فتحي الشيخ من القاهرة: ضيف ياتي كل عام الي المصريين، ليفرح به الصغير والكبير وتعلق له الزينات في الشوارع ويغني له الاطفال احتفال بقدومه وتقام الموائد العامرة علي شرفه، ويحاول الكثير من المصريين ترك الكثير من السلوكيات السيئة اكرام لهذا الضيف ، وتمارس الكثير من العادات لانه يحبها فتجد الموائد العامرة لانه كريم و الدعوات التي توجه للاهل والاصدقاء ومن اجل رمضان الذي يحب اللمة، وتجد الشوارع مليء بالناس حتي الفجر لانه يحب السهر ايضا تجد شهر رمضان يطغي علي الكثير من المظاهر بروح الشهر المباركة، شهر رمضان في مصر له شكل مختلف وترتيبات مميزة عند المصريين تبدا بعضها قبل بداية الشهر والاخري تكون خلال الشهر الكريم
تكون البداية عند الاطفال الذي يتنافس كل مجموعة منهم في تعليق الزينات الورقية في الشارع الذي يسكنوا به ليكون افضل من الشارع المجاور لهم والتي كانت في البداية يصنعها الاطفال بايديهم بالورق المقصوص ثم بعد ذلك اصبحت هذه الزينات تباع جاهزة في المحلات ويشجعهم الكبار علي هذا بتعليق خيوط من اللمبات الي جانب الفوانيس الكبيرة ابتهاجا بقدوم الشهر الكريم، ونفس الحال بالنسبة للمساجد خاصة الكبيرة منها التي تعلق عليها انوار الفرح سعادة بقدوم رمضان الذي تمتلي المساجد فيه بالمصلين خاصة في صلام الترويح، و تبدأ كل اسرة في التجهيز للولائم التي سوف تعدها في رمضان وذلك بشراء المواد اللازمة لها و هو احد اسباب ارتفاع الاسعار دوما في اول رمضان، وبالطبع يزيد التجار من البضاعة المعروضة لديهم ويدخلوا الاصناف الخاصة بالشهر الكريم من ياميش رمضان من تمر ومكسرات وخلافه والتي لا يخلوا بيت مصري من احدها علي الاقل، وكذلك تجد المحلات تعرض الفانوس الذي اصبح احد اشهر الاشياء المرتبطة بالشهر الكريم، والذي اصبح ياخذ كل عام اشكال جديد كان اخرها هذا العام هو فانوس المفتش كرومبو الشخصية الاعلانية الشهيرة، وتعود بداية الفانوس في مصرالي مصر أيام العصر الفاطمي ؛ حيث تحول الفانوس من وظيفته الأصلية في الإضاءة ليلاً إلى وظيفة أخرى ترفيهية حيث راح الأطفال يطوفون الشوارع والأزقة حاملين الفوانيس ويطالبون بالهدايا من أنواع الحلوى التي ابتدعها الفاطميون، وكان الفانوس يصنع وقتها من النحاس ويوضع بداخله شمعة،‮ ‬بعد ذلك أصبح الفانوس يصنع من مواد أخري كالصفيح والزجاج الملون وكان اهم مناطق تصنيعquot; تحت الربعquot; ولكن الان اصبحت الصين هي اكبر المنتجين له ولكن ظل للفانوس العربي العربي المصنع من الصفيح والزجاج عشاقه وهو ما يؤكد عليه احمد جمال تاجر فوانيس قائلا فيقول كل زبون وله ذوقه الخاص وكل فانوس له معجبون،‮ ‬ و لكن في النهاية الكل يشتري الفانوس سواء بلدي اوصيني، ايمن بخيت محامي يقول إنه يحرص علي شراء الفوانيس لابنائه لأنها تدخل البهجة لقلوبهم‮. ‬
أما‮ محمد حبيب ‬موظف فيقول‮ انه يشتري فوانيس لكل أطفال العائلة لينزلوا بعد الافطار مباشرة ليلعبوا، كذلك نشتري فانوس كبير لاضعه في مدخل العمارة، ويضيف هذه عادات تدخل السعادة علي الكبير والصغير.

بمجرد الاعلان عن برؤية الهلال تبدا مراسم رمضان من توافد الكثير علي الشوارع لشراء مستلزمات السحور من فول و زبادي والتحضير لمراسم الشهر الكريم وتجد الجميع يلقي عليك التحية مصحوبة بعبارة رمضان كريم سواء كنت تعرفه او لا وقبل الفجر بساعات قليلة يبدا اول مظاهر الشهر في نشاطه وهو المسحرتي وهو شخص يمسك في يديه طبلة صغيرة تسمي بزة ويمر علي البيوت ينادي علي سكانها باسمائهم ليوقظهم و هو يقول اصحي يا نايم وحد الدايم .. رمضان كريم و المسحراتي هو في مصر حكاية لها تاريخ حيث ان اول من قام بها كان والي مصر حيث كان لاحظ والي مصر quot;عتبة بن إسحاقquot; أن الناس لا ينتبهون إلى وقت السحور، ولا يوجد من يقوم بهذه المهمة آنذاك، فتطوع هو بنفسه لهذه المهمة فكان يطوف شوارع القاهرة ليلا لإيقاظ أهلها وقت السحر، وكان ذلك عام 238 هجرية، حيث كان يطوف على قدميه سيرا من مدينة العسكر إلى مسجد عمرو بن العاص في الفسطاط مناديا الناس: quot;عباد الله تسحروا فإن في السحور بركة

