النقب: زودت المدن والبلدات الإسرائيلية الواقعة ضمن مدى صواريخ المقاتلين الفلسطينيين التي تطلق من قطاع غزة بملاجئ لحماية السكان، غير أن البدو القاطنين في صحراء النقب خارج مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل قالوا أن ليس لديهم أي مكان يختبئون فيه.

ففي الأسبوع الماضي، اتسعت رقعة الخطر الناجم عن الصواريخ التي يطلقها الفلسطينيون على إسرائيل لتشمل مناطق يسكنها البدو الذين قالوا أن مناطقهم لا تحتوي على أنظمة للإنذار. كما أفادوا أن قيادة الجبهة الداخلية لم تبادر بالاتصال بهم لإرشادهم حول كيفية حماية أنفسهم.

وبدو النقب الذين يقدر عددهم بحوالي 180,000 هم مواطنون إسرائيليون وبعضهم منخرط في الجيش الإسرائيلي.

وقد سقطت عدة صواريخ من طراز جراد (الأكبر حجماً والتي توقع خسائر أكبر من صواريخ القسام) على بئر السبع الأسبوع الماضي. ويقول البدو أنه في الوقت الذي يمكث فيه أطفال بئر السبع في بيوتهم وتقفل مدارسهم، يبقى أطفال البدو دون حماية.

وتشدد الحكومة الإسرائيلية إجراءات إصدار تصاريح البناء في صحراء النقب وتتبع سياسة هدم المنازل غير المرخصة التي تعود إلى عرب إسرائيل في تلك المنطقة، مما دفع العديد من البدو إلى السكن في أكواخ.

وبذلك يبقى البدو الذي يسكنون بالقرى quot;غير المعترف بهاquot; أو في البلدات المعترف بها مثل راحات وتل السبع عرضة لخطر الصواريخ.

ووفقاً للمجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب، يوجد حوالي 120,000 بدوي في النقب ممن يسكنون ضمن مدى الصواريخ التي تطلق من غزة.

وأخبر الناطق باسم قيادة الجبهة الداخلية الصحفيين يوم 4 يناير/كانون الثاني أن القيادة تسعى لإرسال جنود (من البدو) إلى القرى البدوية لإعطاء الناس تعليمات حول ما يجب أن يقوموا به في حالات الطوارئ. وقد تعذر الحصول على رد إسرائيلي إلى الآن حول الملاجئ وصفارات الإنذار.

وفي حديث لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال سليمان أبو عبيد، وهو أب لثمانية أطفال من سكان لقية، إحدى البلديات البدوية في النقب التي يصل عدد سكانها إلى 10,000 شخص وتقع على بعد 15 كلم من بئر السبع: quot;لا نسمع صوت صفارات الإنذار قبل سقوط قذائف الهاون، فحتى لو كان لدينا ملاجئ نحن لا نعرف متى نختنبئ فيها. الأطفال يشعرون بالهلع وقد لجأ أطفالي إلى النوم معنا في غرفة واحدة. نحاول تهدئتهم ونقول لهم أن الصواريخ لن تسقط هنا. ولكن الناس يشعرون بالإحباط بعد سنوات من الإهمال، والآن لا نتمتع بأي نوع من الحماية كالتي يتمتع بها الأطفال الإسرائيليون في البلدات المجاورةquot;.

وقال سليمان أنه البلدية لم تتلق أي اتصال من قيادة الجبهة الداخلية لتزويد السكان بمعلومات حول الوضع الراهن.

بدوره، قال وسيم عباس من منظمة quot;أطباء من أجل حقوق الإنسانquot; وهي منظمة غير حكومية إسرائيلية تعنى بشؤون الصحة والرعاية الاجتماعية للأقليات لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): quot;على الدولة حماية سكان قرى النقب غير المعترف بها كما تحمي المستوطنات اليهودية المجاورة، خاصة أنهم يسكنون في مبان غير آمنة. فسقوط قذيفة هاون يعني الموت المحقق لهم. إنهم مواطنون إسرائيليون ويستحقون الحماية ذاتها التي يتمتع بها غيرهمquot;.

وكانت المنظمة قد أرسلت رسالة إلى وزير الدفاع يوم 1 يناير/كانون الثاني تطالب فيها بتدخل فوري لحماية البدو ولكنها لم تحصل على رد حتى الآن.