فتحي الشيخ من القاهرة: تستعد الاسواق في مصر لاستقبال شهر رمضان الكريم وذلك لارتباط هذا الشهر الكريم في مصر بحالة رواج في اسواق المواد الغذائية و ذلك لإقبال المصريين على شراء الكثير من المواد الغذائية من الاسواق ، لانه طبقا للتقاليد السائدة في مصر فان الاسر تتبادل في شهر رمضان الدعوات على الافطار وهي عادة يحاول غالبية المصريين الحفاظ عليها ، وبالتالي تتأثر الاسواق بهذه الحالة ويتأثر ايضا كافة الاطراف المتعاملة في السوق والتي تتكون من اطراف ثلاثة وهم المشترون من المستهلكين العاديين والبائعون من التجار وتدخل الحكومة كطرف ثالث بغرض حماية المستهلكين من زيادات الاسعار التي تحدث في الغالب كل عام و بالطبع تحدث تغيرات كل عام الاسواق تبعا للظروف الخارجية والداخلية يتأثر بها المصريون خاصة ان نسبة كبيرة من المصريين تتعدى ال 40 % لا تتعدى مستويات دخلها خطوط الفقر العالمية .
اذا اردنا ان نمسك طرف الخيط من بدايته يجب ان نبدأ بالتجار، ويقول حسن سباق وهو صاحب محل سوبر ماركت القاهرة لإيلاف انه في مثل هذا الوقت من كل عام يحرص التجار على التوسع في عرض سلعهم للفت الانظار وجذب المشترين من خلال اقامة الشوادر والسرادقات لعرض السلع الغذائية والكثير من المحلات ينتظر هذه الايام لتعويض الركود الذي كان موجودا طول العام ، ويضيف سباق : الزحام الموجود الان لا يصاحبه حركة شراء كبيرة ولكن تزداد الحركة بدرجة كبير في الثلاثة ايام التي تسبق الشهر المبارك ، واشار سباق الى انه من ضمن وسائل الترويج التي يستخدمها التجار ان يطلقوا على أنواع البلح أسماءً مختلفة وطريفة لترغيب المستهلك في الشراء، وكان أشهر هذه الأسماء هذا العام laquo;هيفاء وهبيraquo; وlaquo;نانسيraquo; وlaquo;المفتش كورمبوraquo; وهو شخصية كرتونية تستخدم في الاعلانات المصرية وتراوحت أسعار هذه الأسماء بين 3 و18 جنيهاً، وجاء المفتش كورومبو الأعلى سعراً من بلح laquo;هيفاءraquo; وlaquo;نانسيraquo;.

ويحدثنا مصطفي عطية تاجر عن الاسعار قائلا في الغالب الاسعار هذا العام لن يشهد زيادة بسبب الازمة العالمية ،خاصة ان اغلب التجار عمل حساب هذه الازمة وقام بتنزيل كميات اقل من التي يتم تنزيلها كل عام تحسبا لضعف حركة الشراء ، اكد هذا رجب العطار رئيس شعبة العطارة في غرفة القاهرة للتجارة،الذي قال إن الكميات المستوردة من الياميش هذا العام أقل بكثير عن العام الماضي، وأرجع العطار انخفاض تكلفة وكميات الياميش المستوردة إلى الأزمة المالية العالمية وتخوفات المستوردين من استيراد ياميش يكبدهم خسائر في حالة انخفاض الطلب، وهو الأمر المتوقع حدوثه بسبب الأزمة المالية وتعاقب بداية العام الدراسي لشهر رمضان وقدر الكميات التي تم استيرادها هذا العام ب120 مليون جنيه .

واذا انتقلنا من التجار الى المستهلكين وجدنا في الكثير من البيوت حسبة برما تتم ليس بسبب الازمة العالمية فقط ولكن ايضا بسبب الازمة المدرسية حيث تعقب بداية الدراسة الشهر الكريم وبالتالي تتحمل جيوب الاسر المصرية فاتورتين باهظتين بالنسبة إلى أغلب البيوت في وقت قصير ، لهذا تلجأ العديد من الاسر الى حلول مختلفة لتجاوز هذه الازمة خاصة في بلد مثل مصر يعيش 40% من سكانه حول خط الفقر.
محمود عليوة مهندس يقول لا أستطيع هذا العام في ظل ارتفاع الأسعار أن أشتري الكمية نفسها التي كنت أشتريها في الأعوام الماضية، فبدلاً من شراء 4 كجم من كل صنف سوف أكتفي بشراء 2 كجم من عدد محدود من الأصناف التي أحتاج إليها ، بينما فريدة محمد موظفة تقول سوف اقوم بشراء الضروري فقط وهو التمر و عينات من المكسرات وهذا من اجل العزومات التي تكون في رمضان في حين ترى رواية السيد موظفة انه من الصعب التخلي عن شراء مستلزمات رمضان نظرا لانه يكون شهرا تفرح به العائلة كل عام الى جانب ان الدعوات والولائم لا يجب ان تنقطع في هذا الشهر لان هذا شهر كريم ومن الصعب التخلي عن هذه العادات ، ولكن سيد المنوفي عامل يقول قررت مع اسرتي منذ اكثر من عام الاستغناء عن الاشياء المرتبطة برمضان واعتبارها من الكماليات وهذا لان الدخل يكفي بالعافية المصروفات العادية من دون الزيادات التي يتطلبها هذا الشهر خاصة اننا نحسب للمدارس التي اصبحت تأتي في التوقيت نفسه منذ عدة اعوام خاصة وانه تحدث زيادات كل عام في اسعار هذه السلع بل وتطول السلع الاساسية ايضا .
هنا يأتي دور الحكومة المصرية التي تتدخل للحفاظ على الاسعار عند مستويات معينة ورغم ان هذا لا تنجح فيه الحكومة حسبما يرى فتحي حسين محاسب قائلا الحكومة تملأ الجرائد كل عام بأنها تراقب الاسعار وتقوم بحملات مكثفة على الاسواق وايضا تنوه على انها تقوم بعرض سلع مخفضة في المجمعات الاستهلاكية لكن الحقيقة اننا لا نشعر بهذه الاشياء ولكن بدران السيد نائب رئيس جمعية حماية المستهلك بالشرقية يرى ان سبب عدم احساس الشخص العادي بمجهودات الحكومة هو اتساع السوق وعدم التعاون بين المواطن من جهة والحكومة من جهة اخرى و هذا نتيجة عدم ثقته فيها وان المستهلك في مصر تنقصه الثقافة الاستهلاكية الصحيحة والتعاون مع جهات حماية المستهلك والتي من الممكن عن طريقها تحقيق فوائد اكبر للمواطن العادي واكد بدران ان السوق هذا العام من المتوقع ان تكون اقل نشاطا من الاعوام السابقة بسبب الازمة العالمية ومن المتوقع الا تشهد زيادات في الاسعار ، وهكذا يراهن الجميع على ان اثار الازمة العالمية ستنعكس على اسعار المواد الغذائية وعلى الطلب في الاسواق .