تحتوي على شتى أنواع المأكولات الشعبية
quot;الغبقة quot; عادة رمضانية يحرص القطريون على إحيائها
هشام علي من الدوحة:يحرص القطريون على عادة قديمة في شهر رمضان المبارك مازلوا يفعلونها حتى الأن وهي quot; الغبقة quot; والتي تعني باللهجة القطرية quot;الوجبة او الطعام quot; الذي يتناوله الاصدقاء او الجيران مجتمعين في رمضان خلال الفترة من بعد صلاة التروايح وحتى ساعات متأخرة من الليل.واصبحت الغبقة الرمضانية تقليدا مهما يحرص القطريون عليه باعتباره فرصة لالتقاء الاحباب خلال ليالي رمضان ومناسبة للتسامر والحديث عن امور الحياة ومستجداتها.
وكانت الغبقة في الماضي تقتصر على انواع معينة من الاكلات مثل العيش المحمر او ما يطلق عليه في قطر quot;البرنيوشquot;المطبوخ بالسكر او بالدبس وهو خلاصة التمر وكذلك السمك quot;المجمرquot;أي المشوي بالفحم بالاضافة الى السمك المقلي حيث يستخدم سمك الربيب والصافي للقلي والبدح والقرقفان للشواء.
ووراء اختيار هذين النوعين من الاطباق ليكونا حاضرين بقوة في غبقة اجدادنا فلسفة غذائية صحية حيث يعتبر العيش المحم ر اكلة خفيفة وليس دسمة سهلة الهضم وكذلك السمك الذي لا تجده كثيرا على مائدة الافطار بسبب الاعتماد على اللحوم الحمراء بشكل اكبر.
ويقول احد المواطنين ان الغبقة تتميز باكلاتها الشعبية في الغالب فإلى جانب العيش المحم ر فان المكبوس او المشخول يكون حاضرا احيانا في جلسة الغبقة.
كما للحلويات الشعبية المعروفة في المنطقة نصيب من مائدة الغبقات الرمضانية حيث تتواجد البلاليط والخبيص واللقيمات والعصيد ايضا فضلا عن القهوة العربية والشاي واللبن.
وتشير بعض المراجع الى ان كلمة الغبقة مشتقة من كلمة الغبوق في اللغة العربية الفصحى وهي شراب اخر النهار ما قبل الصبوح وحصر بعضهم به اللبن في حين تبين مراجع اخرى ان الغبوق أكلة خفيفة تتناول في المساء.
وان اختلفت المراجع حول اصل كلمة الغبقة الا انها تظل عادة حميدة تجمع الاصدقاء والاقرباء على مائدة طعام واحدة حسبما يقول السيد محمد النعيمي الذي يحتفظ بذكريات جميلة عن الغبقات الرمضانية.
ويشير الى ان رمضان كان يطلق عليه احيانا شهر الغبقات00 مبينا ان الغبقة يدعى اليها عادة الجيران او الاصدقاء وتقام كل يوم في بيت احدهم بالتناوب.
ويسترجع محدثنا غبقات الماضي في ليالي رمضان حيث يلتف الجيران حول طاولة واحدة /يسمرون/ اي يتسامرون ويتبادلون اطراف الحديث وفي نفس الوقت يتناولون العيش المحمر الذي اطلق عليه هذا الاسم نظرا لاحمرار حبوب الارز عندما يوضع عليها خلاصة السكر الذي تم غلييه في الماء.
ويقول فهد العمادي ان الغبقة اختلفت في الوقت الحاضر من ناحية انواع الاكلات ففي حين كانت تقتصر المائدة في السابق على طبق او طبقين على اكثر احتمال الا انها حاليا عامرة بشتى انوع المأكولات سواء الشعبية او الاجنبية.
ورغم اختلاف الغبقة بين الماضي والحاضر لكنها تبقى تجمعا يحرص الجميع على ممارسته وحضوره 00 كما تعد احدى الموروثات الشعبية التي ترجع بنا الى ماضي جلسات اجدادنا الذين تركوا لنا تقاليد وعادات تعزز اواصر العلاقات الاجتماعية خاصة في هذا الشهر الفضيل.
التعليقات