مجتمع يجلد المرأة ويبرر للرجل
الخوف من المسؤولية يمنع المرأة من الطلاق
سلوى اللوباني من القاهرة:كثير من النساء يقمن بالتستر على ما يدور في بيت الزوجية. غير قادرات على التصريح بمشاعرهن. فهل هو الوضع المادي الذي يمنع المرأة من اختيار الطلاق؟ ام هو الوضع الاجتماعي للمطلقة؟ هل هو تدني المستوى التعليمي للمرأة؟ هل اصبحت المراة العربية فاقدة للثقة بنفسها وتابعة للرجل؟ لا تملك الارادة لاثبات كيانها واستقلاليتها؟ اسئلة عديدة ومتنوعة تنطرح في ظل وجود نماذج لنساء تعيسات مقهورات من مختلف الطبقات الاجتماعية.. هل تخلت المراة العربية عن حقوقها الانسانية متذرعة بالعادات والتقاليد انطلاقا من امثال متوارثة عديدة مثل ظل راجل ولا ظل حيطة.. الرجل في البيت رحمة حتى لو كان فحمة!!! هل لا زالت هذه الامثال فعالة في وقتنا الحالي؟ ولماذا ترفض الكثير من النساء التغيير.. تغيير حياتها وتكوين شخصية مستقلة لها بوجود الرجل او عدمه؟ لماذا لم تتعود المراة العربية ان تصنع عالمها بنفسها كما تريد هي لا كما يريد المجتمع؟
الوضع الاقتصادي والعقاب الاجتماعي والديني
توجهت ايلاف بهذه الاسئلة للعديد من السيدات للتعرف على طريقة تفكير المرأة ونظرتها لنفسها وللمجتمع..وأركز على المراة ككائن انساني جزء من هذا المجتمع الذي نسعى منذ قرون الى تطويره. وصلتني ردود مضحكة، مؤلمة، عميقة، علمية.. ومؤثرة.. ردود تعكس تجربة كل سيدة شاركت في الاستطلاع. معظم الاجابات اعتبرت ان الوضع الاقتصادي يلعب دورا اساسيا في اختيار المراة للطلاق. كما ان البعض يرى ان المرأة العربية اصبحت تابعة للرجل بطريقة مستفزة. اضافة الى الخطاب الديني السائد الذي يؤكد على خضوع المراة للرجل. والمفاهيم الاعلامية الخاطئة التي تقدم صورة عن المرأة المتزوجة او المطلقة بدون اي اسس علمية وبعيدة عن الواقع. كما ان العقاب الاجتماعي للمطلقة يمنعها من التصريح حتى بتعاستها وفشل علاقتها الزوجية. المرأة ترى نفسها أقل قدرا ومكانة.. وأقل حقا من الرجل.
الخوف متمكن من المرأة
اقولها بصراحة خلال طرح اسئلتي على العديد من السيدات.. كان الخوف العامل الاول والثاني والاخير في اختيار المرأة لمصيرها.. الخوف من المجهول.. من المجتمع.. الخوف من الفشل.. الخوف متمكن من المراة العربية بطريقة مؤلمة.. لانها لم تتربى بطريقة تعتمد فيها على نفسها كليا فدائما تبحث عن سند.. عن دعم.. والغريب انها تخاف التغيير.. بالرغم من انها لم تحاول!! وأقول بدون تطور المراة فكريا لن يتطور المجتمع.. وهذا التطور يحتاج الى ارادة وشجاعة ووعي. كما يجب التوقف قليلا وتحليل وضع المرأة بعمق ودراسة علمية. فهناك ثقافة قديمة تمكنت من تفكير المرأة من خلال موروثات بالية عفى عليها الزمن. كم تعجبني مقولة سقراط quot;اني أعجب للانسان الذي يكنس بيته كل يوم من الفضلات.. ولا ينظف دماغه مرة واحدة في كل عام من الاراء العتيقة..بادخال الصالح من الافكار الحديثةquot;.
