خسرو علي أكبر من طهران: يتفق أغلب الايرانيين الذين استفسرت منهم ايلاف عن الحدث الأهم في العام 2007 على أنه المشروع النووي وتداعياته التي شارفت أبواب الحرب واحتمال ضربة عسكرية اميركية تستهدف منشآت بلادهم.
وثمة عدة عوامل وأحداث تجعل من العام 2007 عام المشروع النووي، فعلى الصعيد الداخلي شهدت ايران توترا بين شخصيات سياسية من تياري الرئيس الايراني الاسبق هاشمي رفسنجاني والرئيس الايراني احمدي نجاد، على خلفية محاولات مفاوضين ايرانيين سابقين اجراء مفاوضات مع الغرب

مفاعل بوشهر الايراني
بخصوص المشروع النووي الايراني انطلاقا من اعتقادها بفشل التيار الحكومي من التخفيف من حدة الازمة النووية الايرانية،ويشار هنا الى جهود الأمين العام لمجلس الأمن القومي السابق حسن روحاني ولقاءاته مع مسؤولين اوربيين، وخلافا لوجهات نظر رأت أن دخول شخصيات وجهات من خارج الدوائر الحكومية للتفاوض مع الاوربيين جاء بفعل قلق الدوائر العليا من التهديدات الاميركية والغربية وانتقادها لسياسة احمدي نجاد في التعامل مع الشان النووي واشراكها الرئيسين السابقين رفسنجاني وخاتمي بدور أكبر في الملف النووي

يرى محللون سياسيون ايرانيون ان المشروع النووي تحول الى مواجهة حقيقة بين تيار رفسنجاني خاتمي من جهة وتيار الاصوليين من جهة اخرى وقد بلغت المواجهات اعلى مستوى لها مع اعتقال كبير المفاوضين السابق حسين موسويان بتهمة التجسس لجههات اجنبية وتسريب معلومات مهمة عن المشاريع النووية الايرانية، وهي التهمة التي رفضها مسؤولون مقربون لرفسنجاني واعتبروا عملية الاعتقال جاءت بضغوط من الاصلاحيين وان لا أدلة تبرهن على التهم الموجهة لموسويان، فيما اعتبر وزير الداخلية الايراني مصطفى بور محمدي ان السلطة القضائية تعرضت لضغوط من أجل تبرئة موسويان.

وبعيدا عن الصراع بين تياري رفسنجاني ndash; أحمدي نجاد فان صدور حكم يبرئ موسويان من التهم الموجهة اليه يعتبر انتصارا للسياسة الايرانية في الجانب الأمني، وفشلا للادارة الاميركية في تشجيع مسؤولين نوويين ايرانيين على الفرار الى الغرب وهو البرنامج التي تديره ال سي اي ايه بأمر من البيت الأبيض ضمن حملة سرية تستهدف النووي الايراني.ففي حال صدور حكم ببراءة موسويان تكون الادارة الاميركية قد فشلت في ايجاد خروق أمنية بعد اعترافها بان برامجها لم يحقق نجاحا حسب صحيفة لوس انجلس التي كانت اول من كشف عن البرنامج المذكور.

لاريجاني إقالة أم استقالة

شكل خبر استقالة كبير المفاوضين الايرانيين علي لاريجاني مفاجأة كبيرة للمتابعين للشأن الايراني
وفيما أعرب بعض المحللين الغربيين والمحليين عن اعتقادهم بأن لاريجاني استقال بسبب آرائه المختلفة مع الرئيس محمود أحمدي نجاد حول كيفية التعامل مع الغرب بشأن المصالح النووية لطهران، أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية غلام حسين الهام يوم امس السبت أن سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجانيانه قدم استقالته مرات عديدة، وقد قبلها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في هذه المرة.. وان لاريجاني استقال من منصبه للتفرغ لنشاطات سياسية أخرى.
ووفقا لوجهات نظر غربية فان لاريجاني كان اكثر التزاما بايجاد حل ديبلوماسي للبرنامج النووي الايراني


النصر النووي
أثار التقرير الاستخباري الاميركي ضجة عالمية بسبب استنتاجاته التي على نقيض التفكير الرسمي للادارة الأميركية،فهو يشير صراحة الى توقف الشطر العسكري من البرنامج النووي الايراني وذلك في العام 2003، وهو قد وضع حدا للأصوات التي ارتفعت في الادارة الاميركية و اسرائيل وبعض الدول الغربية التي دعت الى توجيه ضربة عسكرية لايران تستهدف منشىتها النووية،كما أفشل التقرير جهود البيت الابيض في حشد المجتمع الدولي لتنفيذ خطط الضغط على طهران، ولم يكن متوقعا أن تختلف جهة استخبارية بوزن هيئات الاستخبارات الاميركية بفروعها ال 16 مع الادارة الاميركية، وكان بديهيا ان تستقبل طهران هذا الخبر بارتياح كبير وصف بالنصر الكبير من قبل احمدي نجاد، فالتقرير يبرئ طهران من الاتهامات العديدة التي وجهها لها الرئيس بوش ووزيرة خارجيته رايس، ويؤكد محللون ايرانيون ان التقرير جاء على خلفية فشل زلماي خليل زادة ممثل الولايات المتحدة في الأمم المتحدة في الترويج لقرار جديد في مجلس الأمن ضد طهران والذي لم يتحمس له حتى حلفاء واشنطن في مجموعة الخمسة زائد واحد.

التيار الاصلاحي اعتبر التقرير نصرا له، نظرا لتوقف الجانب العسكري عام 2003، أي في عهد الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي، والتيار الاصولي ينسب النصر النووي اليه بسبب المواقف المتشددة والقاطعة للرئيس أحمدي نجاد والذي أكد في مرات عديدة ان طهران لن تتراجع عن مشروعها السلمي، والرئيس الايراني السابق هاشمي رفسنجاني مرراشارة ضمنية برر فيها النشاط العسكري لحكومته آنذاك بخطر الاسلحة الكيمياوية التي هدد بها نظام الدكتاتور صدام حسين المدن الايرانية، وفي جميع الأحلام سوف تتبخر كعكة النصر الموهوم ان عادت أجواء التهديد والتصعيد بين واشنطن وطهران، وقد طوى الايرانيون الملف النووي، وحسب تعبير الطالب الجامعي الايراني محمد حسن جهرمي، شاركت مع زملاء لي في فعاليات عديدة في الوسط الجامعي تنتقد سياسة الرئيس الايراني احمدي نجاد، لكننا كنا دائما من المؤيدين له في حق بلادنا في امتلاك التقنية النووية السلمية quot;.

اما زهراء جهل ستاره الطالبة في معهد العلوم السياسية بجامعة طهران فترى ان النصر الايراني في المشروع النووي لم يكن حصيلة التقرير الاستخباري الاميركي وانما كان مع حصول ايران على اول دفعة من الوقود من روسيا لتشغيل مفاعل بوشهر النووية، وتضيف جهل ستاره، التهديدات الاميركية كان لها بالتأكيد بعض الدور في زعزعة الثقة بيننا وبين جيراننا، ولابد من توطيد العلاقات مع بلدان ساورنا القلق من ان تسمح للقواعد الاميركية المنتشرة على اراضيها في شن هجوم ضدنا، وكانت محكومة هي الاخرى بخطر القنبلة النووية الايرانية وهي قنبلة وهمية طالما أكد القادة الايرانيون ان امتلاكها يتنافى مع الشرع الاسلامي.