الخارجون منه باعداد كبيرة والمقبلون قليلون

ريما زهار من بيروت: قضية هجرة اللبنانيين الى الخارج بسبب الاوضاع السياسية ليست بجديدة لكنها اليوم اصبحت بوتيرة مرتفعة جدًا، وفي ظل المؤثرات في لبنان من فساد وسوء ادارة والمحسوبية والامن والاستقرار والفراغ الرئاسي والحاجة اصبح لبنان ناشطًا كبيرًا لجهة هجرة شبابه الى الخارج.هذا ما اكده بعض الجامعيين الذين التقتهم ايلاف وهم مصممون على الهجرة باي ثمن، رغم فئة صغيرة لا تزال تفضل البقاء فيه.
جورج حلو يقول عندما انتهي من جامعتي وفي حال لم اوفق بعمل ما في لبنان ساهاجر لان لاشيىء يربطني بلبنان.
بول صايغ يفكر منذ هذه اللحظة بالهجرة ولن ينتظر.
ريتا عون لا تعرف اذا كانت ستبقى في لبنان لكن الاوضاع فيه لا تبشر بالخير، وليس هناك من وظائف بمعاشات محترمة في لبنان لذلك ستهاجر.


الارقام
وبالارقام عن نسبة الهجرة من لبنان هناك 372 الف معاملة هجرة من لبنان في وزارة الخارجية، وهذا ما يعني ان هناك 62 الف شخص للسفر الى الخارج واكثر الدول هي دول الخليج كالكويت والسعودية ودبي وابوضبي، ويتوزعون طائفيًا بنسبة ثلثين منهم من المسيحيين والثلث الآخر مسلمون واكثرهم من الشباب.
اما اسباب الهجرة من لبنان فكثيرة جدًا، منها نفسية ومنها ايضًا اقتصادية، لكن يمكن القول ان ابواب الهجرة ليست سهلة كما يعتقد البعض، لان هناك تعقيدات كثيرة تترافق مع الحصول عليها وهجرة اللبنانيين خلال الحرب وحتى بعدها ظهرت جليًا في محال بيع حقائب السفر، إذ شهدت هجمة شبيهة بتلك الهجمة على أبواب الأفران، ورغم ان حركة البيع كانت متوقفة في معظم القطاعات، فان قطاع بيع حقائب السفر ازدهر بكثرة.
غير ان الهجرة في لبنان ليست آنية وهي منذ ابعد العصور لان لبنان على اختلاف مراحله عرف العديد من الحروب فكانت الهجرات التي تقدر في بلاد الاغتراب باكثر من السكان الاصليين في لبنان.
ومعظم اللبنانيين اليوم على ابواب السفارات التي تفتح ابوابها امام تقديم التأشيرات.


سفارة كندا
احدى المسؤولات في سفارة كندا في لبنان تقول لquot;إيلافquot; ان الاقبال على التأشيرات الى كندا زادت بعد الحرب على لبنان كثيرًا، وهناك تسهيلات بحسب الملف، اما معاملات الهجرة فمنوطة بسفارة كندا في سورية، وتُحول السندات كلها الى سورية، اما السندات التي يحتاجها المواطن اللبناني للهجرة الى كندا فهي موجودة على موقع السفارة الكندية.


سفارة فرنسا
احد المسؤولين في السفارة الفرنسية في بيروت افادنا بان الاقبال على التأشيرات الفرنسية زاد كثيرًا خلال وبعد الحرب، والتسهيلات بحسب الملف، ويجب تقديم الملفات خلال 15 يومًا علمًا ان باب الهجرة الى كل اوروبا مغلق في وجه اللبنانيين، ويحتاج المرء من اجل التأشيرة الى فرنسا تحديد موعد، وافادة عمل ودعوة من فرنسا وتأمين صحي، و3 صور والباسبور وغيرها من المستندات.


سفارة استراليا
استراليا من اكثر البلدان المقصودة تاريخيًا في لبنان، اذا ان هناك جالية لبنانية كبيرة هناك، احدى المسؤولات في السفارة افادتنا بانه يجب الاتصال باستراليا للحصول على كل المعلومات المطلوبة من اجل الهجرة.
وبحسب احدى المقدمات لطلب هجرة الى استراليا فالامر يتطلب اولًا تعبئة استمارة ملحقة بشهادات مصدقة، وباب الهجرة مفتوح لمن هم فقط دون ال45 سنة من عمرهم ويتم تقييم الملف بحسب النقط ويجب ان يكفل الشخص احد اقاربه في اوستراليا ويجب ان يجري فحصًا للغة الانكليزية ويرسل العلامة التي حصل عليها، وقد يتطلب الامر سنتين او اكثر كي يتم النظر بملفه.