بثينة كامل- اعلامية في قناة الاوربت- متزوجة
جميع الاسباب التي ذكرت صحيحة. في الحلقة الماضية من برنامجي على قناة الاوربت quot; ارجوك افهمنيquot; كانت لدينا حالات عديدة من البؤس الشديد على الرغم من تعايش السيدات مع اوضاعهن الا ان هناك حالة من التعاسة الشديدة. انا مؤمنة ان كل علاقة زوجية لها بصمتها الخاصة، فما يصلح لسيدة لا يصلح لاخرى. فاذا كانت المرأة مؤمنة جدا باختيارها للطلاق عليها ان تقوم به حتى لو كان كل العالم ضدها. ولكن الغريب ان بعض السيدات يعتقدن ان العمل يبرأ المرأة من انوثتها، فترفض العمل وتقول نحن خلقنا للمنزل والزوج فقط. وانا اقول لا يصلح ان يكون للمرأة دور واحد فقط في الحياة فاذا لماذا تعلمت؟ المرأة الان اصبحت تابعة ومنعزلة عزلة شديدة. لديها خوف كبير اذا هي اعترفت بفشل العلاقة الزوجية ان لا تجد البديل بعد الطلاق!! لان هناك نماذج من الرجال سيئة في ظل الاوضاع القائمة من تبرير سلوكياته المشينة. والمؤلم ان الرجل يتعامل مع الامر وكانه امر واقع فتلبية المراة للرجل اصبحت مستفزة. اضافة الى ان كل شئ يلقى على عاتق المراة فاذا خان الزوج زوجته يقال بان المرأة هي السبب فهي سمينة أو هي ليست على درجة من الجمال. نحن في مجتمع يجلد المراة ويبرر للرجل. المراة اصبحت تابعة بطريقة ملفتة جدا. يجب على المرأة ان تعلم بانه لا احد يحمل احد. عليها ان تتحمل مسئولية ذاتها. احيانا تستمر العلاقة الزوجية سنوات طوال ويمكن بعدها ان تنتهي بالطلاق او بالوفاة.. فماذا ستفعل المرأة حينها؟ يجب ان تعتمد على نفسها فكل انسان مسئول عن ذاته.. واضيف ايضا ان المراة اصبحت لوامة كثيرا ونكدية فهي تنتظر ان يحقق لها الرجل السعادة والنجاح. اين بصمتها اين كيانها؟ كما لدى المرأة دائما الشعور بانها مضحية. انا اقول عندما تعطي المراة يجب ان تعطي باحساس الفخر وليس بشعور المضحية.
عزة شلبي- مدربة في مجال التنمية البشرية
نعم كثيرات من النساء يبقين تحت خط القهر والذل متذرعات بالصبر على أشياء كثيرة لايستطيع معظم البشر تحملها, والسؤال الابدى الذى نطرحه دائما منذ تحملنا عبء العمل على قضية العنف وقضايا المرأة عموما هو لماذا تبقى المرأة فى ظل مثل هذه العلاقة؟ الاجابة صعبة ومتشعبة، ولكن بإيجاز يمكن لنا أن نشير الى الاتى الحالة الاقتصادية.. وتشمل هذه الحالة شريحة كبيرة من النساء اللاتى لايستطيعن أو يجدن قوت يومهن هم واطفالهن وبالتالى يصبرن على النذر اليسير الذى يتوفر لهن, وإذا كن من النساء المعيلات لأسر فهن يتسترن تحت اطار الزواج فمن فى مجتمعنا يسمح لمطلقة quot;على الاخصquot; بأن تعمل فى منزله أو فى مصنعه أو فى محله وخاصة بعد تشدد المد الاسلامى والسلفى والذى يحسب على البشر انفسهم وعلى النساء كل شىء, لذا فهى ملزمة بالعمل وتوفير المال ليس فقط لاسرتها بل لزوجها أيضا حتى ( يحل عنها ويتركها لحالها ) ويجلس على المقهى ويجد فلوس الدخان. أما المتعلمات والمثقفات فشأنهن أعظم فهن قادرات وواعيات ولكن الثقافة المجتمعية تفرض عليهن الكثير من القيود وعدم القدرة على التحدث عن العنف الواقع أو العلاقة الواهية الكثيرات من النساء الفقيرات حين يتم تمكينهن اقتصادياً يصبحن قادرات على التصدى للعنف ولو قليلاً ولكن الشق الثانى فى المنظومة الاقتصادية هو المسكن، فمن أين يمكن للفقيرات أو القادرات الان توفير مسكن مستقل مع الغلاء الفاحش فى الاسعار والايجارات، واذا استطعن