عمان : تعد كرة السلة اللعبة الشعبية الثانية بعد كرة القدم في معظم دول العالم ومنها الدول العربية، وتتقدم عليها في بعضها خصوصا الولايات المتحدة من خلال دوري المحترفين ودوري الجامعات اللذين يشهدان حضورا جماهيريا كبيرا تفوق جماهيرة كرة القدم احيانا وتدور الاحاديث فيهما حول ملايين الدولارات فيما خص الانتقالات والتعاقدات.وانتشرت لعبة كرة السلة في الدول العربية منذ زمن بعيد وانشىء أول اتحاد محلي لرعاية اللعبة في مصر عام 1925، وفي العراق عام 1948، في حين كانت السعودية في طليعة دول الخليج التي اهتمت باللعبة واشهرت اتحادها عام 1963 تحت اسم الجمعية العربية السعودية لكرة السلة التي أصبح اسمها الاتحاد السعودي لكرة السلة عام 1975.
وتأسس الاتحاد العربي لكرة السلة عام 1974، وأصدر أول مجلة متخصصة في هذا المجال تحت اسم quot;كرة السلة العربيةquot; علما بانها لا تقتصر على كرة السلة وحدها وانما تشمل أخبار جميع انواع الرياضات والالعاب.ومثلما هو اعتماد اللعبة في الدول العربية غارقا في القدم، كذلك كانت المشاركات الخارجية، وتعتبر مصر السباقة الى المشاركة في الدورات الاولمبية وذلك في الدورة الحادية عشرة في برلين عام 1936 حيث لعب منتخبها 4 مباريات فاز في واحدة منها.
وشاركت مصر في الدورة الأولمبية الرابعة عشرة في لندن عام 1948 ورافقها العراق اليها ايضا، وفاز المنتخب المصري في مباراتين وصعد الى الدور الاول حيث فاز بمباراة واحدة، فيما خرج العراقي من الادوار التمهيدية.وكان من الطبيعي ان تلجأ الدول العربية الى اقامة بطولات خاصة بها لا سيما على صعيد الاندية التي تحتضن عمان نسختها الحادية والعشرين لفرق الرجال من 23 نيسان/ابريل الحالي الى 6 ايار/مايو المقبل وتقام على هامشها ندوات لتقويم وتطوير اللعبة ينظمها اتحاد غرب اسيا، وان تنحو الى اقامة بطولات مصغرة اقليمية على غرار بطولة اندية مجلس التعاون الخليجي وما شابه ذلك.
ويضاف الى البطولات العربية الصرفة، المشاركة في المسابقات القارية كبطولة الاندية الاسيوية التي تستضيف الكويت نسختها التاسعة عشرة من 8 الى 16 ايار/مايو، وبطولة اندية غرب اسيا التي اقيمت في النصف الاول من آذار/مارس في طهران وتوج الرياضي اللبناني بطلا لنسختها الحادية عشرة.
اما على صعيد المنتخبات، فقد كان للعرب حضور كبير سواء على المستوى القاري في بطولة اسيا التي حل منتخب لبنان وصيفا للبطل منتخب ايران في النسخة الرابعة والعشرين الاخيرة اوائل تموز/يوليو 2007 في توكوشيما اليابانية، بعد ان كان الوصيف هزم البطل في الدور الاول بفارق 22 نقطة.
وكانت تلك المرة الثالثة التي يفشل فيها المنتخب اللبناني باحراز اللقب القاري بعد نسختي 2001 و2005 حيث خسر مرتين امام التنين الصيني، ما تعين عليه خوض التصفيات المؤهلة الى اولمبياد بكين 2008 مع 11 منتخبا آخر من 14 الى 20 تموز/يوليو المقبل في اليونان.
وعلى المستوى العالمي، مثل منتخب لبنان اسيا مرتين في النسختين الاخيرتين لبطولة العالم، ومنتخب قطر مرة واحدة في الدورة السابقة.
وكانت نتائج المنتخب اللبناني متواضعة في مشاركته الاولى في مونديال 2002 في الولايات المتحدة على غرار قطر في عام 2006 في اليابان، حيث خسر مبارياته الاربع جميعها، فيما كان عملاقا في الثانية واسقط فرنسا 74-73 وفنزويلا 82-72 دون ان يتمكن من التأهل الى الدور الثاني.
وفي قراءة للتصنيف العالمي الاخير للمنتخبات الذي يعده الاتحاد الدولي للعبة، يأتي لبنان في طليعة العرب وتحديدا في المركز الثاني والعشرين امام قطر بالذات (26) والجزائر (31) ومصر (35) وتونس (41) والاردن (43) وسوريا (46) والمغرب (49) والكويت (52) والامارات (64) والسعودية (66).
وبغض النظر عما اذا كان هذا التصنيف يعكس القوة الحقيقية لهذه المنتخبات، فان الاكيد في الامر انه يقدم المنتخبات العربية على العديد من نظيراتها الاوروبية خصوصا في الدول الصغيرة منها كالدول الاسكندنافية وغيرها.
ولا تقف المنافسة العربية عند المشاركة في الدورات والبطولات وانما تتعداها الى التنظيم حيث طلب الاتحاد الاردني للعبة مؤخرا الى الاتحادين الاسيوي والدولي منحه شرف استضافة كأس اسيا 2009 المؤهلة الى بطولة العالم 2010 في تركيا.
وتتنافس دول عدة من اجل الحصول على هذا الشرف منها كوريا الجنوبية، بطلة عامي 1969 و1997 والتي سيشارك منتخبها في ملحق التصفيات الاولمبية بعد حلوله ثالثا في النسخة الاخيرة من البطولة الاسيوية، اضافة الى الفلبينين وغيرها من الدول المتقدمة على صعيد اللعبة.
التعليقات