*.. لا أخفي تعاطفي مع المنتخب الاسباني في اللقاء الأخير للمونديال أمام هولندا. صحيح أن الطاحونة تقدم كرة جميلة ولم يخسر الفريق منذ بداية الصراع المونديالي في جنوب افريقيا. لكنني كنت اشعر بميل شديد نحو الأسبان رغم أننا بعيد.. وليس لنا في الطور ولا في الطحين كما يقول المثل.
وسألت نفسي قبل المباراة.. لماذا هذا التعاطف الشديد ليس مني فقط ولكن من معظم المصريين مع منتخب اسبانيا.
وجدت الأجابة تكمن في قوة الدوري الأسباني وفي نجوم العالم من مختلف الدول الذين يلعبون هناك.. وجدت التعاطف نابعا من رسم الأندية الاسبانية العملاقة التي تعتبر الأشهر في العالم الآن برشلونة وريال مدريد. فمن يشاهد الفريقين ويتابعهما لابد أن يعشق الكرة الاسبانية التي اصبحت شبه المقرر الدراسي في بعض القنوات التليفزيونية.. ومشاهدتها مثل الامتحان الاجباري في المواد الدراسية التي نعشقها.
المنتخبان الاسباني والهولندي قدما كرة جميلة لكنها كانت من خلال أداء حذر جدا خشية الخسارة من خطأ. وقد حدث بالفعل اكثر من خطأ دفاعي أو من حارس المرمي كاد يتسبب في هزيمة أحد الفريقين قبل الدخول في منطقة الوقت الاضافي.. لكن هذا لا يقلل من شأن حارس المرمي فقد تحملا الكثير وقدما مباراة جيدة. لكن مع كل هجمة خطرة سريعة لفريق هولندا.. كنت اخشي علي المرمي الأسباني. حتي تحقيق الفوز في وقت قاتل وهو ليس من تسلل كما كان يظن لاعبو هولندا الذين صبوا جام غضبهم علي الحكم الانجليزي الذي أدار اللقاء. ولم يعجب لاعبي الفريقين علي السواء.. وأظن ايضا لو فاز الهولنديون في المباراة وحملوا الكأس لغضب لاعبو اسبانيا بنفس الطريقة وكانوا سيهاجمون الحكم.. المهم انتهت البطولة واظن الله أعلم ان الفائز الحقيقي هي افريقيا التي نظمت المونديال لأول مرة. لأن ما حققته القارة السمراء من شهرة وسمعة في التنظيم فاقت كل التوقعات.

جريدة الجمهورية المصرية