سيدات يبحثن يوميا عن البترول الأخضر لمساعدة أسرهن
اخلاص القاضي من عجلون- الاردن: ينتشرن كجداول عذبة بين الحقول.. يرفدن أنهار الخير بينابيع العطاء.. يبحثن منذ الصباح الباكر
عن كل ما يبعث في النفس طيبا وجمالا حيث تمتد اياديهن السمراء لقطف خيرات الطبيعة من الاعشاب والنباتات حفاظا على نوعها النادر الذي يعكس هوية وطنية تزين جبالنا وودياننا بالشيح والزعتر واللوف وتنشر في أجوائنا عبقا ولا أطيب.
214 سيدة يعملن بجد واجتهاد من أجل الحفاظ على الحياة البرية واستدامتها ينتمين بكل فخر إلى جمعية الأماني الخيرية لحماية الأسرة والطفولة في قضاء عنجرة في محافظة عجلون بحسب رئيسة الجمعية ميسون زيدان التي تضيف ل quot; بترا quot; أن السيدات اللواتي يعملن بكل إخلاص وتفان من اجل الجمعية يأتين إليها من قرى quot; عنجرة وبلاص وشكارة وراجب والساخنة وكفرنجة quot;.. يجمعهن حب العمل وروح الفريق الواحد ويغلف عملهن منافسة شريفة ترتقي الى حب الأرض والانتماء الى ترابها الطهور.
عائشة وام ايمن واخلاص وغيرهن يغادرن منذ ساعات الصباح الاولى بيوتهن يسعين في أرض الله الواسعة الى أماكن تخلو من التجمعات السكنية.. الى وادي راجب والساخنة وشكارة وخلية بلاص وسفينة وquot;الصفصافة quot; التي لا يوجد فيها اي وسيلة مواصلات حيث تقطع هذه المجموعة من النسوة ما يربو على 3 كيلومترات مشيا على الاقدام بحثا عن quot; البترول الاخضر quot; كما يطلقن عليه.. و تبدو عليهن رغم الاجور الزهيدة التي يحصلن عليها مقارنة بحجم العمل سعادة كبيرة quot; لان العمل عبادة quot; ولاسيما أنهن يساعدن اسرهن علىquot; عيشة مستورة quot;.
ويتجدد عملهن في كل يوم سعيا وراء أمل جميل يتلخص بقطف وجمع وريقات من الأعشاب البرية التي تتعدد استعمالاتها بين نكهات للطعام وعلاجات لأمراض معينة.. ليقمن بتسليمها الى الجمعية حيث متطوعات هناك او عاملات بأجر زهيد quot; لا يعادل حجم الجهد والتعب والبحثquot; يقمن بوضع هذه
الوريقات الخضراء بعد تصنيفها وتوزيعها وتنظيفها quot; وتنشيفها quot; في أكياس مغرقة في الأناقة والبساطة إذ يوضع على كل كيس اسم المنتج ونبذة تاريخية عنه وعن فوائده الطبيعية التي تخلو من أي مواد حافظة حين يؤكدن ل quot; بترا quot; أن طيب الارض الأردنية وأصالتها وغناها وتنوعها ضمانة للحفاظ على صلاحية منتوجاتها النقية.
وترفض رئيسة الجمعية quot; التي تعمل ومتطوعات أخريات لا يتلقين أي أجور من أي جهة quot; أن يطلق على بعض مناطق عجلون بالفقيرة اذ quot; إن المحافظة من أغنى المحافظات quot; بسبب وجود quot; البترول الاخضر quot; الذي يشتمل على الزيت والزيتون والزعتر والسماق مؤكدة ان الجمعية تفتح ابوابها لكل مخلص للعمل quot; لقهر البطالة quot; واستثمار quot; البترول الاخضرquot; الذي لايحتاج الى quot; معدات ثقيلة quot; بل هو والحالة هذه بحاجة الى أيد عاملة لنشميات quot; يعملن من لاشيء أشياء مفيدة تعود بالخير عليهن وعلى الوطن quot;.
وفضلا عن quot; استغلال البترول الأخضر quot; المنتشر بكثرة في الجبال والوديان كما تضيف زيدان تقوم بعض السيدات بزراعة الزعتر والميرمية والغار والخروب في مساحات صغيرة من فناء بيوتهن العتيقة الجميلة يقمن لاحقا ببيعها الى الجمعية التي تقوم بدورها بعمليات التصنيف والتغليف والتسويق.
ولا يقتصر عمل الجمعية على اسثتمار الاعشاب والنباتات البرية و تسويقها quot; المتعثر بطبيعة الحال quot; بحكم عدة عوامل وفقا لمديرة الجمعية عربية محمد بل يتم استغلال موقعها الجميل في عنجرة ليستقطب الوفود السياحية حيث يتم تقديم quot; الاكلات الشعبية الاردنية quot;.
وتتمنى زيدان أن توضع الجمعية على الخارطة السياحية لمحافظة عجلون لافتة الى أن الجمعية لم تتلق منذ تأسيسها أي دعم من أي جهة حكومية رغم التكلفة الشهرية لها التي تصل الى 700 دينار quot; تجمع من خلال تبرعات فرديةquot;.
وبحسب المتطوعة ريما الزغول فان سيدات عجلون يقمن بجمع اعشاب مختلفة منها quot;رجل الحمامة quot; وquot; السماق quot; و quot; جعدة الصبيان quot; و quot; بادرات البطم quot; والنعنع البري اضافة الى الكزبرة البرية والحندقوق واللوف الذي يستعمل في اكلة quot; الجعاجيل quot; الشعبية حيث يتم بيع منتجات الجمعية من خلال البازارات التي تشهد إقبالا كبيرا غير أن فرص البيع والتسويق تتضاءل في الايام العادية.
وبحسب هيام ايوب / عضو هيئة ادارية فان السيدات المنتميات للجمعية هن من الطموحات quot; المستورات quot; اللواتي يبحثن بين ثنايا الصخر وسطح التربة عما يشعرهن بأهمية عملهن في رفد مداخيل اسرهن ولو ببضعة دنانير..مبينة ان الجمعية تشتري منهن كيلو الزعتر على سبيل المثال بدينارين.. غير ان فرحتهن بهذا quot; الانجاز quot; غامرة.
التعليقات