لوس انجليس: مع عشرين ذهبية في الألعاب الأولمبية وبطولة العالم، تُعدّ الأميركية أليسون فيليكس العداءة الأكثر تتويجاً في تاريخ ألعاب القوى وأيقونة في سباقات السرعة.

بصمتُها الأولمبية كبيرة مع سبع ذهبيات وثلاث فضيات وبرونزية بين 2004 و2020، كما حصدت 18 ميدالية في بطولة العالم بينها 13 ذهبية وثلاث فضيات وبرونزيتان.

سجلٌ خارق عزّزته بعد إنجابها، في حالة نادرة لدى الرياضيات المحترفات.

في تشرين الثاني/نوفمبر 2018، وضعت فيليكس مولودتها كامرين في ظروف معقدة، وذلك بعد 32 أسبوعاً من حملها. اضطرت الطفلة البقاء نحو شهر في رعاية حديثي الولادة.

نهاية تعاون

برغم سعادتها، شكّلت هذه اللحظة بداية نهاية تعاون طويل لفيليكس مع شركة نايكي للمستلزمات الرياضية، إذ لم تتردّد في انتقاد سياستها تجاه الرياضيات الحوامل، وذلك بعد تم تخفيض عقدها بنسبة 70% خلال حملها.

كسر الصمت

كتبت ابنة السادسة والثلاثين في مقال رأي في صحيفة نيويورك تايمز الأميركية "عندما ننجب نخاطر بخفض إيرادات رعاتنا خلال وبعد الحمل. هذا أحد الامثلة في صناعة الرياضة حيث لا تزال القواعد تُصنع غالباً لمصلحة الرجال ومن قبلهم".

موقف ساهم في كسر قرار عملاق التجهيزات الذي تعهّد بتنفيذ سياسة جديدة والتعامل بشكل منصف مع الرياضيات أثناء حملهن، مقراً أنه بمقدوره أن "يقوم بالأفضل" من خلال عدم تخفيض إيرادات الرياضيات.

للمرة الأولى، تحوّلت نجمة المضمار الباسمة بعد انتصاراتها إلى صوت صارخ كسر الصمت دفاعاً عن حقوق المرأة.

هذا الفصل "ساعدني على فهم الامور الهامة وألا أبقى صامتة. لم أكن أتوقع أن أواجه التحديات خلال إنجابي. من قبل، كنت مركزة دوماً على أدائي لدرجة كان يصعب عليّ التفكير في قضايا أخرى. لكن تولّد لديّ انطباع بإضافة شيء جديد"، بحسب ما قالت لصحيفة واشنطن بوست عام 2019 بعد عودتها إلى تصفيات المنتخبات الأميركي استعداداً لمونديال الدوحة.

وإذا كانت قد أخفقت بالتأهل إلى المسابقات الفردية، لم تكن جعبتها فارغة في قطر حيث توجت بذهبيتين في التتابع 4 مرات 400 م والتتابع المختلط.

هشاشة خادعة

فيليكس التي اكتسبت باكراً لقب "ساقَي الدجاج" نظراً لساقيها الرفيعتين، تميزت ببراعتها، خطواتها الواثقة ومرونتها التي لا تضاهى، وقد احتفظت بمستواها الرفيع على مر السنين. يوحي جسمها بالضعف لكنها تمتلك "معدل وزن/قوة استثنئاياً" بحسب مدربها بوب كيرسي.

تقول أليسون التي نشأت في جو ديني، ووالدها قس من أصول فرنسية "إيماني هو وراء جريي. أشعر حقاً بأن لدي هذه الهدية من الله وهي استخدام كل طاقتي على أكمل وجه".

هذا ما تقوم به منذ فضية 200 م في أولمبياد أثينا 2004 وتسجيلها رقماً عالمياً للناشئات. عاشت في مونديال أوساكا 2007 لحظات استثنائية، بتتويجها في سباقات 200 م والتتابع 4 مرات 100 م وأربع مرات 400 م، وقد انتظرت حتى 2012 كي تحرز أولى ذهبياتها الأولمبية على المسافات الثلاث عينها.

بعد جائحة كورونا، خاضت رحلة أولمبياد طوكيو الأخير حيث نالت ذهبية التتابع أربع مرات 400 م وبرونزية 400 م، نتيجة تأقلمها مع النوعية الجديدة من التمارين التي نقلتها أحياناً من المضمار إلى الشوارع المفتوحة.