يسميها الوسط اليهوديquot;قتل على خلفية رومانسيةquot;
الخيانة تدفع بالإسرائيليين لارتكابجرائم الشرف

أسامة العيسة من القدس: عندما تقع جرائم قتل تتعلق بمفاهيم الشرف في الوسط العربي في إسرائيل، يطلق على ذلك إعلاميا quot;قتل على خلفية شرف العائلةquot; وعندما تحدث جرائم مشابهة في الوسط اليهودي، ورغم أنها تكون عادة بطريقة ابشع من الأولى يطلق عليها quot;قتل على خلفية رومانسيةquot;. وفي حين أن الخبر الأهم الذي كان يتصدر نشرات الأنباء الإسرائيلية، يتعلق بالجنرال جابي اشكنازي، الذي اصبح من المؤكد أن يتولى رئاسة الأركان الإسرائيلية، تراجع فجأة الاهتمام بالقائد المقبل للجيش الذي يعول عليه الإسرائيليون كثيرا، أمام جريمتي قتل دراميتين ودمويتين، راح ضحيتها أربعة، على خلفية العشق والخيانة.

الشرطة تنقل الجثث

قتلها وسكر بجانبها
في الساعة الحادية عشرة والنصف قبل الظهر، داخل رجل عمره 36 عاما إلى مركز الشرطة في مدينة بات يام، واعترف بيسر وسهولة، بأنه قتل زوجته وعمرها 30 عاما.

وبدا الأمر غريبا، فعادة لا يعترف القتلة بارتكاب جرائمهم، بهذه السهولة، ولكن هذا ما حدث مع هذا الرجل، الذي وبينما كان في مركز الشرطة يعترف بجريمته وسط ذهول الشرطة وتشكيكهم، اتصل أقرباء لزوجته بالشرطة معربين عن قلقهم، من وقوع مكروه لها، لأنها يتصلون بها ولا يتلقون إجابة.

واخذ رجال الشرطة، خصوصا بعد اتصال أقرباء الزوجة، الأمر على محمل الجد، فتحركوا إلى شقة الزوجية، ليجدوا الزوجة ميتة في إحدى الغرف، وعليها أثار خنق وضرب.

واكد الطب الشرعي، بعد المعاينة، أن الزوجة قتلت خنقا حتى الموت، واعترف الزوج بأنه قتل زوجته بعد ظهر اليوم السابق، وقضى طوال الليل يسكر بجانبها، دون أي تأنيب ضمير لما فعله، حتى قرر تسليم نفسه قبل ظهر اليوم التالي.

ورغم أن الشرطة لم تحدد الدافع وراء الجريمة، حتى استكمال التحقيق مع الزوج، إلا أن الأخير قال بأنه قتلها لانه يشك بأنها كانت تخونه. ولكن الزوجة لن تتمكن من الدفاع عن نفسها، والإدلاء بشهادة لدى الشرطة، لان زوجها، اتخذ قراره وقتلها، واصبح المتهم والشاهد الوحيد على جريمته.

الشرطة تحقق في مسرح الجريمة

ثلاثية الدم في روحوبوت
أثارت جريمة قتل الرجل الذي لم يعلن عن اسمه من بيت يام، شهية وسائل الإعلام، ونشط مراسلو هذه الوسائل المتمرسين، لقنص اية معلومات، أو صور، وأية معلومات ترشح من التحقيق، غير تلك التصريحات الرسمية التي تصدرها الشرطة.

ولم تكن هذه الوسائل، تتصور أن جريمة القتل هذه لن تكون الأولى، أو الابشع، وعلى نفس الخلفيات quot;الرومانسيةquot; كما يسمى هذا النوع من الجرائم الإسرائيلية.
ففي مكان أخر، وفي مدينة روحوبوت، كان رجال الشرطة يبحثون عن إسرائيلي يعمل في شركة حراسة اسمه ارييل كامينر، تغيب عن عمله منذ يومين، فقصدوا شقته، بعد أن أبلغت الشركة عن غيابه المفاجئ عن العمل، وعندما طرقوا الأبواب، ولم يستجب أحد من الداخل، حطموا الأبواب، بمساعدة رجال الإطفاء، ليجدون الشخص الذي يبحثون عنه جثة هامدة، وعليها أثار ضرب بالمطرقة، والتي يعتقد أنها أداة القتل.

كانت جثة ارييل كامينر، ملقاة على الأرض، وعلى سرير مجاور وجدت، جثة أخرى، لشخص تبين فيما بعد أن اسمه رفائيل سباري، قتل بإطلاق نار على رأسه.

وبدا الأمر محيرا للشرطة، ولم تستطع الشرطة تحديد الدافع للقتل، فقصد رجال الشرطة شقة سباري في مكان آخر من المدينة، لإخبار زوجته، بان زوجها قتل، والاستماع لافادتها، لعل ذلك يسلط الضوء على جريمة القتل الثنائية التي ذهب ضحيتها زوجها وارييل كامينر. وعند وصول رجال الشرطة، إلى شقة سباري لابلاغ زوجته بخبر مقتله، كان في انتظارهم مفاجأة غير قابلة للتصديق، حيث وجدوا الزوجة مقتولة شنقا، وعلى جثتها علامات عنف.

وبدأ التحقيق يأخذ منحى جديدا، وطرحت أسئلة حول علاقة مفترضة بين جرائم القتل الذي ذهب ضحيتها الثلاثة، وعن الصلة التي تربط الرجلين المقتولين، وعلاقة ذلك بالقتيلة زوجة أحدهما.

وتوصلت الشرطة إلى قصة بدت منطقية، وهي أن رفائيل سباري، قتل زوجته لشكه بأنها تخونه مع صديقه ارييل كامينر، وبعد أن قتل زوجته شنقا، توجه إلى شقة صديقه، فقتله بمطرقة، وبعد أن أنهى ما اعتبره مهمته في قتل الزوجة والعشيق، انتحر بإطلاق النار على رأسه من مسدس كان بحوزته. وتوفر للشرطة إفادات ترجح روايتها لما حدث، تؤكد الروابط التي تجمع الثلاثة: الزوجة، والزوج القاتل، والعشيق المقتول.

التحقيق منشور في ايلاف دجتال يوم الخميس 25 كانون الثاني 2007