رشيد صوفي من زاخو: جسر quot;دلالquot; من أبرز المعالم الأثرية في مدينة زاخو بمحافظة دهوك، 450 كم شمال بغداد ، وقد شهد الجسر الذي يربط بين ضفتي نهر الخابور، غرب المدينة، عبر التاريخ، عبور جيوش وقوافل تجارية وأفواج مبشرين، وأصبح صلة وصل بين الأحبة والفرقاء، وبقي شاهداً على الكثير من الأحداث التي جرت في زاخو.
وقد ارتبط الجسر مع سكان زاخو بأساطير عدة أشهرها الأسطورة التي أخذ منها أشهر أسمائه quot;دلالquot; إذ تقول هذه الأسطورة: إن quot;بنّاء الجسر حلم في نومه عدة مرات بتقديم ضحية كي ينقذ الجسر من الهدم المتكرر الذي كان يتعرض له خلال مراحله النهائية، وقدم البنّاء ابنته، دلال، كقربان لإنقاذ الجسر من الانهيارquot;. وقد أخذ الجسر تسميته من ابنة هذا البنّاء.
إلا أن هناك تسمية شهيرة أخرى لهذا الجسر خاصة في بغداد ووسط وجنوب العراق، إذ يسمى quot;الجسر العباسيquot; استنادا إلى فترة بنائه في العصر العباسي.
لكن سكان زاخو يذهبون إلى تاريخ أبعد من العصر العباسي مستندين على كتاب للقائد اليوناني زينفون اسمهquot;حملة عشرة آلاف جنديquot; يشير فيه بأنه عبر، مع جيشه، على جسر قرب مدينة زاخو، ويعتقد بعض المؤرخين بأن الجسر الذي عبره زينفون سنة،401ق.م، هو جسر دلال.
وقد أضفى هذا الجدل، حول التاريخ الحقيقي لبنائه، غموضا وشهرة للجسر؛ فهناك من يقول بأنه يعود إلى العصور اليونانية والرومانية، فيما يشير آخرون إلى أن الجسر شيد في العصور الإسلامية، و آراء أخرى تقول أنه بني في عهد إمارة بهدينان الكردية.
الخبير ألآثاري تحسين عبد الوهاب يقول لـquot;نيوزماتيكquot; إن quot;تحديد تاريخ تشييد الجسر، ينطوي على صعوبة كبيرة، بسبب عدم إجراء تنقيبات أثرية على موقعه، وهناك نظريات عديدة حول تاريخ تشييده، أغلبها ترجح أنه شيد في القرن الثالث عشر الميلادي، إلاّ أن هناك مصادر أخرى تشير بأنه أقدم من ذلك التاريخ بكثيرquot;.
ويرى عبد الوهاب إن quot;طراز بناء الجسر يبدو رومانياً أو يونانياً، ومن الضروري إجراء التنقيبات الأثرية عليه لتحديد تاريخ بنائه، حيث يعد من المعالم الأثرية المهمة والمعروفة على صعيد إقليم كردستان العراق بشكل خاص والعراق بشكل عامquot;.
ويشير الخبير ألآثاري إلى أن دائرة الآثار في دهوك قدمت عدة كشوفات للجهات المعنية في حكومة إقليم كردستان العراق بهدف حماية الجسر من الانهيار، وتمت المصادقة على تلك الكشوفات ومن المنتظر أن تبدأ أعمال صيانة الجسر خلال العام الحاليquot;.
عدد من الآثاريين والجيولوجيين أكدوا بأن، جسر دلال، الأثري يواجه خطر الانهيار إذا لم تتم صيانة أجزائه الآيلة للسقوط.
ويوضح الجيولوجي رمضان حمزة لـquot;نيوزماتيكquot; إن quot;الجسر الأثري بحاجة إلى ترميمات لإنقاذه من خطر الهدم والانهيار، وينبغي اعتماد الصيانة على أسس علمية ودراسات جيولوجية فيزيائية، لتحديد المعالم المساحية لهذا المَعلَم الأثري والتاريخيquot;.
رئيس بلدية زاخو محسن طه يؤكد quot;إن لدى دائرته مشروعا جاهزا لتطوير موقع الجسر، وجعله مكاناً ملائما للسياحة الأثريةquot; ويضيف قائلا quot;أنا بانتظار الموافقة والتمويلquot;.
وبالإضافة إلى كون جسر دلال معلما تاريخيا واثريا فانه في الوقت نفسه معلم سياحي مهم في زاخو، إذ يقصده يومياً عشرات السياح من مختلف مناطق العراق.
أحد هؤلاء السياح، سيوان سعيديان، 32 سنة، يقول إن موقع جسر دلال، بحاجة إلى اهتمام أكبر من الحكومة المحلية، ويمكن جعله منطقة سياحية تحقق مورداً اقتصادياً لسكان مدينة زاخوquot;.
يذكر إن جسر دلال الأثري في زاخو، 50 كلم شمال دهوك، يصل طوله إلى 114 متراً، ويعلو عن سطح النهر 16متراً وعرضه 4،70 مترا.
وكالة نيوزماتيك
التعليقات