اعتدال سلامه من برلين: تطورت قضية المغدورة التركية حاطوم سوروكو التي قضت في quot;جريمة شرفquot; في شكل غير متوقع في ألمانيا، واخذت ابعادا قانونية طالت عائلتها بالكامل.
فبعد اصدار قاضي المحكمة الاقليمية في برلين حكما بالسجن تسع سنوات وثلاثة اشهر على شقيقها الاصغر ايهان سوروكو واعتبر المسؤول الوحيد عن قتل شقيقته في احد شوارع برلين quot; غسلا للعارquot; لانها تعيش حياة اوربية بعد طلاقها من زوجها التركي حسب حجته وتبرئة شقيقيها البالغين، طالب وزير داخلية برلين ارهارت كورتينغ اليوم بطرد كل أفراد عائلة سوروكو من ألمانيا quot;لأنهم فافرادها ألحقوا الاذى بسمعة الجالية التركية والعيش المشترك بين افرادها والمواطنين الالمانquot;. ونفى صحة الاتهامات التي وجهتها اليه الرابطة التركية بتغذية الحقد ضد الاجانب من خلال انتقاداته، معتبراً أن معظم الاتراك استنكروا جريمة quot;غسل العارquot; وتصرفات عائلة الضحية.
بدوره شدد نائب رئيس الكتلة البرلمانية للاتحاد الوطني الحاكم المشكل من الحزبين المسيحي الديمقراطي والمسيحي البافاري فولفغانغ بوسباخ على ضرورة طرد كل أفراد العائلة التي خططت بتصميم واصرار سابقين على قتل حاطوم ودعا إلى اتخاذ اجراءات قانونية فعالة من اجل ترحيلها ، quot;إذ لا مكان لمثل هؤلاء في ألمانياquot;.
وذكر العديد من السياسيين المساندين لفكرة ترحيل العائلة التركية برد فعل افرادها عندما اصدر القاضي حكمه وكانت صور لا تطاق، اذ رفعت شقيقة المجني عليها علامة النصر لبراءة شقيقيها والابتسامة العريضة علت وجه الجميع ، علماً أنهم منعوا من دخول قاعة المحكمة.
لكن بناء على معلومات مسؤول في ادارة الشؤون الداخلية لحكومة برلين ء ليس من السهل تنفيذ إجراءات الترحيل ، بينما اعلن الاخ الاكبر الذي برئت ساحته والبالغ من العمر 26 سنة استعداده للعودة الى تركيا برضاه اذا كان الجميع يرغبون في ذلك.
وتريد شقيقة الضحية التقدم بطلب لنيل حضانة ابن اختها وعمره 6 سنوات وقد عهد به الى عائلة لتربيته، وقالت: quot;كنا ننتظر اصدار الحكم كي نسترجعه ليعيش معناquot;. واذا ما فشلت بمساعيها فسوف يتقدم والد الطفل الذي يعيش في اسطنبول بطلب للحصول على حضانة ابنه. والى حين النطق بالحكم المتعلق بالحضانة تمنع عائلة المغدورة من الاتصال بالطفل.
والجدير بالذكر ان حاطوم كانت قد طلقت زوجها الذي اجبرتها عائلتها على الزواج منه لانه كان يريده ان تعود معه الى تركيا، وسكنت مع ابنها في برلين وبدأت بدراسة تقنية الالكترونيات، واتفقت عائلتها علىquot; غسل عارهاquot; بتوفير مسدس للشقيق الأصغر لانه دون السن القانونية ولا يحكم مثل البالغ، وعند موقف للحافلات اطلق عليها ثلاث رصاصات قاتلة.
واثار الحكم المخفف الذي طال الشقيق الاصغر وحده غضب العديد من الاتراك انفسهم وأثارت القضية مناقشة سياسية للبحث عن الوسائل من اجل حماية النساء من هذه الجرائم. ويطالب سياسيون المان حالياً بانزال عقوبة السجن بكل من يرغم ابنته على الزواج بالاكراه.
وحاطوم ليست اول ضحية لما يسمى بجريمة غسل الشرف والعار في ألمانيا، فحتى اليوم قتلت عشر نساء عربيات وتركيات على أيدي افراد عائلاتهن. وتثير هذه الجرائم استياءً شديداً لدى الألمان.