ستيف روزنبرج: إذا فكرت في زيارة شاطئ العراة في إيرفورت بألمانيا، التزم بنصيحتي.. لا تذهب في الشتاء فالأجواء شديدة البرودة. ولكنني ذهبت وسط ذلك الصقيع، فلماذا أقدمت على ذلك؟

أقدمت على ذلك لأن هذه المدينة صارت ميدانا لثورة الجسد حيث نقلت ثقافة العري إلى آفاق جديدة.

وقد التقيت في وكالة سياحية، على بعد 10 دقائق من الشاطئ، بإحدى مديرات الوكالة والتي دعتني للإشتراك في رحلة جوية في يوليو /تموز القادم كلفتها 500 يورو، وهي ليست رحلة عادية على الاطلاق.

فجميع الركاب على متن هذه الرحلة سيخلعون ملابسهم ولن يرتدوها ثانية حتى تهبط الطائرة بمدينة أوسيدوم على بحر البلطيق.

وقالت المديرة ساندرا كوهلر quot;إنني أعتقد أن الناس يشعرون بأنهم أكثر حرية وهم عرايا، هذه فلسفة الرحلةquot;.

وطلبت من ساندرا المزيد من التفاصيل (من أجل كتابة هذا المقال بالطبع تتفهمون ذلك).

سألتها quot;عند أي مرحلة سيسمح للراكب بخلع ملابسه؟ عند تسليم أمتعته؟quot;

فأجابت quot;كلا، وإنما بعد ركوب الطائرة فقطquot;.

سألتها quot;ولكن ماذا لو سقط كوب شاي ساخن من يد المضيفة على جسد راكب عاري؟quot;

أجابت بهدوء quot;سيتم منع المشروبات الساخنة في هذه الرحلةquot;.

سألتها quot;ولكن ماذا عن الصحة العامة، مع كل تلك الأجساد العارية على متن الرحلة؟quot;

أجابت quot;سيطلب من الركاب الجلوس على مناشف فوق المقاعدquot;.

لقد بدا أن لديها إجابات على كل الأسئلة.

سألتها quot;ألا تعتقدين أن أحزمة المقاعد تشكل خطورة على الركاب الذكور؟quot;

بهتت ساندرا وأسقط في يدها وأجابت ضاحكة quot;لم أفكر في ذلك مطلقاquot;.

التعبير عن الحرية
يفضل الألمان أن يطلقوا على العري عبارة quot;ثقافة التحرر الجسديquot;، ولهذه quot;الثقافةquot; جذورها في التراث الألماني.

ففي أوائل تسعينيات القرن التاسع عشر كتب العالم الاجتماعي هنريك بودر، الذي يلقب بأبي العري، عن خلع الملابس والعودة إلى الطبيعة. كما تواجدت مستعمرات العراة في ألمانيا لأكثر من قرن.

وفي وقت لاحق، ووراء حائط برلين في ألمانيا الشرقية كان التعري من أشكال التعبير عن الحرية، ويمثل احتجاجا بشكل فردي ضد قيود الدولة الشيوعية.

وقد كتبت أغاني بوب حول هذا الموضوع.

ولكن عليك أن تحذر، فليس كل الألمان يحبون رؤية أجساد الآخرين. ويشكو الدكتور بيتر نيهينكي، أشهر العراة في ألمانيا quot;أتعرض للغرامة كلما سرت عاريا في الغاباتquot;.

ويتابع الطبيب النفسيquot;الشرطة تتبعني حتى عندما أتوغل في الغابات ويأخذونني، ولكني أرى أن هذه هي صورة الانسان في بيئته الطبيعيةquot;.

ويأمل نيهينكي في أن تدافع المحكمة الدستورية الألمانية عن حقه في التعري، ويعتبر أن فكرة الرحلة الجوية العارية quot;عبقريةquot;.

وقال لي quot;إنها أفضل وسيلة للدعاية لفكرة التعري، وأنا على يقين أنها ستحقق نجاحا كبيراquot;.

وعودة إلى وكالة السياحة، عرضت علي ساندرا بعض الرسائل التي تلقتها عن هذه الرحلة، ولم يكن الألمان فقط الذين اهتموا بها، فهناك رسائل مفعمة بالحماس من أمريكا أيضا.

وعلى المستوى الشخصي، فان هذه الرحلة لا تناسبني. ولكنني أرى فائدة واحدة لها فعلى الأقل لن تضطر إلى إعداد حقائب سفر كبيرة لهذه الرحلة فيكفيك الأشياء الضرورية جدا.