توفير المسكن فماذا بخصوص العقاب الاجتماعى الواقع عليهن من المجتمع عموما ومن الاسرة والاقارب خصوصا وكم منهن يستطعن تحمل هذا العقاب. فكم من الفتيات رضين بالزواج فقط كى يستطيعن ان يخرجن من الضغط الاجتماعى الواقع عليهن من الام والاقارب وفكرة العنوسة ونظرة المجتمع، ولنراجع معاً نسب الطلاق المرتفعة فى السنين الاولى للزواج والمشكلات المترتبة عليها نظرا لعدم القدرة على الاختيار، وهذا فى الشريحة السنية صغيرة السن. وهذا فتح الباب للاتجار بمثل هؤلاء الفتيات ndash; المستوى الاقتصادى المتدنى ndash; لزواج المتعة والزواج من العرب لفترات محددة وكل اشكال الدعارة المقنعة الذى يفرضها الواقع الاقتصادى والموروث الثقافى حول المطلقة . اما المنظور الثقافى -العرف أقوى من القانون ndash; كم هذه العبارة شائعة لكل العاملين فى حقوق الانسان، فالعرف يفرض نفسه بالقوة ويتغلغل حتى فى نفوس الكثير من النساء المتعلمات، وكم جلست فى افراح تخص العائلة ووجدت أن أهم نصائح الام لابنتها حتى الان هو كيف تكون مطيعة ولا تذكر مشكلاتها مع زوجها وتصبر على حلها وعلى تفهم زوجها وتبرير كل أفعاله على أنهم مازالوا يعرفون بعضهم البعض لذا تصبر على الزوج حتى تتفهم طباعه، لم تذكر أيا منهن التفاهم والشراكة وتفهم رغبات كل منهم وحقوقه قبل أن تذكر الواجبات، كأن الفتيات بلا حقوق ألا ما يسمح به الزوج وأهله. وكم سمعنا عبارة ndash; نحن متزوجين زواج مسيحى ndash; أى غير مسموح بالطلاق عندما تجروء الزوجة على الشكوى لاهلها, والكثير والكثير من ذلك مما انعكس على كينونة النساء أنفسهن وتقديرهن لذاتهن فهن يرون انفسهن أقل قدرا ومكانة، أقل حقاً ومطالب وبالتالى فالوضع القائم هو الوضع الحقيقى، كما أن هذا ينعكس على رؤيتهن لمفهوم القدرة فهن يرون انفسهن غير قادرات على تحمل المسئولية وحدهن ndash; على الرغم من أنهم يقومن بالكثير بل أحيانا بكل مسئولية الاسرة وربما أسرة الزوج أيضا أذا كن ضمن منظمومة الاسرة الممتدة. واذا راجعنا الكثير من الحالات التى تخضع للعلاج النفسى أو التى يتم رصدها فى الابحاث الخاصة بالكفاءة فى العمل وقدرة النساء فسنجد عدة نقاط هامة: كثيرات ممن يعانين الاكتئاب فهن يرزحن تحت طائلة عنف منزلى إما معنوى أو جسدى يجعلهن تجت شعور بالعجز والنظرة السيئة لانفسهن وأنهن أمهات سيئات وزوجات ناقصات ... الخ. فى بعض الابحاث الخاصة بالعنف فى العمل والكفاءة، وجد أن النساء اللاتى يتعرضن للعنف يصبحن عنيفات مع الزملاء أو غير قادرات على لتركيز وأنجاز العمل، وكذلك غير منتميات للعمل وليس لديهن شعور بالامان بل على حذر وترقب وتخوف من الاخرين. كم من النساء يعانين من مشكلات تخص العلاقة الزوجية والتى هى السبب فى معظم مشكلاتهم الزوجية ولكن دون ردها لاسبابها الحقيقية وهى العنف فى العلاقة الزوجية أو أثر الختان ... الخ ، ولايستطعن البوح أو الكلام فتلك عيبة على الست وهل هى فاجرة كى تتحدث عن ذلك ومش متربية.
ندى- 28 سنة- اختصاصية ابحاث-غير متزوجة
الحالة المادية هي السبب الاساسي في خوف المرأة من الطلاق. وخصوصا التي لم تعمل سابقا او لم تعتمد على نفسها. فتضطر الى العمل او طلب المساعدة المالية من اهلها. اضافة الى الناحية الاجتماعية وهي نظرة المجتمع الى المطلقة بالرغم من انني ارى ان كلام الناس تافه هو فقاعات في الهواء. الجميع يتكلم ولكن لا احد يهتم اذا كنت مرتاحة ام لا. كلام فارغ في النهاية.
