محمد قاسم من بغداد: مع دخول الخطة الامنية حيز التنفيذ استبشر اغلب العراقيين بها تمسكاً منهم ولو بأمل الخلاص من الوضع المتردي الذي يعصف بالعراق لكن مع امتداد السقف الزمني لهذه الخطة الامنية الذي يبدوا للكثيرين انه لن يكون قريب الاجل ومع دخول هذه الخطة الامنية منحاُ جديدا يتمثل بالمداهمات الليلة للاحياء السكنية واعتقال الشباب بحجة انهم مطلوبين او مشتبه بهم بدأ القلق والخوف يسود هذه المناطق والاحياء.


فعند ذهابنا الى اكثر من منطقة من التي تتعرض بين يوم واخر او يوميا للمداهمة من قبل القوات الامريكية لاحظنا التذمر والقلق من قبل الاهالي وبعد لقائنا ببعض الاشخاص تبين ان جميع الشباب في تلك المناطق لايبيتون في بيوتهم تجنبا وخوفاً من الاعتقال وعند استفسارنا عن هذا الامر تبين ان كل شخص يشعر انه مطلوب فانه يترك المبيت داخل البيت ويبات عند اصدقائة او اقاربه او لدى اهل زوجته (اذا كان متزوجا)وقد اخبرنا (صلاح) وهو شاب لدية طفل يبات خارج المنزل منذ اقل من شهر قال: الطايح رايح....يعني الذي يُعتقل ينتهي امره ولن يُفرج عنه قبل اشهر اذا موسنة...

اما ابو ليث وهو شاب ايضاً فقد قال: انا ابات خارج المنزل من اكثر من شهر وصحيح ان هذا الوضع ممل ومحرج في نفس الوقت لكن هذا افضل من المكوث وراء القضبان في سجن بوكا.... كما ان بعض البيوت قاموا بانزال صور الشخصيات الدينية او السياسية من داخل بيوتهم خشية ان تجلب لهم هذه الصور تهمة الانتماء الى هذه الجهة او تلك... اما البعض الاخر فقد ترك المنزل الذي يعيش فية نهائيا وانتقل الى منطقة اخرى بعد ان باع بيته واشترى آخر في مكان اكثر امناً. وهناك من استأجر بيتا في مكان غير الذي كان يسكن فيه من غير ان يدل الاخرين علية مكانه.

الاعتقال راحة
اما احد الاشخاص المطلوبين للقوات الامريكية الذي رفض نشر اسمه فقد اخبرنا انه سيبقى يتخفى ويتجنب الاعتقال قدر الامكان لكن اذا تم اعتقاله فانه سيكون مرتاح البال لانه سيكون فارغ الذمة ومتفرغ للعبادة (حسب رأيه).

العلاسة
وعن الكيفية التي يصل بها الامريكان الى اماكن تواجد المطلوبين يقول هذا الشخص: انهم ((العلاّسة))اي العملاء والجواسيس الذين يندسون بين مختلف طبقات المجتمع ويقومون بايصال المعلومات الى الامريكان (ويُضيف) والله لولا هؤلاء الخونة لما وصل العراق الى هذه الحالة، كما ان الاميركان كانوا في البداية يدفعون مبلغ(250دولار) لمن يجلب لهم اي معلومة اما اليوم فهم يتعاملون بالدفاتر (والدفتر هو الـــ10،000$)وقد شرح احد المُفرج عنهم المدعو( ع.ك )احدى وسائل الترغيب التي يتعامل بها الاميركان داخل المعتقال فيقول: قبل اطلاق سراحنا بقليل جمعونا في قاعة وجلبوا كيس متوسط الحجم افرغوه امامنا فأذا هو مليء( بالدفاتر$ )واخرج لنا احد الجنود او الضباط صور لعدد من الشباب وقالوا لنا من خلال المترجم :اننا سنطلق سراحكم بعد لحظات ومن يجلب لنا معلومات عن هؤلاء المطلوبين فان هذه الاموال هي لكم وسنعطيكم المزيد.

معاملة حسنة
وبعد فضيحة سجن ابو غريب وما حصل من انتهاكات جنسية وجسدية بحق المعتقلين هناك غيرت القوات الامريكية معاملتها للمعتقلين نحو الاحسن فاغلب الذين يُطلق سراحهم يقولون اننا نلقى معاملة حسنة داخل السجون..

ازدواجية
تقول زوجة احد المعتقلين: ان الاميركان فجروا باب البيت بعد انتصاف الليل مما ادى الى تحطم زجاج المنزل ودخل الامريكان يفتشون البيت باسلوب فوضوي جدا ولم يخرجوا الا بعد ان اخذوا زوجي معهم لكنهم قبل ان يتحركوا بعرباتهم المسلحة تكلموا فيما بينهم ثم رجعوا الى داخل البيت واعطوني مبلغ(100$)مئة دولار وقالوا لي من خلال المترجم: اصلحي الزجاج والباب والاثاث بهذه انقود..

اطلاق سراح
يُذكر ان القوات الامريكية تقوم باطلاق سراح معتقلين عراقيين بين فترة واخرى بعد ان يقضوا فترات طويلة داخل السجون الامريكية من دون توجية اي تهمة لهم بعض التقارير(قبل الخطة الامنية) تشير الى ان بعض القوات الامريكية تقوم باطلاق سراح بعض المسلحين او الارهابيين الذين يتم القبض عليهم من قبل القوات المسحة العراقية في اكثر من محافظة عراقية في مناطق نفوذ جماعات مسلحة مخالفة لطائفة المعتقل.

مراوحة
قبل عدة ايام اطلقت القوات الامريكية سراح (الشيخ احمد الشيباني) احد الشخصيات البارزة في التيار الصدري بعد ان قضى اكثر من سنتين في السجن.. لكن في نفس اليوم اعلنت القوات الامريكية اعتقال(الشيخ قيس الخزعلي) وهو من الشخصيات البارزة في التيار الصدري.. ويرى متابعون داخل التيار ان الامر لايعدو سواى مراوحة في نفس المكان او تقديم خطوة وتاخير اخرى. وتساءل اخرون عن التهمة الموجهة له ولمن اعتقل معه وهي اختطاف وقتل جنود اميركان في كربلاء ضمن عملية كوماندوس محترفة قائلين ان الخزعلي او ايا ممن اعتقل معه لايجيد الانكليزية اذ قيل وقت خطف وقتل لجنود الاميركان الخمسة في كربلاءبان من قام بالعملية كان يجيد الانكليزية بطلاقة.

التحقيق منشور في ايلاف دجتال يوم الجمعة 30 اذار 2007