من الطبيعي أن يصعب الحكم على الأشياء من الوهلة الأولى إلا في كرة القدم!
قد لا يتفق معي البعض من منطلق أن كرة القدم مثل كل الأشياء الأخرى تحتاج إلى التروي قبل إصدار الأحكام بشأنها.. ونحن لن نختلف .. فهذا صحيح إلا في حالات التميز الشديد وهذا ما أعنيه.. فاللاعب الموهوب لا يحتاج وقتا طويلا لكي تكتشف موهبته.. بل ربما لا يحتاج الأمر لأكثر من لمس الكرة .

. وعلى نفس المنوال فالفرق المحترمة تتحدث عن نفسها من أول لمسة هي الأخرى.. والذي دعاني للغوص في هذه المعاني هو الفوز الذي حققه فريق الوصل على فريق الكويت بالكويت في الجولة الأولى من بطولة الأندية الخليجية.. في مقابل خسارة الشباب أمام العربي الكويتي في نفس البطولة.. والمؤلم أن الخسارة حدثت على ملعب الشباب في دبي.. وقد تعمدت أن أقول على ملعبه وليس بين جماهيره..لأن الجماهير ndash; للأسف - هجرت المدرجات الخضراء وتركتها لكوكبة من الجماهير الكويتية التي شجعت فريقها بحرارة وقد كان ذلك أحد الأسباب التي عززت الفوز الكويتي ليكون بهدفين بدلا من هدف واحد! ومن الوهلة الأولى شعرت أن الفريق الوصلاوي سيبدو مختلفا هذا الموسم وأن لديه جديدا من الممكن أن يقدمه وفي المقابل لم يراودني هذا الإحساس وأنا أتابع فريق الشباب.

وإذا قال قائل إن الفريق الوصلاوي لم يلعب بشكل جيد إلا بعد أن مني مرماه بهدف.. فنقول إن هذا لا يقلل منه.. بل على العكس فقد أثبت قدرته في إمكانية تحويل الخسارة بهدف إلى الفوز بهدفين.. وهي قدرات نادرة في كرة الإمارات.. فما بالك وأن يقدر عليها الوصل خارج ملعبه وفي مباراة هي الأولى رسميا له هذا الموسم. لقد استطاع الفريق في الشوط الثاني أن يقدم كرة منتجة ومركزة وسريعة ليس فقط من ثالوثه البرازيلي المحترف .. بل من كل عناصر الفريق. عموما كان المشهد الوصلاوي جيدا الأمر الذي يعطي مدلولا على قدرة الوصل على المنافسة في بطولة التعاون من جهة وفي بطولة الدوري المحلي من جهة ثانية. وقد نجح الوصل أيضا في تخفيف آلام الخسارة الشبابية بالنسبة لكرة الإمارات.. لأن الوضع يكون مأساويا عندما يخسر فريقان من بلد واحد في توقيت واحد وفي بطولة واحدة ..

ونحن لازلنا نتذكر مآسي بداية البطولة الآسيوية في العام الماضي ولا نريد عودة إلى مثل هذه الإحباطات الجماعية .. لذا وجب شكر الوصل الذي خفف عنا وطأة خسارة الشباب.. وإن كنت شخصيا ما كنت أريد القسوة على فريق الشباب إلا أنه لم يعطنا الفرصة.. فقد كان الأكثر سيطرة والأكثر وصولا للمرمى.. ولم يستطع في نهاية الأمر الفوز على فريق كان يبدو متواضعا للغاية.. لعله يستوعب الدرس المبكر. آخر الكلام أتمنى أن يكون الوصل على قدر ثقتنا فيه وأن يكمل مهمته في بطولة التعاون بشجاعة وبروح المنتصرين.. وأن يكون في نفس الوقت إضافة مهمة للفرق المتنافسة على بطولة الدوري المحلي لأنه كلما اتسعت الدائرة ازدادت البطولة قوة وإثارة.

عن الاتحاد