سريعون وحرفيون في خطف الحقائب
ايلاف بين ضحايا لصوص مدينة قم الايرانية
محمد قاسم من قم: قادتنا رحلة الحدود الملتهبة غرب العراق وارتفاع تذاكر الطيران الى التوجه شرقا في رحلة علاج احد افراد عائلتي صوب ايران التي وصلتنا دعاية مستشفياتها مقارنة بالعراقية وما توفره هذه المستشفيات من خدمة وعلاج جيد. لكن هذه الرحلة بالرغم من سهولتها وما اكتنفها من امان الا انها حملت بعيد وصولنا اخبارا تنطوي على مفارقة. فكانت تلك المفارقة انهت سعادتنا بالوصول وبالامان الذي نفتقده في بغداد..
ومع دخولنا الى ايران ووصولنا الى مدينة قم التي تحوي اكبر الحوزات الدينية التي اضفت عليها قدسية شيعية نصحنا احد العراقيين الذي کان رافقنا في نفس الحافلة بالحذر من السراق الذن يجوبون شوارع المدينة حيث يسرقون الحقائب من ايادي السواح وخصوصا النساء.
وهم يتنقلون بواسطه دراجات نارية مسرعة جدا فلايلحق بهم احد ويتنقلون بحرية لان الدراجات النارية تعتبر وسيلة نقل رسمية في مدينة قم وغيرها من باقي المدن الايرانية.
وکذلك لان الشرطه يستخدمون السيارات والتي تکون عادة ابطأ من الدراجات فيکون هولاء السراق مطمئنين من عدم المطاردة حيث لا يلحق بهم احد. اضافة الى سلوك دراجات اللصوصو طرقا ضيقة يتعذر على السيارة دخولها.
وتستخدم هذه الدراجات النارية من قبل سكان قم کـ(تاکسي) يستقلها الرجال والنساء من اجل الوصول الى بيوتهم خصوصا في الشوارع الضيقة التي لاتدخلها السيارات.
وعادة يفضل هؤلاء السراق المسافرين الجدد والنساء خاصة فالمسافرون يكونون منشين بالبحث عن عنوان الفندق او انتظار دليل او صديق غير منتبهنلصولة اللصوص وكذلك النساء ينشغلن باطفالهن والالتصاق بازواجهن. والوحيدات فلاحول لهن ولاقوة الا ضمائر اللصوص.
ايلاف سالت احد ضحايا لصوص الدراجات فاخبرنا انا انه کان يسير في احد الشوارع ويحمل حقيبة لکنه کان منتبها لوجود السراق فجائت دراجة نارية مسرعة وامسک سائقها الحقيبة محاولا سرقتها لکن صاحبنا تشبث بها بقوه مما جعل السارق يسقط من الدراجة على الارض فانقض عليه صاحبنا واوسعه ضربا وتجمع الناس وجاءت الشرطة لتخلي سبيل السارق وتعتقل صاحبنا الذي لم يتمکن من افهامهم بما جرى حيث اقتادوه الى المخفر ولم يطلق سراحه الا بعد تحقيق وتعهد خطي بعدم اساءة السلوك.
السرقات الواضحة في مدينة قم يلقي الايرانيون تبعتها وازديادها على الفترة الخاتمية التي فرضت على رجال الشرطة تخفيف الرقابة علىا لمواطنين فاستغلت العصابات هذه الفسحة والحرية للانتشار ومزاولة عملها.. لكن اخرون يرون ان مدينة قم لم تخلو يوما من اللصوص وماحصل هو تطور زمني للعصابات وكثرة الوافدين من العراقيين للمدينة زاد في عملياتهم.
واخبرتنا عائلة عراقية مكونة من زوج وزوجة في الستينات من عمرهما مع ابنيهما في الثلاثينات وابنتهما العشرينية انهم كانوا بعد اقل من ساعة من وصولهم الى قم ضحية سرقة بواسطة الدراجة النارية اذ كانت ابنتهم تحمل حقيبتها النسائية وهي تحوي كل متعلقاتها مع نقودها وتسير بهدوء تستعد لعبور الشارع مع عائلتها فخطف احد راكبي دراجة مسرعة حقيبتها وكاد يسقطها ارضا لولا تركها حقيبتها له. وماكان من العائلة الا التوجه لاقرب مخفر شرطة فوجودا هناك عدد من العوائل التي سرق لصوص الدراجات كل مايملكون بما في ذلك جوازات سفرهم وتذاكر السفر. والمؤلم كما يقول الابن ان احدى العوائل كانت تدخر لاشهر مبلغ الوصول الى ايران لاغراض السياحة الدينية لتصدمهم المدينة المقدسة بلصوصها الذين جردوهم من كل مايملكون.
احد اصحاب المحلات التجارية اخبرنا انم لصوص قم ليسوا ايرانيين فقط بل من الوافدين اليها ايضا وبعضهم كان ضحية هذه السرقات فقادته ظروفه ليصبح لصا ايضا.
كن مايلفت النظر هو التنظيم الموجود في صفوف عصابات السرقة في قم فاهدافهم في الاغلب من العرب وخاصة من العراقيين والخليجين وخاصة النساء. ويشاع هنا ان لدى هذه العصابات علاقات مع بعض افراد الشرطة التي تغطي عليهم..
احد ضحايا هذه العصابات اخبرنا عن شخص عربي من الاهواز ساعد الكثير من الضحايا بايصالهم لمراكز الشرطة لتقديم الشكاوى وتنبيه الاخرين من اللصوص وارشادهم للاماكن الامنة في المدينة لكن سرعان ماانتبهت العصابات لخطره عليهم مما ادى لمقتله بدهسة بسيارة مسرعة فراح ضحية طبيبته ومساعدته للعرب والعراقيين الوافدين.. وكان يخبر من يلتقيه بانه عراقي فيما يقول المقيمين في المدينة بانه من الاهواز لكنه يصر على عراقيته.
التعليقات