سالي فايز- 27 سنة- اختصاصية ابحاث- متزوجة
اعتقد ان الناحية المادية والاجتماعية هما ما يمنع المرأة من اختيار قرار الطلاق. وكذلك جزء من الارادة. فهو قرار يتطلب الكثير من الشجاعة ومن الارادة اجتماعيا قبل ماديا. وانا لا اتفق ابدا مع الامثال الشعبية التي تضعف من المرأة ومكانتها. ظل راجل ولا ظل حيطة حتلبس المرأة في الحيطة لو سارت وراء هذا المثل.
ماريس تادرس- 42 سنة- استاذ مساعد علوم سياسية في الجامعة الامريكية- متزوجة
لا نستطيع التعميم فالاختيارات متعددة وتختلف من حالة الى حالة. عوامل كثيرة تحدد اختيار المراة للطلاق، ولكن هناك علاقة وطيدة باختيار المرأة مؤخرا بالتدين. فالتدين المسيحي او الاسلامي له تأثير سلبي جدا على حقوق المراة من ناحية استقلال المرأة عن الرجل. الخطاب الديني الحالي يؤكد على خضوع المراة للرجل... فدور المراة اولا واخيرا لزوجها وبيتها. وهناك ايضا خطاب ديني تقدمي وله تاثير ايجابي جدا يحترم كرامة المرأة ولكنه مهمش الى حد كبير. اما الخطاب الديني السائد فهو السلبي.. وهو المؤثر للاسف.. وله تاثير معاكس. كما ارى ان تعليم المراة خروجها للعمل له تأثير ايجابي على اختيارها. وهنا يجب ان نفهم ان خروج المراة للعمل ليس فقط من اجل المال..بل من اجل شبكة الاتصالات التي تنشأها من حولها من العلاقات، فلو انهار الزواج لا يعني انهيار حياتها. والنقطة الثالثة التي تتحكم في اختيار المراة هو الاعلام. وهي نقطة مهمة جدا فالاعلام العربي يقدم صور خاطئة عن المراة المطلقة.. لاحظي هل يظهر اعلامنا المراة المطلقة بصورة حزينة، منحلة، ام سعيدة ومحترمة؟ الاعلام العربي ومفاهيمه امر مهم جدا فهو احيانا يقدم صورة المراة التي تتحمل القهر من اجل اطفالها وانا ارى ان ذلك يؤدي الى اطفال غير سويين ومحبطين. يجب ان نطرح سؤالا مهما جدا الى اي مدى مفاهيمنا الاعلامية مبنية على اسس عليمة او على حالات من الواقع الذي نعيشه؟
ايمان بهي الدين- مديرة القسم الاعلامي في المجلس العربي للطفولة والتنمية- متزوجة
أعتقد أن أي حياة طبيعية لا تستقم إلا من خلال وجود رجل وامرأة ، فكما هناك احتياج من المرأة للرجل نفس الشيء من جانب الرجل الذي قد يكون في كثير من الأحيان أكثر احتياجا. وهذه الأمثال الشعبية لفترة لقريبة كانت تأخذ محمل الجد لأن المرأة كانت الطرف الأضعف كانت تعتمد اعتمادا كليا على الرجل ماديا ومعنويا. ولكن بعد خروج المرأة إلى التعليم ودخولها سوق العمل وأصبح لديها الاستقلال المادي لم تعد الطرف الأضعف. كما تبين مع الحراك الاجتماعي الأخير أن المرأة دينيا واجتماعيا لها من الحقوق الكثير..كل هذا أهلها لأن تتمرد على هذه الأمثال الشعبية المرتبطة بتقاليد موروثة فقط. المرأة اليوم يجب أن تمنح حقوقها لا أقول الندية بل على الأقل حقوق الشريك في تسيير أمور الحياة، وقد أثبتت التجارب العملية على أن المرأة أكثر قدرة على تسيير الأمور وذلك من واقع الصفات التي منحها الله إياها. ورغم ذلك لا زالت المرأة لديها الكثير من الحقوق التي يجب أن تتعلم أن تطالب بها، وأن يتعلم الرجل منذ الطفولة أن المرأة ليست طرفا أضعف إنما شريك في الحياة عليها واجبات ولديها حقوق ، وأن الله منحنا الحياة في الدنيا لنتمتع بها نحن الجنسين، وان المحاسبة ستكون واحدة أمامه سبحانه، وليس طرف أقوى من طرف أو العكس.
