عمان:
تجلس جونايا بنت شوطار بجانب ربة عملها في ركن من أركان المسجد محاولة فهم أكبر قدر ممكن من كلام الإمام وأداء صلاة التراويح وقراءة ما تيسر من الآيات القرآنية الكريمة.
جونايا ليست الوحيدة التي ترتاد المسجد، وخاصة في أوقات ما بعد صلاة العشاء في أيام شهر رمضان المبارك، إذ يشاركها العبادة مسلمات يعملن في الأردن لا يملكن القدرة على فهم لغة القرآن الكريم ولكن الله منحهن القدرة على فهم آياته وحفظها وتطبيق تعاليم الإسلام العظيم.
تقول جونايا التي تعمل في الأردن منذ نحو عامين انه عند حضوري إلى عمان، كان من الصعب فهم اللغة العربية، ولكنني كنت أحفظ بعض الآيات القرآنية وأستطيع أداء الصلاة ومع الوقت حفظت سورة ياسين وتعلمت بعض الاحاديث النبوية الشريفة، وأكثر ما يشعرني بالسعادة هو وجودي في مساجد الله وأداء صلاة التراويح، إذ تتشابه بيوت الله جميعًا في كل أنحاء العالم بإداء الفرائض.
التكافل والمساواة تعني الكثير لهؤلاء المسلمات اللواتي شاءت ظروف الحياة الصعبة ان تنقلهن من ديارهن بعيدًا عن الأهل من أجل لقمة العيش.. تقول حليمة التي تعيش في الأردن منذ أربع سنوات أنه عندما يصعب علي قراءة القرآن الكريم اسأل اهل المنزل فيسارعون جميعًا لتعليمي وأحيانًا اتعلم من الاطفال الذين يجدون في ذلك عملاً يحبونه ويتباهون به امام اهلهم.
و تقول زوجة خادم المسجد quot;ام فاطمةquot; انه عادة ما تحضر المسلمات اللواتي لا يتقن العربية مع ربات عملهن وألاحظ حرصهن اليومي على الحضور، وأكثر ما يلفت النظر محاولتهن تدبر الآيات القرآنية وفهمها وترتيلها.
وتخلو معظم المساجد من المصاحف المترجمة إلى اللغة الإنكليزية أو أي لغة أخرى، علمًا بأن ترجمة القرآن بدأت منذ عقود عديدة وتزدان المكتبات الكبرى بها ومن بينها ترجمة الباكستاني عبدالله يوسف علي الذي قام بترجمة القرآن الكريم وطبعه ونشره في الولايات المتحدة الاميركية منذ عام 1934 ميلادية ويورد في نسخته المترجمة طريقة لفظ الحروف ومدها وادغامها وغير ذلك من أحكام التجويد.
وفي ذلك يقول الشيخ سميح العثامنة مدير التعليم الشرعي ودور القرآن الكريم في وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية، إن المسلمين غير الناطقين باللغة العربية على اراضي الدول العربية بحاجة بالفعل الى المصاحف المترجمة ويدعو المحسنين والقادرين، وكذلك المعنيين في الوزارة، إلى دراسة هذه الفكرة وتوزيع نسخ من القرآن الكريم المترجم على دور العبادة، ويقترح أيضًا أن يتم تخصيص مسجد يتم فيه تلخيص خطبة الجمعة على سبيل المثال باللغة الانكليزية وبلغات اخرى ليتمكن المسلم غير الناطق بالعربية من فهم ما جاء فيها.
ويضيف ان الوزارة قامت العام الماضي بتقديم 22 منحة لطلبة الشعوب الاسلامية للدراسة في الاردن في تخصصات الشريعة الاسلامية واللغة العربية... وبلا شك، فإن هؤلاء الطلبة وموظفي السفارات الاجنبية وغيرهم من ضيوف الأردن غير الناطقين بالعربية والذين يحتاجون الى وقت طويل لتعلم اللغة العربية بحاجة إلى مساعدة لفهم شؤون دينهم واداء الفرائض المطلوبة منهم، علمًا بأن ما يميز لغة القرآن الكريم سهولة حفظها، إذ نلحظ قدرتهم على قراءة القرآن الكريم وحفظه ويدل على ذلك ايضا مقدرة الاطفال على حفظ سور هذا الكتاب العظيم.
التعليقات