تَرنَّـمـوا بأغـاني الإئتـلاف الحبيـبة، وشعـروا أنَّـهم وُلـدوا من جديـد كجنس آخَـرَ للجميـع

للشاعرة الألمانية لويـزه أُتّـو - بيـترز

ترجمة بهجت عباس

للجميـع ! نسمع الكلمة تَـرنّ،
فيُصـبِحُ القلـبُ فَجـأةً كبيـراً رَحبـاً،
يُـذيعـون لنـا كزعـيق البـوق
أُغنيـةَ النَّصـر للبشـريّة الأصيـلة،
وغيرها ليس عمـلاً مُقَـدّساً ليُتَـوَّجَ،
وما عداها، لا نهـايةَ لنضالٍ أو خصـام ،
فعنـدما يكـون خـير فـي الدّنيـا
يسطـعُ كالشمس لجميـع النّـاس.

" للجميـع ! " غنَّـته مـرّةً طائـفـةُ الملائكـة
في ذلك الليـل القُـدسيِّ الإلـهـيّ،
" للجميـع ! سيُـظهِـرُ الربّ نفسَـه
في عَظَـمَـتِه الأزليّـةِ الخالصـةِ المحبَّبـة،
للجميـع تجشَّمَ الأهـوالَ والمـوتَ
و في عمل جبّـار جلب التحـريـر كامـلاً،
ومثـلَ أعضاءِ جسمٍ واحـدٍ
وحَّـدَ المـؤمنـين بربـاطٍ قَـويٍّ."

" للجميـع -" صرختْ جيـوش الإصلاحييّن*-
الكأس
المقدَّسة بدم المسيح هي نعمـة أيضاً،
فقد أعلنتْ تعـاليمَـه للجميـع،
وطمأنت النـاس أنَّهم جميـعاً سواسيـةً،
والأرضُ والسَّمـاءُ لا فخـرَ رفيعـاً لهـا،
حيث الفرق فقط في العمل الصّـالح."
في الإستشهاد ، في ساحة الموت القاسيـة
لا تزال الصَّرخة : " كأسُ القداسة للجميـع!"

لذا عرفـوا هذا الشِّعـارَ وتمسّكـوا به،
أنعَمـوا به على الرجل وعلى المرأة سواء.
لمْ يريدوا أنْ يتركـوا التراثَ النبيل،
المواطنـة في مَلَكـوتٍ الحبّ الجميـل،
لا حَسَدَ وُجـِدَ بعـد هذا أو
كراهيـة
لا عبـوديّـةَ ، لا سَطـوةَ قـويّـةً مُتخـاذلة،
لتبقـى النّفـوس حـرَّةً ومصـونة،
من المحظـور المظلـم، من أصفـاد العبودية الثقيـلة.

ولكـنْ كـرّةً أخـرى، سُمِـعـت الصيحـة:
" الحـريّة للجميـع!" تكاد تكـون سُخـريّـةً،
لأنّهـا جـاءتْ للرجـل فقط
في عـاصفـة الثـورة.
ثمَّ
كمـا ظهـر أيضـاً أنَّ الركائـزَ اقتُـلعتْ بعيداً،
فتهـاوى عرشٌ علـى عـرش في رُكـام،
وكان الصّـراع لحقـوق الرجـل فقط،
وبقيتْ حقـوق المـرأة في
الأشـراك القـديـمة.

حَيّـا الرجالُ الأحرارُ أنفسَـهـم بقـوَّةٍ كإخـوة ،
وُجِـد مُـواطنون فقط، لا سيِّـدَ ولا عبـدَ بعد هذا،
تَرنَّـمـوا بأغـاني الإئتـلاف الحبيـبة،
وشعـروا أنَّـهم وُلـدوا من جديـد كجنس آخَـرَ،
وبتعـالٍ نظـروا إلى أخَـواتهـم باحتقـار،
وبقِـيَ نصفُ البشر دون حقـوق،
بُقِـيَ مُستَـثـنىً من الصيحة: " للجميـع!"
وعليه
الإنتظـار حتّى يأتي يومُ الحقـوق.

جمهرةُ النساء التي تمـرَّغت في التـراب،
لا تُرفع عِـلِّـيّـاً إلاّ بقـدرة الله،
توجَّـه أحسنُـهنّ نحـوَ السمـاء للصَّلاة،
وجُـعِـلَتْ الأخـرَياتُ يقتـنعـن
إنَّمـا خُـلِـقنَ رفيقـاتِ مُـتـعةٍ وتسليـة،
وإنَّ الغـايةَ العُـلـيا هي الحبّ العـذبُ،
والظَّـفرُ بمُتَطـلّبات الحياة كامـلةً .

ولكنْ مـرَّةً أخـرى تُجلجِلُ الصّيحةُ:
مثـلما نحن سَـواسـيةٌ أمام الله، كذلك نحن فوق الأرض،
البشريّةُ جمعـاءُ تنـاضلُ
نحـو الأفضـل،
لتُنشِئَ مَـلَـكوتاً للحبِّ جـديـداً،
لتجلبَ الحقوقَ للمرأةِ وكذا للرجلِ ،
وتُحافـظَ عليهـا بأغصان شجـرة
السَّلام ،
وفي تِـيـهِ رنيـن النصـر للحقيقة الجَّـليّـة،
يَـرِنّ ُ النِّـداء كّـرَّةً أخـرى: " التحريرُ جاء للجميع!"

* في النص ( Hussitenheere )، نسبة إلى القس الإصلاحي (يوهان هُـسْ ) Johann Huss, Huك or Hus ، الذي ولد عام 1370 في بوهيميا ( على الحدود الجيكية الألمانية ) ودرّس الفلسفة في الجامعات الألمانية والجيكية وانتقد الكنيسة الكاثوليكية ودعا إلى تطوير التعاليم الدينية مما استوجب اتهامه بالكفر والزندقة ظلماً وزيفاً، فأعدم حرقاً عام 1415. أعيد الإعتبار إليه بعدئذ، ومنح مرتبة ( قدّيس )، حيث صار أسمه الآن ( يان هُـس قدّيس بوهيميا )!