انعام- 48 سنة- متزوجة
بالنسبة لي شخصيا اخشى الطلاق بسبب اولادي. اخشى ان ياخذهم زوجي او يحرمني منهم. لا استطيع ان اتصور حياتي بدونهم. فهناك رجال تستغل اي طريقة لترهب المرأة من خلال اولادها.
فايزة الصباغ ارشيدات- متزوجة
الرجل ابدا ليس رحمة عندما يكون فحمة.. بل هو عائق نفسي وانساني للزوجة والأطفال في حال معرفة المرأة ماذا تريد في هذه الحياة؟ عندما يكون للمرأه رؤية وعندها رسالة وتعيش ضمن منظومة قيم تحقق من خلالها أحلامها عندها لا تقبل بهذا المنطق مهما كانت الظروف الاقتصادية أو الاجتماعية. التعليم ليس كل شيء، لأن بعض جداتنا اللواتي كن يفكرن بعمق لم يقبلن هذا المنطق لأنه يدين هذا النوع من النساء. فالمرأة في هذه الحالة تقول: أنا مسلوبة الإرادة، أنا لا أفكر، أنا لاحول لي ولا قوة. وأنا أقول لها: وأنت لا فرق بينك وبين أي شيء لا يفكر.
بسمة- 28 سنة- متزوجة
من خلال خبرتي في الزواج لم افكر ابدا بالطلاق. لان مجرد التفكير بان اكون لوحدي واعيل اطفالي اخاف جدا.. فهذا امر صعب جدا.. اضافة الى ان المجتمع لا يرحم. اما هذه الامثال الشعبية فقد عفى عليها الزمن ولا تنم الا عن عقليات مريضة. ولا تتماشى مع وقتنا الحالي..
سحر- 49 سنة- مطلقة
اتمنى لو كانت لدي الشجاعة قبل 20 سنة لاطالب بالطلاق. كنت وقتها صغيرة في العمر ولدي خوف من كلام الناس. وخوف من المستقبل مع اطفالي. فاتخذت القرار بان استمر بزواجي بالرغم من عدم تفاهمي ابدا انا وزوجي مما اثر على اطفالي وعلى شخصياتهم حين كنت اظن ان استمراري في الزواج هو لمصلحتهم ولكني اكتشفت خطا تقديري بعد 20 سنة. قررت الطلاق منذ مدة. قد اكون نضجت اكثر ولدي الشجاعة الان لاواجه المجتمع. ولكني نادمة على سنوات عمري التي قضيتها مع رجل لا يوجد اي تفاهم بيني وبينه واضيفي الى ذلك مشاكل نفسية يعاني منها اولادي.
سارة- 48 سنة- باحثة ومدرسة-مطلقة
السبب الاولي والاهم هو الحالة المادية التي تمنع المراة من الطلاق. تخشى ان تواجه صعوبات الحياة لوحدها، فاذا كانت حياتها المادية مع زوجها جيدة فهي تخشى ان لا تستطيع ان توفر لنفسها فيما بعد نفس مستوى الحياة. فتسكت وتقبل بامرها الواقع. وايضا هناك الوحدة فهي فكرة تخشاها المراة لذلك تجدي المرأة واقصد هنا المراة الغير المثقفة او المتعلمة تقول لك ظل راجل ولا ظل حيطة افضل.. الشجاعة لها دور هام في امر الطلاق وانا ارى ان الطلاق بعد سنوات قليلة من الزواج يكون قراره اسهل من ان تقضي المراة سنوات طويلة في زواج غير مريح ثم تفكر بالطلاق. يكون قرارها هنا اصعب. المرأة المثقفة لا تبالي بمثل هذه الامثال التي عفى عليها الزمن. لا تنفع حتى في زمن الجاهلية.
