إيلاف- قسم الترجمة: للمرة الثالثة خلال عقد من الزمن، يتحد رواد صناعة الرقائق الإليكترونية، والهواتف النقالة، معاً للتأسيس لجيل جديد من أجهزة الاتصال اللا سلكية، وقد يخلخل هذا النجاح عالم التكنولوجيا، برمته. وتأمل نوكيا وإنتل بأن يشكل اندماجهما للمرة الثالثة عامل شد وجذب. فبعد إخفاق لمحاولتين متكررتين، خلال السنوات القليلة الفائتة، للتعاون في مجال أجهزة الاتصال اللاسيلكية، يحاول كل من أكبر صانع في العالم للرقائق الإليكترونية، والرائد الأول، عالمياً، في صناعة الهواتف النقالة. أن يفعلا ذلك مرة أخرى.

وفي هذه المرة، تقول شركة نوكيا Nokia، وإنتل INTC ، بأنهما شرعتا في شراكة طويلة الأمد بغية إنتاج أجهزة موبايل تجمع فيما بين تقنيات الحوسبة ذات الأداء العالي، مع آليات الاتصالات اللاسيلكية فائقة السرعة. وستقوم نوكيا، وكجزء من هذا الاندماج، بشراء رقائق إنتل الإليكترونية، بينما تجيز إنتل استخدام تقنية الاتصال اللاسيلكية لأجهزة هواتف نوكيا.

وسيتعاون الجانبان، أيضاً، في مجال برامج السوفت وير التي ستـُستخدم في الأجهزة، بما فيها أنظمة تشغيل quot;موبلينquot; Moblin، المدعومة من إنتل، وأنظمة تشغيل نوكيا quot;مايموquot;، Maemo. وكلاهما يستخدم نسخاً من لينكوس حيث أن شيفرتها الأصلية متاحة بحرية أمام هذين المطوّرين.

وقد تم الإعلان عن هذه الصفقة، في مؤتمر صحفي، في الثالث والعشرين من يونيو/ حزيران، غير أن الشركتين لم تفصحا كثيراً عن أنواع الأجهزة التي تخططان لإنتاجها، وإذا ما كتب النجاح لهذا الاندماج، فإنه سيتمكن من إعادة تشكيل صناعة الحوسبة والاتصالات، على نحو جديد، تماماً.

فقد دأبت نوكيا على التوسع المضطرد في نشاطاتها المتركزة على الهواتف النقالة، وذلك نحو أنماط أخرى من الكومبيوترات المحمولة، بينما كانت إنتل تتطلع خلال العقد الماضي لتحدي صانع الرقائق كواكوم،,Qalcomm QCOM وتكساس أنسترومننتس TXN، في السوق المتنامية لأجهزة الهواتف النقالة المتطورة.

والخاسرون المفترضون من هذه الصفقة، بما فيهم ما يكروسوفت MSFT ، التي حاولت إغراء نوكيا للانخراط في برامج ويندوز النقالة، هي أيضاً نفيديا Nvidia NVDA، التي كانت تنافس إنتل وآخرين برزمة رقائقها الخليوية. وبينما لم تعلنا عن المزيد من التفاصيل، فإن نوكيا وإنتل، لمـّحتا إلى أنهما تحاولان ابتكار أصناف جديدة من الأجهزة الجديدة كلياً. وأعلنتا، في مؤتمر صحفي، بأن التقنيات النقالة ستخطو إلى ما أبعد من أجهزة الحوسبة اللاسيلكية الحالية، بما فيها الهواتف الذكية، وأجهزة الكومبيوترات الشخصية المحمولة، والمفكـِّرات الشبكية.

وكانت إنتل تحاول، وعبر سنوات، ابتكار أصناف جديدة، بحجم الجيب، تطلق عليها أجهزة الإنترنت النقالة، والمعروفة اختصاراً بـ : MIDs . بينما كانت نوكيا قد قدمت ولعدة أعوام ما تسميه quot;اللوحة الإنترنتيةquot;، ولكنها لم تفلح في شد كثيرين لهذا الأداة.

وفي الواقع، فإن إنتل ونوكيا لم تتصرفا، معاً، في الماضي، على نحو طيب. ففي فرقعة إعلامية كبيرة حدثت في أواخر العام 2006، قالت إنتل بأنها ستجيز استخدم تقنية المودم 3G، في أجهزتها المحمولة التي تعمل وفق نظام الـسنترينو Centrino. غير أنها انسحبت بهدوء من الصفقة بعد عدة شهور لاحقة.

وأعلنت نوكيا بأنها ستتعاون مع إنتل في الجيل القادم من تقنية الحزمة العريضة WiMAX ، حتى أنها قدمت لوحة إنترنت تعمل بهذا النظام. ومنذ ذلك الحين أصبح المدراء التنفيذيون في مصنـّع الهواتف الفنلندية العملاق، من كبار المساندين لتطوير بعيد المدى للتكنولوجيا اللاسيلكية للجيل القادم.

ترجمة وإعداد: نضال نعيسة