التي كانت تحلق فوق بساتين النخيل على حافة النهر فانتظر اقترابها من الارض فقفز من الطائره محاولاً السقوط في النهر الا ان اتجاه سقوط الطائرة ابعدها قليلا عن النهر مما ادى الى سقوطه على الحافه الترابية للنهر فارتطم على جبينه مباشرة مما ادى الى اصابته بحالة اغماء ثم نزف شديد مع كسر في الجمجمة تسببت في وفاته بعد دقائق من سقوطه.

قبر عارف و والده بالفلوجة
و وريّ عارف الثرى قرب ضريح والده في جامع بني لهذا الغرض في مسقط رأس العشيرة قرب الفلوجة.

أحمد حسن البكر
وكان البكر رئيسا لجمهورية العراق من 1968 إلى 1979. ونظم البكر حركة 17 تموز 1968 الذي أطاحت بالرئيس آنذاك عبد الرحمن عارف. ومع تقدم البكر بالعمر اصبح نائبه صدام الرئيس الفعلي للعراق. وفي 16 تموز 1979 استقال البكر من رئاسة العراق بحجة ظروفه الصحية ويرى المتابعون للسياسة العراقية أن استفالة البكر كان مجرد إجراء شكلي نتيجة ضغوط مارسهاعليه الرئيس الفعلي للعراق صدام.

هل سمم البكر؟
و يعتقد البعض أنه بعد أن أخذ صدام حسين بزمام السلطة في 1979، حدد صدام إقامة البكر في منزله حتى وفاته في 4 أكتوبر 1982.
وتدور شائعات في الوسط العراقي ان البكر سمم على يد صدام، وأن مدير مكتب البكر طارق حمد العبد الله قد قتل ايضا لينتهي معه سر عزل و تسميم أحمد حسن البكر.

صدام حسين
ولد صدام حسين في 28 نيسان 1937 في قرية العوجة جنوب قضاء تكريت. وانضم الى حزب البعث في عام 1957م وهرب الى سورية ومصر حيث اكمل الاعدادية عام 1962م وفي عام 1964م اعتقل وهرب من السجن 1966 حيث بقي مختفيا. و بعد انقلاب 17 تموز أكمل دراسته في كلية الحقوق ببغداد. وفي تموز 1979م استلم حكم العراق بعد إعتزال احمد حسن البكر. وز استمر حكمه حتى دخول القوات الامريكية التي احتلت العراق واطاحت به.

قبر صدام بالعوجة
ونظمت لصدام محاكمة حكمت عليه بالشنق حتى الموت. ودفنت جثة صدام بمسقط رأسه في قرية العوجة في قاعة للمناسبات الدينية بحضور افراد من عائلته. وتقع القاعة في حديقة كان صدام بناها في بداية التسعينيات من القرن الماضي على أرض للعائلة وليس بها مقبرة.
ويبدو قبر صدام للناظر عبارة عن دكة تعلو الارض بستين سنتيمترا، وعرض متران، اما طول الدكة فيبلغ ثلاثة أمتار. ويغطي الدكة العلم العراقي.

[email protected]