ماجدة- 38 سنة-عاملة نظافة- مطلقة
يا حلاوة ظل الحيطة!! لم استطع ان اتحمل حياتي مع ابو اولادي اكثر من ذلك.. قررت ان اتركه بعد ان قضيت سنوات شبابي وانا انفق عليه وعلى البيت وعلى الاولاد.. انتظرت كثيرا ان يتغير. طلبت الطلاق وحصلت عليه.. انا اعمل في تنظيف المنازل وهو عمل متعب جدا.. فقررت ان اتعب لنفسي ولاولادي فقط. هو مش راجل ولا في ايه!
عزيزة كامل- 45 سنة -مديرة مركز تدريب- ارملة
الثقافة الذكورية للمجتمع تفرض نفسها على المرأة. تربيها بطريقة مكسورة الجناح واقل من الرجل.. وان الرجل هو الذي يمنحها القوة مع اننا مع الوقت اكتشفنا خطأ ذلك. المجتمع يقدم الثواب والعقاب للمرأة في ظل الثقافة الذكورية. الثواب ان تتزوج وتنجب ذكورا. اما العقاب ان لا تتزوج او ان تنجب اناث.
عبير- 38 سنة -ارملة
الى حد ما تعبر هذه الامثال عن نظرة المجتمع للمراة وكيانها.. برأيي ان تستطيع المراة ان تختار الطلاق وتنهي زواجها فهذا يتطلب قوة وشجاعة وارادة. كثيرات من حولي مقهورات يعانين ولكن قلة منهن من استطعن التصريح بذلك امام الاسرة او المجتمع.. المجتمع لا يرحم المراة ابدا.. بنت او متزوجة او مطلقة او ارملة.. يحق للاخر ما لا يحق لنا.. لا ادري الى متى؟ السنا من البشر؟ لدينا مشاعر واحاسيس.. داخلنا خوف رهيب.. خوف لا حدود له.. خوف من الاب، الاخ، الصديق، القريب، من زميل العمل.. نعمل الف حساب لهم ولا نعمل حساب لمشاعرنا وما نريد.
دينا-45- طالبة دكتوراه واختصاصية طفولة مبكرة
ارى أن المرأة المتعلمة والمثقفة وبالأخص العاملة يصبح لديها القوة
والجرأة فى اتخاذ قرارات مصيرية بتأنى وجراة، وقد تجد من يعارضها فى قراراتها
وخاصة الأهل والسبب هو كلام الناس. ولكني ارى ان اذا المرأة توقفت عند كلام الناس ستجد نفسها لوحدها فيما بعد ومحرومة من حياة هادئة. ولا ارى انه من الصحيح ان تكمل المراة حياتها الزوجية اذا كانت تعيسة من اجل الاطفال. فالطفل يري ويسمع ما يدور بين الأب والأم اضيفي الى ذلك توتر الام والاب في المنزل بسبب عدم التفاهم ويؤثر على الاطفال بالتالي. وهذا امر غير صحيح وغير صحي، اضيفي الى ان المراة تخشى من المسئولية لوحدها في تربية الاطفال وايضا رفض الاهل لاختيارها الطلاق يمنعها من الاعتراف بفشل العلاقة الزوجية وعدم وجود مورد مالي ثابت. من وجهة نظري أن المرأة القادرة على اتخاذ قرارت مصيرية سواء لديها أطفال أو لا يعتمد على قدرتها على تحمل مسئولية نفسها ماديا واجتماعيا. وأقول كلمة أخيرة لو أعتمدنا على كلام الناس سنجد حياتنا تسرق من امامنا، وتجد المراة نفسها تعيش وهي ميتة.
سلمى البيروتي- باحثة وطالبة دكتوراة
المراة جاهدت كثيرا في العالم العربي لتشكل هويتها من خلال التعليم. المراة المنتجة قادرة على بناء وتطوير المجتمع. ولكن المراة العربية ترتبت على ان تكون تابعة للرجل وتلبي احتياجاته على حسابها. وانحرمت من ان تكون لها شخصية قوية مستقلة لان هذه صفات الرجل العربي وليس المرأة. المراة العربية دائما تبحث عن سند تعتمد عليه لانها لم تتعود ان تعتمد على نفسها ويكون لها استقلاليتها. لذلك المراة دائما تبحث عن مصدر امان اجتماعي بالدرجة الاولى. وهذه الامثال عززها الرجل لتلبي مصالحه في ظل الثقافة الذكورية. وارى ان المراة المرتاحة ماديا هي القادرة على اتخاذ القرار في حياتها والتي لديها وعي ومنفتحة على التغيرات في الحياة.
التعليقات