تركت المشاركة الأردنية الثانية في كأس العالم لكرة السلة بعضا من الأمل لدى الأردنيين بتحسن تدريجي لمنتخب بلادهم في هذه اللعبة التي شهدت تطورا في البلاد في الأعوام الماضية، على رغم أنها لا تزال تحتاج الى دعم إضافي لبلوغ مستويات المنافسة الجدية.

واختتم المنتخب الأردني مشاركته في البطولة المقامة حاليا في الصين، بتلقيه الخميس خسارته الثالثة في ثلاث مباريات، وذلك أمام ألمانيا 62-96. وأضيفت هذه النتيجة الى خسارتين إحداهما أمام المنتخب الفرنسي القوي 64-103، وأولى افتتاحية بصعوبة أمام منتخب جمهورية الدومينيكان بفارق أربع نقاط فقط (76-80).

وهي المشاركة الأردنية الثانية في كأس العالم بعد مونديال تركيا 2010.

ويقول الموظف الحكومي نادر خالد الذي تابع مباراة الخميس ضد ألمانيا عبر هاتفه المحمول، لوكالة فرانس برس "مجرد وصول المنتخب الى كأس العالم هو نتيجة مشرفة بحد ذاتها للأردن يجب أن نفتخر بها".

ويضيف "في السابق كنا نحلم أن يلعب الأردن في كأس العالم، ومشاركتنا اليوم هي الثانية. هذا انجاز بحد ذاته، لقد لعبنا مع فرق قوية وخرجنا مرفوعي الرأس"، مضيفا "أنا سعيد لأن ما تحققه كرة السلة الأردنية لم تستطع ان تحققه بقية الرياضات، يجب أن نفخر ولا نزعل".

ويتابع "لا زال أمامنا طريق طويل".

وتحظى كرة السلة بانتشار في الأردن بعد كرة القدم التي تبقى اللعبة الشعبية الأولى. لكن "صقور النشامى" (لقب المنتخب) حقق نتائج إيجابية في الأعوام الماضية، بدأت بذهبية الدورة العربية السادسة في الرباط عام 1985 والمركز الثالث في بطولة آسيا 1986، والفوز ببطولة العرب للمنتخبات الوطنية 2007، وصولا الى نهائيات مونديال تركيا 2010 ولقب بطولة غرب آسيا 2014.

ويقول الأمين العام للاتحاد الأردني للعبة نبيل أبو عطا إن كرة السلة "أصبحت الأكثر إنجازا في الأردن وصارت أسماء أنديتنا ولاعبينا مشهورة ومعروفة في العالم العربي".

ويعزو أسباب نمو اللعبة الى "وجود أندية عريقة (أبرزها الأرثوذكسي والأهلي) وجيل سابق ومدارس خاصة وعامة احتضنوا هذه الرياضة منذ الستينات من القرن الماضي وعملوا على تطويرها".

ويضيف لفرانس برس "قبل عشرة أعوام حصلت ثورة ووضعنا استراتيجية واضحة ونجحنا في استقطاب لاعبين طوال القامة ولاعبين يعيشون في المهجر ومدرب أجنبي من الطراز الأول (الأميركي جوي ستيبينغ) فصرنا نفوز بالذهب أو الفضة في دورات وبطولات عربية وتأهلنا الى كأس العالم في تركيا عام 2010".

- يد واحدة -

&انضم الأردن في 2010 الى قلة من المنتخبات العربية التي تمكنت من بلوغ نهائيات كأس العالم منذ العام 1950، وهي مصر والجزائر ولبنان وقطر، علما بأن مونديال تركيا شهد أيضا مشاركة أولى لتونس، والتي عاد منتخبها أيضا للمشاركة في نسخة 2019 وخرج من الدور الأول.

ويوضح النجم السابق للمنتخب أيمن دعيبس الذي كان ضمن تشكيلة مونديال 2010، "قبل الوصول الى كأس العالم في تركيا لأول مرة، حصل المنتخب الوطني لكرة السلة على دعم كبير وجرت استعدادات كبيرة ومعسكرات تدريبية خارجية خلال أربعة أعوام" شملت مباريات "صقلت مواهب اللاعبين وعززت من قدراتهم وامكانياتهم".

ويتابع لفرانس برس "عانينا، فزنا وخسرنا، ولكن كل هذه الاستعدادات والمباريات مكنت المنتخب من التأهل لكأس العالم لأول مرة وساعدت في خلق جيل جديد وقاعدة قوية لكرة السلة في الأردن (...) كنا يدا واحدة وكان حلمنا جميعا ان نصل الى نهائيات كأس العالم، وهذا ما تحقق".

ويضيف باعتزاز "وضعنا اسم الأردن على خارطة كرة السلة العالمية (...) هو إنجاز ما زلنا نفتخر به حتى يومنا هذا".

انعكس بلوغ المنتخب نهائيات كأس العالم إقبالا على مزاولة اللعبة محليا.

في الصالة الرئيسية للنادي الأرثوذكسي حيث علقت على الجدران تواريخ البطولات التي يحملها النادي الأكثر تتويجا بلقب الدوري الأردني (25 مرة)، يخوض الفريق الأول تحت الأضواء الكاشفة تدريبات التمرير والدفاع والتعامل مع الكرات المرتدة والانتقال بين الدفاع والهجوم.

وبحسب مسؤولي النادي، يدرِّب الأرثوذكسي ما بين 300 و400 لاعب ولاعبة من مختلف الفئات العمرية.

ويقول مدرب الفريق الأول معتصم سلامة "ثمة إقبال كبير ومتزايد على تعلم هذه اللعبة الراقية (...) النتائج الجيدة للمنتخب الوطني ووصوله الى كأس العالم مرتين زادت الشغف والحب لدى الشبان والشابات" لكرة السلة.

على رغم ذلك، يؤكد لاعبون ومسؤولون أن النتائج التي تتحقق، تعود بشكل أساسي الى جهود شخصية وفردية، وأن اللعبة لا تزال تحتاج الى العديد من الاستثمارات والتطوير لبلوغ مستوى أعلى.

ويوضح أبو عطا "نتمنى أن يؤدي التأهل الى المونديال الى جلب الأنظار للعبة كرة السلة وما تعانيه من واقع مرير، نحن بحاجة الى صالات ومراكز تدريب ودعم للأندية".