كان فرانكو بالديني المدرب المساعد لمنتخب انكلترا حاضرا في المنصة الشرفية لملعب quot;ايرينا ستاديومquot; في العاصمة الايرلندية دبلن لمتابعة مباراة المنتخبين الايرلندي والجزائري لمعاينة فريق ثعالب الصحراء الذي يعد أحد منافسي التشكيلة الانكليزية في الدور الأول لنهائيات مونديال جنوب أفريقيا المقررة من 11 يونيو إلى 11 يوليو القادمين. ولكن يبدو أن بالديني لم يدون المعلومات الحقيقية عن منتخب الجزائر.
ولقد شوهد بالديني وهو يدون ملاحظاته التقنية عن المنتحب الجزائري وعن لاعبيه المتواجدين فوق الميدان، وهي المعلومات التي وان كنا لا نشك في دقتها بحكم الكفاءة التقنية للذراع الأيمن للمدير الفني لمنتخب انكلترا ، فابيو كابيللو إلا أن الكثير منها قد يكون عديم الفائدة بحكم أن منتخب الجزائر لم يلعب مباراة ايرلندا بتشكيلته الأساسية كما أن المدير الفني رابح سعدان لم يطبق خطته التكتيكية المعهودة (3-5-2) بحيث اضطر إلى خوض المباراة في غياب أربعة لاعبين أساسيين يعدون من ركائز الفريق، ونعني بهم المدافعين عنتر يحيى ومجيد بوقرة و لاعب وسط الميدان حسن يبدة و المهاجم كريم مطمور، وهي الغيابات التي اضطر بسببها سعدان إلى انتهاج خطة لا يحبذها إطلاقا أي 4-4 2 و اعتمد في تطبيقها على لاعبين جدد لم يسبق لهم اللعب مع بعضهم البعض كما أنه وظف بعض اللاعبين في مناصب لم يتعودوا عليها، وهي المعطيات التي تعد من العوامل المساهمة في تعرض منتخب الجزائر لهزيمة ثقيلة أمام مضيفه الايرلندي (0-3)، فخط الدفاع مثلا ضم ثلاثة لاعبين جدد وهم كل من عدلان قديورة عن الجهة اليمنى وجمال مصباح عن الجهة اليسرى و حبيب بلعيد في الوسط رفقة العنصر الأساسي الوحيد ،رفيق حليش.
كما أن المنصب الحقيقي لقديورة هو في وسط الميدان وليس في الدفاع ، وقد لوحظ جلياالمعاناة التي وجدها أمام المهاجمين الايرلنديين وخاصة في الخطأ في المراقبة الذي ارتكبه قبل تسجيل الهدف الثاني. والخطأ نفسه تمت ملاحظته عند تسجيل الهدف الأول عن طريق كرة ثابتة بحيث لم يتمكن من إبعادها لا حليش ولا بلعيد بسبب سوء تفاهمهما ،وفي ظل غياب أيضا الثنائي الصلب بوقرة و عنتر يحيى.
أما عن خط وسط الميدان وعلى الرغم من تألق مدحي لحسن في ثاني مباراة له مع الخضر فانه كان بحاجة إلى مساندة من طرف لاعب مميز كحسن يبدة الذي قال عنه سعدان في إحدى المناسبات quot; إن يبدة يسهل لي كثيرا العمل فهو بمثابة المدرب الثاني فوق الميدان بفضل حسن تمركزه وتوجيهاته السديدة لزملائهquot;.
وقد ظهر من جهة أخرى أن قائد الفريق يزيد منصوري جد بعيد عن المستوى الذي كان عليه قبل سنة وقد أضحى من الضروري التضحية به والاعتماد على لحسن ويبدة في مهمة استرجاع الكرات وإعادة بعثها وترك مهمة صنع اللعب لكريم زياني في الوسط مع الاعتماد على نذير بلحاج و كريم مطمو على الممرين الأيسر والأيمن.
ويبقى على سعدان اختيار ثنائي الهجوم بين الثلاثي عبد القادر غزال و رفيق جبور ورفيق صايفي، مع الاعتماد على الشاب رياض بودبوز كورقة احتياطية رابحة ،والذي أبان في العشرين دقيقة التي لعبهاأمام ايرلندا على إمكانيات فنية عالية، وكان بمثابة إحدى الايجابيات القليلة التي أسعدت سعدان و أنصار منتخب الجزائر في مباراة الجمعة شأنه في ذلك شأن الظهير الأيسر لنادي ليتشي الايطالي جمال مصباح.
المهم، ومثلما صرح به سعدان قبل المباراة وبعدها ،فان نتيجة مواجهة ايرلندا ليست لها أهمية كبيرة بقدر ما يهم تجريب اللاعبين الجدد وتحسين الانسجام بين عناصر التشكيلة الجزائرية تحسبا للمنافسة الرسمية البارزة المتمثلة في نهائيات كأس العالم، كما أن العمل الحقيقي -حسب سعدان - سيقام خلال معسكر ألمانيا المقرر من 31 مايو إلى الخامس يونيو ويختتم بمباراة ودية إعدادية أمام منتخب الإمارات العربية المتحدة ،بحيث سيكون معظم اللاعبين جاهزين بعد تعافيهم من الإصابة، وسيتواصل التحضير في جنوب أفريقيا إلى غاية المباراة الأولى للمجموعة الثالثة المبرمجة يوم 13 يونيو أمام سلوفينيا وستكون متبوعة بمواجهة انكلترا يوم 18 ثم الولايات المتحدة الأميركية يوم 23 من الشهر نفسه.
التعليقات