نتائج سلبية
اما ما هي النتائج السلبية المباشرة للهجرة؟ توجزها الدكتورة سهام ابو فاضل ( متخصصة في علم الاجتماع) لإيلاف بالتالي وتتحدث خصوصًا عن هجرة الادمغة


1- النتائج الاقتصادية:
تمثل هجرة الكفاءات بكل بساطة اقتطاعًا من القوى العاملة الهامة المتوفرة لدى البلاد والتي تحتاج إليها البلدان النامية (بشكل عام) حاجة ماسة في الجهد التصنيفي الذي تبذله، وينتج عن هذه الهجرة تخريب للقوى المنتجة في الاقتصاد وزيادة التوتر في سوق القوى العاملة العالية المستوى الأمر الذي يؤدي بدوره إلى التأثير على مستوى الأجور. ولا يمكن التعويض عن هذا الاقتطاع بالتحويلات النقدية التي تأتي نتيجة هجرة القوى العاملة العادية التي تقتصر على المواصفات الفنية. وبقدر ما يكون مستوى كفاءة القوى العاملة العالية مرتفعًا بقدر ما تكون خسارتها كبيرة بالنسبة إلى الاقتصاد فبالإضافة إلى تكاليف توظيف قوة العمل والاحتفاظ بها، هناك التكاليف الباهضة للتعليم والتدريب التي تدفع في معظم الأحيان بالعملات الصعبة (كتدريب الكوادر في الخارج) وتتزايد فداحة التكاليف الناشئة عن هجرة الكفاءات عندما تحدث الهجرة بين فئات السكان الأفضل تدريبًا وإعدادًا والذين استطاعوا بفضل أقدميتهم في العمل أن يكتسبوا خبرة مهنية واسعة. وبالفعل فإن الخبرة (خصوصًا عندما تقترن بمستوى عال من الإعداد والتدريب المهني) تشكل عاملًا هامًا في إغناء مواصفات القوى العاملة العالية المستوى، شأنها شأن التعليم والتدريب المهنيين وهي تشكل عنصرًا أساسيًا في المجال الواسع للمعرفة والخبرة الجماعية وبدونها تتعرض كل محاولات التنمية إلى الفشل.


إن الهجرة ظاهرة خطيرة بشكل عام وهجرة الكفاءات بشكل خاص تعتبر أخطر على التطور الاقتصادي والاجتماعي وتكمن الخطورة في:
1- العجز الحاصل بسبب الهجرة في الكوادر العلمية اللازمة لرفع وتيرة التطور الاقتصادي والاجتماعي وهذا ما يؤثر بشكل مباشر على مستوى رفاهية الشعب.


2- في عدم حصول البلاد على أي مردود لقاء ما أنفقته على تعليم هؤلاء الأفراد.
النتائج الثقافية والتعليمية:
وتوجز الدكتورة ابو فاضل النتائج الثقافية والتعليمية للهجرة بالتالي:


1 - تناقص قدرة هذه البلدان في إعداد المؤهلين اللازمين لعمليات التنمية محليًا حيث إن هجرة الكوادر العلمية تحرم الجامعات والمعاهد والمؤسسات التعليمية والتأهيلية من الأجهزة والكوادر التي يكون بإمكانها ان تعمل على إعداد المؤهلين محليًا.


2 - انخفاض المستويات التعليمية في البلد نتيجة تناقص عدد المؤهلين من أعضاء الهيئة التدريسية بالنسبة لعدد الطلاب في الجامعات والمعاهد والمؤسسات التعليمية مما يؤدي إلى تخرج دفعات ذات كفاءة محدودة.


3 - إرهاق الأجهزة الحالية المؤلفة من الفنيين والكوادر العلمية سواء في الجامعات أو المعاهد أو مؤسسات الدولة بازدياد الاعباء عليهم مما يؤدي إلى ضعف الإنتاجية وانخفاض المردود وانتشار روح اللامبالاة، ونمو العقلية الروتينية وفتور الحماس للتجديد والتطور.


4 - عدم القدرة على إنشاء مراكز للأبحاث العلمية أو التوسع القائم فيها، مما يؤدي بالتالي إلى عرقلة التطور والتقدم الفكري والعلمي لهؤلاء الاختصاصيين وتناقص وانخفاض قدراتهم الأساسية بحكم عدم اتاحة الفرصة لها للممارسة والتطبيق.


5 - تناقص القدرة على الربط بين التطورات الثقافية والتعليمية في البلد وبين متطلبات خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية.


6 - اضطرار الدولة إلى استيراد الخبرات العلمية الأجنبية من الخارج لتلافي النقص الحاصل من جراء الهجرة وبالتالي الوقوع في دائرة التبعية.