وفي عصر الدولة الفاطمية أصدر الحاكم بأمر الله الفاطمي أمرا لجنوده بأن يمروا على البيوت ويدقوا على الأبواب بهدف إيقاظ النائمين للسحور، ومع مرور الأيام عين أولو الأمر رجل للقيام بمهمة المسحراتي كان ينادي: quot;يا أهل الله قوموا تسحرواquot;، ويدق على أبواب البيوت بعصاً كان يحملها في يده تطورت مع الأيام إلى طبلة يدق عليها دقات منتظمة، ويدق أيضا على أبواب المنازل بعصا يحملها في يده ثم تطورت مظاهر المهنة فاستعان المسحراتي بالطبلة الكبيرة التي يدق عليها أثناء تجوله بالأحياء، وهو يشدو بأشعار شعبية وزجل خاص بهذه المناسبة.


مع اول ايام الشهر الكريم تكون هناك دعوة للتغيير داخل الكثير من المصريين بداية ، ومحاولة للاستفاد من الجانب الروحي لهذا الشهر العظيم ، في وسائل الموصلات عندما تحدث مشاجرة تجد الجميع يدعوك لتذكر انك صائم ولا داعي لان تضيع هذا الصيام بقولهم لك قل اني صائم وايضا تبدا الاسر المصرية الكثير من العادات المرتبطة بالشهر الكريم مثل اقامة الدعوات علي الافطار للاهل والاصدقاء وبالطبع تكون عامرة بالاطباق المصرية المميزة وتوجود اصناف ترتبط برمضان خاصة من الحلويات مثل الكنافة والقطايف‬ والمشروبات الخاصة مثل العرقسوس والتمر هندي والسوبيا الي جانب التمر والبلح وتجد الاسر متجمعة في انتظار مدفع الافطار الذي اصبح من معالم الشهر ايضا واخذته كثير من الدول الاسلامية من مصر وله قصة هو ايضا حيث تروي كتب التاريخ أن والي مصر في العصر الإخشيدي quot;خوشقدمquot; كان يجرب مدفعًا جديدًا أهداه له أحد الولاة، وتصادف أن الطلقة الأولى جاءت وقت غروب شمس أول رمضان عام 859 هـ وعقب ذلك توافد على قصر quot;خوشقدمquot; الشيوخ وأهالي القاهرة يشكرونه على إطلاق المدفع في موعد الإفطار، فاستمر إطلاقه بعد ذلك
وفي منتصف القرن التاسع عشر وتحديدًا في عهد الخديوي quot;عباس الأولquot; عام 1853م كان ينطلق مدفعان للإفطار في القاهرة: الأول من القلعة، والثاني من سراي quot;عباس باشا الأولquot; بالعباسية- ضاحية من ضواحي القاهرة- وفي عهد الخديوي quot;إسماعيلquot; تم التفكير في وضع المدفع في مكان مرتفع حتى يصل صوته لأكبر مساحة من القاهرة، واستقر في جبل المقطم حيث كان يحتفل قبل بداية شهر رمضان بخروجه من القلعة محمولا على عربة ذات عجلات ضخمة، ويعود بعد نهاية شهر رمضان والعيد إلى مخازن القلعة ثانية وطوال هذه الفترة لم ينقطع صوت المدفع في رمضان سوي في الفترة بعد ظهور الراديو حيث كان يستعان بتسجيل صوتي يذاع له الي ان اصدر وزير الداخلية احمد رشدي سنة 1983 قرار بان يطلق من جديد مدفع رمضان ومازال حتي الان المدفع فوق جبل المقطم يطلق في ميعاد الافطار والامساك من كل يوم في رمضان

بعد الافطار تجد الكثيرين من المصريين يجهز نفسه للنزول لصلاة العشاء والترويح وهذه الصلاة التي يتوافد عليها المصريين بشكل كبير وتكون هناك اماكن خاصة بالنساء وتجد المساجد التي تعلوها الانوار احتفال بقدوم الشهر ممتلئة بالمصليين ويصتف المصلين خارج المساجد بسبب المساحة ليقيموا الصلاة وهكذا الشهر الكريم يبقي مختلف عن باقي شهور السنة خاصة عند المصريين.