إدوارد موريكه Eduard Mِrike
( 1804 – 1875 )

ولد موريكه في لودفيغسهافن في 8 أيلول 1804 وكان السابع بين إخوته وأخواته البالغ عددهم 13. عمل محرراً في جريدة عام 1825 في مدينة نورتينغن ثم صار قسيساً بعد ذلك، وبروفيسوراً في الآداب عام 1856. قضى معظم حياته مريضاً في داء عدم الثقة والشك بنفسه. كتب قصصاً أيضاً، ربما كان أشهرها (موزارت في رحلة إلى براغ). يعتبر موريكه واحداً من أغزر الشعراء الألمان الموهوبين في عصره. كان ذا خيال خصب، فقد استحدث ميثولوجيا جديدة لاستعماله الخاص


فارس النّـار

( كتبت عام 1841 )

هل ترون القَـَلـنْسـوةَ الحمراءَ
مرة أخرى،
عند النافـذة الصغيرة هناك ؟
إنَّ شيئـاً غـريـباً يجب أن يكون،
لأنَّـه لا يزالُ يذهب صاعداً نازلاً.
بعد هذا التجمهـر فَـجأةً عند القنـطرة ،
وراءَ الحقـل!
أصغـوا! إنَّ جرسَ النـار الصّغيرَ يرنّ :
وراءَ الجبل،
وراءَ الجبل
تُـوجَـدُ نارٌ في الطّـاحونة!

أنظـروا ! هنا يقفـز بجنـون
عَـبْـرَ البـوّابـةِ، فارسُ النـار،
على ظهر حيـوانـه الهـزيـل،
كما لو أنّـه على سلّـم النّـار!
عَـبْـرَ الحقل، عبـر الحرارة والدّخان
وقد كان يُسرع من قبلُ،
والآنَ هـو عـنـدَ هذا المكان!
وهنـاك الضَّجـيـجُ يتصـاعـدُ
مـرّاتٍ ومـرّاتٍ
وراءَ الجبل
وراء الجبل
تتـأجَّـج النـّار في الطّـاحونـة.

أنتَ الذي غـالباً شـمَّّ رائـحةَ
الـدّيك الأحمـر من أميالٍ عدّةٍ،
وبقطـعـةٍ من الصّـليب المُـقـدّس
وببـراعةٍ سيطرتَ على اللهيب-
واأسفاه ! من روافـد السَّـقف هنـاك
يسخـر العدوّ ُمـنكَ في وهَج الجحيم.
فليكـن الربّ رحيمـاً بروحـك!
وراء الجبل
وراء الجبل
إنَّـه يهـيج في الطّـاحونـة.
لم تـأخذها إلاّ ساعـة فقط،
حتى تفجّـرت الطاحـونة إلى ركام ;
ولكنَّ الفارسَ الشّجـاعَ
لم يـرَه أحـد بعد ذاك.
ناس وعربات في تجـمّـع
عادوا إلى بيـوتهم بعد ذلك الرُعْـبِ ;
وحتى الجـرسُ الصّغـير خرسَ:
وراء الجبل
وراء الجبل
تتـوهَّـج نـار.

بعـد هذا وجـد طحّـان
هيكلاً من العظـام بِـقَـلَـنسوةٍ
قائماً عند حـائـط القبـو
جالسـاً علـى ظهـر فَـرَسٍ هـزيل:
فارسَ النّـار، كيف تمتطـي الفَـرَسَ
ذاهـباً إلى قبـركَ ببرودة جـدّاً!
إنتهى ! فَـجـأةً تـفـتَّتَ إلى رمـاد.
وراء الجبل
وراء الجبل
أسفل في الطّـاحونة!

* هو شخصية أسطورية يظهر عند حدوث نار فيدور حولها ويطفئها.