فتيات يستغلن هذه الفضاءات بحثا عن علاقات جنسية

أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: مازالت الشيشة تواصل زحفها القوي على المقاهي في المغرب، خاصة في العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، حيث كانت في البداية مقتصرة على تراب عمالة أنفا، قبل أن تبدأ في اقتحام مجموعة من الفضاءات بمختلف الأحياء، ما جعل عدد المقاهي التي تقدم فيها النرجيلة يرتفع من 250 إلى أزيد من ألف، حسب ما أكدته مصادر مهنية في القطاع ل quot;إيلافquot;.

وعلى الرغم من شن مصالح الأمن حملات مداهمة لمجموعة من المقاهي، غير أن هذا لم يمنع من انتشارها كالفطر بالقرب من المؤسسات التعليمية، ما زاد من قلق العائلات المغربية، خاصة أن مجموعة من تلاميذ (ة) الإعداديات والثانويات المجاورة يترددون عليها بشكل كبير.
وأبرز مختار البقالي قاسمي، عامل مدير الشؤون العامة بولاية جهة الدار البيضاء الكبرى، أن عدد المقاهي التي كانت خاضعة للمراقبة الأمنية وجرت متابعتها إداريا أو قانونيا بلغ 450 مقهى، مضيفا، في لقاء تحسيسي حول الآثار الخطيرة للتدخين نظم أمس الأربعاء في البيضاء، أن انتشارها الواسع دفع السلطات المختصة إلى إصدار قرارا في 2004 بمنع تداولها في هذه الفضاءات.

من جهته، قال عبد الكريم بدوي، مدير مستشفى ابن رشد والمسؤول عن قسم الأمراض التنفسية، إن 24 في المائة من تلاميذ الإعداديات يتعاطون للتدخين، مؤكدا، في اللقاء ذاته، أن 7 في المائة من المدخنات أمهاتهن يتعاطين التدخين.

وأشار عبد الكريم بدوي إلى أن تدخين في صفوف الإناث يتزايد بشكل كبير كلما اقتربنا من مركز المدينة، موضحا أن نسبة المدخنين من التلاميذ بالبعثات الأجنبية تضاهي نسبة المدخنين في المدارس العمومية، في حين أن 47 في المائة من الأطباء يدخنون، وتتضاعف النسبة وسط أطباء الجراحة، وأن 25 في المائة طبيبات.

وتحدثت رئيسة قسم الأمراض التنفسية بكلية الطب بالدارالبيضاء عن الغرامة، التي تفرض على المخالفين والتي لا تتجاوز 50 درهما، إذ قالت بأنها لا تساعد على محاربة الظاهرة، مضيفة أنه عندما يضبط قاصر بتعاطي quot;الشيشةquot;، أو مزجها بمادة مخدرة، تنزل به عقوبة تتراوح ما بين 5 و10 سنوات سجنا، كما أن ضبط فتيات وفتيان في تلك المقاهي يحال ربها على القضاء بتهمة إعداد فضاء للدعارة.

نساء وجنس تحت أنفاس الدخان
تتداول حكايات وسط الشباب تؤكد أن نساء المغرب دخن الشيشة قبل رجاله، كما أنهن حولن بعض المقاهي إلى أماكن للقاءات بين الأحبة واللهو ومقابلة سياح خليجيين تحت أنفاس الدخان قد تتطور في حالات كثيرة إلى علاقات جنسية خارج هذه الفضاءات.
وعلى الرغم من أن هذه الحكايات فيها بعض المزايدات، إلا أن هذا لا يخفي إقبال الفتيات المغربيات على هذه الموضة الجديدة، ما جعل بعض وسيطات الدعارة ينقلن نشاطهن إلى هذه الفضاءات، خاصة أنها تجتذب يوميا عشرات الشباب والفتيات من مختلف الأعمار، إلى جانب السياح الخليجيين.
وبما أن غرض بعض الفتيات يقتصر فقط على إسقاطا بعض الزبائن في شباكهن، فإنهن يرتدن مقاهي الشيشة دون تدخينها لكونها تشعرهن بالغثيان ويفضلن ارتشاف السجائر التي يعد ثمنها أقل بكثير من الأرجيلة، إذ أنها قد تكلف يوميا أزيد من 6 دولارات.
وتشير إحصائيات غير رسمية أن عدد مستهلكي النرجيلة في المغرب في ازدياد كبير، وفي وسط الفتيات وحدهن تؤكد أن 10 في المائة منهن أصبحن يدخنها.
وحسب الأطباء فإن الفتاة المدخنة بشكل متواصل أكثر تعرضا للإصابة بداء السرطان، وأكثر تهديدا بالوصول إلى شيخوخة مبكرة وهي لا تزال في سن الزهور.
وتطرق تقرير أخير للمنظمة العالمية للصحة حول الأمراض الناتجة عن التدخين، إلى أن عدد الأمراض الناتجة عن تدخين الشيشة يتجاوز خمسة وعشرين مرضا، وأن كل سيجارة يدخنها الإنسان تنقص من عمره 5 دقائق ونصف الدقيقة، أما الأضرار الناتجة عن تدخين السيدات الحوامل، فلها انعكاسات على صحة الطفل وتؤدي إلى ولادة مولود خفيف الوزن.
أما عن أسباب إقبال الفتيات على تدخين الشيشة، فتظل غير معروفة لدى العديد من الأشخاص، لكن بعض المختصين في التحليل الاجتماعي والمظاهر السلوكية الجديدة، يعزونها إلى وجود رغبة في التمرد على عادات المجتمع، وعلى أحوال المعيشة التي يعشنها إلى جانب محاولتهن جذب انتباه الجنس الآخر، أو لاعتبارهن تدخينها في الأماكن العامة، مجرد مظهر طبيعي من مظاهر مساواتها بالرجل.