مع اقتراب عيد الاضحى المبارك تزداد الحركة في السوق الذي يقام يوم الاثنين من كل أسبوع بمنطقة كرداسة بمحافظة الجيزة في مصر وذلك بسبب نوع البضاعة الموجودة في السوق والمتمثلة في الاضاحي.


فتحي الشيخ من القاهرة: منذ عشرات السنين كان الحاج عبد السلام 60 عام تاجر مواشي يأتي الي السوق مع والده الذي ورث المهنة عنه كل يوم اثنين من كل اسبوع الى منطقة كرداسة ليقوم بمراقبة البهائم والوقوف على خدمتها وكذلك مراقبة صفقات البيع التى يعقده ابوه وكذلك الشراء في بعض الاحيان لهذا هو يعتبر نفسه من اصحاب الخبرة في هذا المجال و يعتبر الفترة التى تسبق العيد الكبير ( عيد الاضحي ) هي فترة رواج بالنسبة له يعد العدة لها منذ فترة لانه موسم لجني ارباح بالنسبة له، يقول انه في الاسبوع الاخير قبل العيد يستقر في مكانه ولا يغادره حتى صباح يوم العيد ومعه ابنائه وابناء اخيه الذي هو في نفس الوقت شريكه في تجارته، لا يهتم عبدالسلام بالركود الذى يشهده السوق قائلا حركة السوق تزداد مع اقتراب العيد لتصل الى اقصاها يوم الوقفة وكل التجار يدركوا ذلك.

مجموعات من الاغنام تجاور الماعز الى جانب العجول، هذه هي بضاعة السوق، ينتشر بينها الباعة والمشترين هذا مشتري ينظر الي احد الاغنام ويشير الي الصبي اواقف بجوارها ليمسك بيده الخروف ويفتح له فمه، وهو ما يشرحه لايلاف المعلم خليفة 55 عام تاجر اغنام قائلا الزبون الذي يفهم في العادة يطلب ان يري اسنان الشاه التي يشتريها لانه ممكن تحديد السن منها حيث الشاه الذي غيرت اسنانها اللبنية تسمي كسر جوز، ولكن هذا ليس الشيء الوحيد الذي يجب ان ينظر له المشتري يجب ان تكون الضحية تتحرك امامه بطريقة عادية وكلما كانت حركتها اكثر كلما كان افضل لانه دليل على انها لا تعاني اي مرض وكذلك الا يكون لها كرش كبير لان هذا يكون في الغالب يحدث كغش من بعض التجار حيث يعمد الي اطعام ماشيته او اغنامه علف مخلوط بالملح حتي تشرب كميات ماء كبير وبالتالي تزن اكثر ولكن اغلب المشترين اصبح يفطن لهذه الاشياء، وعن المعروض في السوق يقول الاغنام في السوق ثلاثة انواع البرقي اشهرها وله زبون يسئل عليه عشان مراعيها نظيفة وهذه تأتي من مطروح و الواحات و الاسكندرية و هناك الصعيدي ايضا وهذا يأتي من محافظات الصعيد اسيوط وسوهاج واسوان وايضا هناك اغنام بحري وهذه تاتي بالاخص من البحيرة وكفر الشيخ ودمياط، و بالنسبة لاسعار الاغنام يترواح سعر الكيلوجرام منها بين 22 و23 جنيها( والدولار يساوي 5،5 ) لكن يشذ عن ذلك quot;البرقيquot; (بدون لية ) الذي يصل سعر الكيلو منه إلى 25 جنيها ويتروح وزن الواحد منها بين 50 الي 60 كيلوجراماما بالنسبة للعجول فهي ايضا ثلاث انواع وهي البحرواي والصعيدي و الفريزيان و هو سلالة غير مصرية و تختلف تبعا للحجم والنوع والسن و افضلها الصعيدي.

المعروض في السوق من الاغنام و الماعز اكثر من الماشية حيث تتربع الاغنام علي العرش كالضحية المفضلة لدي الكتيرين، و هذا ما يفسره شريف عرفان 49 عام مشتري قائلا انا افضل ان اشترى خروف لانه يناسب امكاناتي المادية بعض الزملاء يشتركوا سويا ويشتروا عجل ولكني لا افضل هذا شخصيا لكي اتصرف براحتي و ان تكون في نفس الوقت تكون الحاجة عندي حتى يفرح بها ابنائي وبيتي لان هذا هو المهم عندي وحتى ياخذوا عنا هذه العادة التي اخذنها من ابائنا و يتعودوا هم ايضا عليها وبالطبع هي شعيرة اسلامية مهمة نعلمها لابنائنا ايضا الي جانب اننا ناكل طول العام اللحم الجاموسي وبالتالي يكون العيد مناسب خاصة للتغيير، ولكن سيد علي يقول ان هناك مشكلة وهي انه كل عام الاسعار تزيد وهو ما يبرره المعلم خليفة قائلا هذا راجع لزيادة اسعار العلف و عموما كل اللحوم اسعارها زادت هذا العام عن العام السابق.

لاحظت ايلاف ان عددا كبيرا من المشترين يصطحب معه اطفال، ايهاب مكي 46 عام يصطحب زوجته وولديه معه يقول ابنائي ينتظروا هذا اليوم حتى يأتوا معي ليحتفوا بشراء الضحية ويشاركوني الراي مثلما يحتفوا ايضا عند دبح الضحية ويحرصوا ان يكونوا مجتمعين حول الجزار حينها، لهذا ا حضر الي هذا السوق كل عام علي الرغم من سكني في منطقة بولاق ولكن في هذا السوق تكون كمية المعروض اكبر مما يعطي فرصة اكبر للاختيار.

بيع الضحية تشهد رواجا كبيرا قبل العيد ليس في الاسواق فقط و لكن عند الجزارين ايضا التي يحرص عدد كبير منهم علي عرض كمية من الاضاحي امام محلات الجزارة لا تختلف في هذا المناطق الراقية والشعبية، وينصب لهذا الفراشة وتقام الشوادر و تضوي الانوار امام هذه المحلات وتصبح الشوارع كلها عبارة عن سوق كبير مفتوح لبيع الاضاحي استعداد للعيد في مصر.