الاتهامات المتبادلة تكشف الحقائق في النهاية. وتعري الأطراف المتصارعة. لكن الكل خاسر ولا محالة. إن لم يخسر أحد الطرفين ماديا. سيخسر معنويا من خلال فواصل الردح والتشهير وكشف العورات من الطرف الآخر!!.

ومسلسل جدو مع الأهلي والزمالك دخل في منعطف مؤسف. لأنه سيؤدي حتما quot;لتعريةquot; المستور.. القصة من البداية كانت سرية وبالإيقاف مثل الزواج العرفي بين طرفين وبشهود. وتوقيع جدو للزمالك تم في السر وبشهود مثل الزواج العرفي. وعندما حن جدو للحلال المعلن علي الملأ لجأ للأهلي الذي أعلن الزواج الرسمي وعلي أيدي مأذون الجبلاية وأقام ليلة الفرح في الجزيرة.. لكن الزوج السابق السري الزمالك رفض ذلك وتمسك بحقه quot;الشرعيquot; من وجهة نظره. فمادامت الدولة توافق علي الزواج العرفي.. إيه المشكلة؟!.

القضية انتقلت إلي كل المحاكم المدنية والشرعية لكنها لم تصل بعد للمجلس العرفي الذي يرضي به الطرفان.

ما يهمني هو الفضائح ونتائجها بعد أن وصلت القضية إلي طريق مسدود.. جدو ذهب إلي النيابة بنفسه واتهم رموز الزمالك بالتزوير في أوراق رسمية والتلاعب به لأنه وقع الأوراق علي بياض. واستند في ذلك علي أن خبير الخطوط والطب الشرعي سيكشف فارق الوقت بين التوقيع وخط الخطابات والمستندات!!.. والزمالك يتهم اللاعب بالخيانة.. لأنه لم يوف بوعده ويريد الزمالك تصعيد الأمور إلي أعلي مستوي!!.

المشكلة ليست في المبالغ المالية التي سيخسرها طرف أو الآخر.. بل في الثقة التي انعدمت في الرياضيين في الوسط الرياضي كله. في القدوة التي أسقطها اتهام جدو لحازم إمام ورموز الزمالك واتهامهم بالتلاعب في أوراق رسمية. والمصيبة في اتهام الزمالك للاعب الذي أصبح قدوة لشباب مصر وهدافا لأفريقيا.. بخيانة الأمانة ونقض الوعود!!.

القضية ليست مجرد لاعب فضل فريق علي الآخر. أو خوف مجلس الإدارة من جماهيره لأنه ظهر في موقف ضعيف أمام النادي المنافس. بل هي سقوط القدوة من حياتنا. واغتيال كلمة الشرف التي كان يتعامل بها أجدادنا في الماضي. القضية هي أن كل شيء يباع لمن يدفع أكثر دون قيم أو مبادئ. وهي باختصار الاحتراف الذي اغتال الانتماء. وجمد المشاعر الإنسانية عند درجة المليون في الحساب الشخصي!!.

جريدة الجمهورية المصرية