بكين: نفدت رسميا جميع تذاكر دورة بكين الاولمبية لتفتح الطريق أمام تجار السوق السوداء الذين يجنون أرباحا طائلة من تذاكر أبرز منافسات الدورة.ورغم التهديدات بفرض بغرامات وبعقوبات تصل إلى السجن لخمسة عشر يوما يطرح تجار السوق السوداء آلاف التذاكر بأثمان باهظة من خلال مواقع على الانترنت لتجعل الجهود المبذولة للقضاء على هذه الظاهرة مدعاة للسخرية.وقال تشو يان مدير مكتب بيع التذاكر بدورة بكين الاولمبية في مؤتمر صحفي مؤخرا quot;نمنع إعادة بيع التذاكر. إن أراد البعض منح تذاكر لآخرين فلا ضير في ذلك لكن لا يمكن إعادة بيع التذاكر بغرض تحقيق ربح.quot;
لكن هذا على وجه التحديد ما يقوم به تجار السوق السوداء الذين يطلق عليهم باللغة الصينية لفظ quot;هوانج نيوquot; أو الثيران الصفراء.
ولم يتسن الاتصال بمسؤولين في مكتب بيع التذاكر ولم يصل رد على رسائل البريد الالكتروني التي حملت طلبات بإجراء مقابلات حول اتساع نطاق المنتفعين برغم تطبيق سلسلة من الإجراءات التي تهدف لمكافحة تجار السوق السوداء الذين يشترون التذاكر بأعداد كبيرة ثم يبيعونها مرة أخرى بأسعار مرتفعة.
وفرضت قيود على عدد التذاكر التي يمكن للفرد شراءها كما زودت تذاكر حفلي الافتتاح والختام التي كان الطلب عليها على أشده ببطاقات تحمل معلومات شخصية عن حامليها وتفاصيل أخرى.
ويمكن منح تذاكر حفلي الافتتاح والختام لآخرين مرة واحدة فقط ولن يسمح بدخول أي شخص لا تتطابق بياناته الشخصية مع البيانات المسجلة في البطاقة.
لكن محاولات التصدي لتجار السوق السوداء لا تزال قاصرة بشكل كبير حيث يلتقي المشترون والبائعون من مختلف أرجاء العالم عبر الانترنت في مواقع مزادات متجاوزين الحدود الوطنية التي أصبحت بلا معنى.
وارتفعت أسعار بعض التذاكر لأكثر من عشرة أمثال قيمتها الحقيقية التي حددتها الصين بين 30 يوانا (4.40 دولار) وألف يوان (نحو 150 دولارا) للمنافسات الرياضية.
وقبل أيام فقط من الموعد النهائي المحدد لإيقاف تداول بطاقات حفل الختام عرضت تذكرة ثمنها الرسمي ثلاثة آلاف يوان (440 دولارا) على موقع عبر الانترنت بمبلغ وصل إلى 30 ألف يوان أي قرابة 4400 دولار.
ولم تشعر البائعة بأي قلق حول نجاحها في بيع التذكرة رغم ارتفاع الثمن المطلوب.
وقال البائعة لرويترز quot;أبيع تذاكر زائدة عن حاجتي وإن لم أفلح فسأكون سعيدة للغاية لمشاهدة الألعاب بنفسيquot; وأضافت بسرعة quot;الأسعار التي أطلبها قابلة للمناقشة.quot;
وأوردت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن تذكرة لحفل الافتتاح لا يتعدى ثمنها خمسة آلاف يوان بيعت بمبلغ 210 آلاف يوان (30800 دولار).
وأمسكت الصين ببعض تجار السوق السوداء. وقالت وسائل إعلام رسمية إنه ألقي القبض من يوم الأحد الماضي على نحو 60 تاجرا بينهم 44 على الأقل سيواجهون إما تهما جنائية أو الاعتقال.
لكن هذا أشبه بقطرة في محيط تجار السوق السوداء عبر الانترنت الذين أصبح معظمهم بعيدا عن متناول يد السلطات الصينية.
كان منظمو دورة بكين الاولمبية قالوا سابقا إن quot;إعادة بيع تذاكر الاولمبياد بغرض التربح أمر غير قانونيquot; لكن هذا لم يلق صدى واسعا لدى البائعين عبر السوق السوداء.
وقال أحدهم من شنغهاي يطرح تذكرة لحفل الختام بمبلغ يزيد بمقدار 12 مرة عن ثمنها الأصلي الذي لا يتجاوز 400 يوان quot;لا أعتقد أنه علي القلق بشأن الشرطة. لم أقرأ القواعد الخاصة في هذا الشأن لكن الربح ليس كبيرا فهي ليست سوى تذاكرة واحدة.quot;
وقال بائع شنغهاي الذي طلب عدم ذكر اسمه مخافة أن تبحث الشرطة عنه quot;يهتمون أكثر بالبائعين المحترفين.quot;
ونشر بائعو السوق السوداء المنظمون أعدادا كبيرة من المساعدين لشراء العدد الأقصى المسموح به من التذاكر. وبعد ذلك جرى تجميع هذه التذاكر وعرضت للبيع مرة أخرى على الانترنت كوجبة يسيل لها لعاب المشترين.
وقال أحد بائعي التذاكر من بكين مبررا طلبه لسعر مرتفع quot;أنفقت مالا وبذلت جهدا للحصول على التذاكر ومن المعقول أن أبيعها بثمن أعلى.quot;
وبالنظر إلى العدد الكبير من التذاكر المطروحة للبيع عبر الانترنت دون حساب أعداد أخرى قد يكون يتم بيعها في الشارع فقد تتراجع الأسعار المطلوبة في السوق السوداء سريعا حيث بدأ التجار يشعرون بالقلق من خسارة استثماراتهم ويطمحون فقط للتخلص من المخزون الموجود بحوزتهم.
وأخذ مشتر واحد محتمل في الولايات المتحدة على الأقل هذا الأمر في اعتباره مناشدا الجانب الطيب في تجار السوق السوداء.
وقال الطالب لينج لين من نيوجيرزي في إعلان quot;أحتاج تذاكر بشدة. لكني لست راغبا في دفع ثمن مبالغ فيه. أنا طالب جامعي فقير. إن كنت راغبا في نقل التذكرة إلى شخص آخر يملك نفس شغفك بالاولمبياد فرجاء اتصل بي.quot;
واعتبارا من يوم الاثنين سحبت الطالبة كارول تشين التي تدرس ادارة الأعمال في شنغهاي تذكرتها المطروحة للبيع.
ورفضت الطالبة عرضا مغريا لبيع تذكرة لحضور حفل الافتتاح.
واشترت كارول تشين التذكرة بمبلغ 1500 يوان لكنها تقول إنها رفضت عرضا لبيعها بعشرة أمثال هذا الثمن بعدما طلب والدها (68 عاما) منها منحه إياها.
وقالت quot;المال مهم لكن السعادة تهمني أكثر. إذا كان والدي سيشعر بالرضا لحضور حفل الافتتاح شخصيا فهذا أفضل من المال.quot;
التعليقات