تنتهي بغرفة مليئة بالأطفال بمنزل الجيران

سمية درويش من غزة: تحولت ليلة العمر لعريس وعروسه بغزة ، إلى ليلة كابوس وجحيم تحت وطأة نيران المسلحين ، حيث انتهى بهما الحال في غرفة مليئة بالأطفال عند احد الجيران .
بعد دقائق من الفرحة التي غمرت جميع المعازيم لاستقبال العريس وعروسة في إحدى صالات غزة على شاطئ البحر ، وعلى أنغام موسيقى quot;my heart will go on quot; للمغنية الأميركية سيلون ديون ، اقتحم العشرات من المسلحين صالة الفرح واتخذوا مواقعهم صوب الشبابيك والمداخل ، حيث اندلعت المواجهة النارية ، فما كان من المعازيم والعريس وعروسه إلا الانبطاح على الأرض حتى انتهت المعركة.
وتضرب غزة موجة عنف غير مسبوقة بين حركتي فتح وحماس ، حيث راح ضحية هذه الحرب المفتوحة بالشوارع ما يزيد عن 60 فلسطينيا خلال الأسابيع الأخيرة .

وفي لحظة هرب جميع المعازيم من الصالة تاركين خلفهم العريس وعروسه التي تلطخ فستانها الأبيض بأقدام الهاربين من شدة الخوف ، لم يجد العريس أمامه سوى شد يد عروسه والهروب بها في سيارة أجرة لشقته .

وكانت المفاجأة غير السارة للعريس وعروسه عندما تبين أن مفتاح شقته قد نسيه مع شقيقه الذي هرب هو الأخر لمكان أكثر آمانا ، لاسيما ان حي تل الهوى جنوب غرب غزة ، الذي يقطن به العريس كان يشهد حينها موجة عنيفة من القتال وأصوات الانفجارات.
ولم يجد العريس وسيلة أمامه سوى طرق أبواب إحدى الشقق المجاورة طالبا اللجوء والنزول لديهم ، وكانت مفاجأته الأخرى بان شقة الجيران مليئة بالأطفال الصغار ، ولم يوجد بها سوى غرفتين ما اضطر للاستغناء عن تلك الليلة واللهو وعروسه مع الأطفال .