تحدَّت المخرج السعودي، محمد الشمري، عن آخر أعماله خلال رمضان كما تطرَّق إلى الأعمال العربيَّة بشكلٍ عام، والدراما الخليجيَّة ودور الشباب في تطويرها بشكل خاص.


الكويت: المغامرة، الإحساس المختلف، الصورة الفنيَّة المميَّزة، البحث عن الجديد، ومستقبل الشباب، هم الشغل الشاغل للمخرج السعودي، محمد دحام الشمري، الذي قدَّم عملينحصلا على إعجاب النقاد خلال رمضان الماضي وهماquot;أنينquot; وquot;ساهر الليلquot;، الشمري وفي حديث خاص لـquot;إيلافquot; كشف عن أجد اعماله الَّتي يحضِّر لها وآرائه في المخرجين الموجودين على السَّاحة التليفزيونيَّة والطاقات الشبابيَّة للفنانين الجدد، إضافة إلى العديد من التفاصيل.

حدثنا عن جديدك بعد المسلسلين اللذين قدَّمتهما العام الماضي؟
أعمل حاليًا على مسلسل اسمه quot;أوَّل النهارquot; لكاتب شاب جديد اسمه، جاسم الجطيلي، ويتحدَّث المسلسل عن موضوع مهم في الكويت خصوصًا وفي الخليج عمومًا، وهو موضوع ارتفاع نسبة الطلاق، فالنسبة الحالية وصلت إلى 68%، وهذا مؤشر مرعب، ونتناول الموضوع بأكثر من زاوية، فهناك الزيجات السريعة، وما أكثر المشاكل في هذه القضية، وأبطال المسلسل أذكر منهم جاسم النبهان، وطيف، ومحمد رشيد، إضافة إلى صمود، وعبد الله بوشهري، ومجموعة كبيرة من الفنانين الشباب، وهناك مفاوضات مع أحلام حسن، وفؤاد علي للمشاركة في المسلسل، وأنا مُصرٌّ على إدخال مجموعة شباب جديدة في العمل، ما اعتبره تمهيدًا لشهر رمضان لأستفيد منهم في نهاية العام، وهذا العمل سيُقدم خلال نصف السنة، وبالتَّالي خلال رمضان القادم سيكون عندي طاقات جديدة للأعمال الرئيسيَّة.

دائمًا تبحث عن الطاقات الجديدة، والآن تتعامل مع كاتب شاب في quot;أول النهارquot; هل تعتقد أنَّ هذا نوعًا من المغامرة؟
أنا مغامر منذ بداياتي، فعند تصوير quot;اللقيطةquot; كان طالب الدوس يشارك في أوَّل عمل له، ولما صوَّرت quot;ساهر الليلquot; كان كاتبه يخوض تجربة الكتابة لأوَّل مرَّة، وكذلك الأمر تكرَّر مع quot;أنينquot; الذي كان أوَّل باكورة أعمال مها حيمد، وأذكر أيضًا عبد العزيز الحشاش الذي أضحى من الأسماء المهمَّة من خلال quot;عيون الحبquot;.

ففي السابق كانت هناك فجوة كبيرة ما بين الجيل المسيطر على السَّاحة الفنيَّة وجيل الشباب، وكان هناك تعنت، فالكبار يفرضون أفكارًا لا تمت بصلة إلى مشاكل الشباب، ولما نظرت إليهم وجدت عندهم مواضيع جديدة، ويتكلمون من منظورهم، ويطرحونها بطريقتهم، ولديهم رؤيتهم للأشياء بزوايا جديدة، وهذا أعجبني، وأعتقد أنَّ مشاكلنا في الخليج، بغض النظر عن المشاكل الاقتصاديَّة والسياسيَّة، هي مجتمعيَّة، وتجد الشباب يشغلون منها أكبر نسبة، لأنَّهم هم الحياة والمستقبل.

لذلك وجدت شيئًا جديدًا، وأعجبني فيهم وعيهم، فأنا وللصراحة مليت من القوالب التأليفيَّة الثابتة الَّتي مرَّ عليها عشرات السنين، والَّتي أصبحت معروفة وتكاد تكون محفوظة.

قدَّمت عملان أشاد بهما النُّقاد وهما quot;ساهر الليلquot; وquot;أنينquot;، هل كنت تتوقع هذا النجاح والكم الهائل من المشاهدة العالية؟
النجاح ليس جديدًا عليَّ، لقد قدمت العديد من الأعمال الناجحة، quot;خطوات على الجليدquot; هو أوَّل عمل لي وحقَّق نجاحًا عاليًا، وشكَّل نقلةً نوعيَّةً في الدراما الخليجيَّة وكنت لاأزال مخرجًا صغيرًا، كما ساهم بإيصالي إلى النجوم الكبار أمثال حياة الفهد، وسعاد عبدالله.

وأعتقد أننا نعمل في ظل منهج، ولدي مجموعة كبيرة من الممثلين والفنيين وعمال الديكور، مدربة على استيعاب العمل الذي أفكر فيه ولديها القدرة على تنفيذه، وأنا لا أعمل بطريقة مرتجلة وإنَّما علميَّة ومدروسة بنسبة 90%.

هناك كم هائل من الأعمال الخليجيَّة، كيف تقيَّمها؟ وأي عمل خليجي فعلاً جذب انتباه محمد دحام لمشاهدته؟
أنا أتابع تجارب بعض الزملاء، أمثال كالأستاذ أحمد المقلة، والأستاذ محمد القفاص على مستوى الخليج، والأستاذ مصطفى رشيد الذي قدَّم شيئًا مختلفًا، والآن المخرج البحريني علي العلي الذي دخل إلى السَّاحة والذي يعتبر من المخرجين الممتازين، فأنا أحببت عمله كثيرًا، حيث استطاع تقديم صورة جديدة بشكل مبدع.

بعيدًا عن الإخراج ما المسلسل الذي جذب انتباهك؟
هناك مجهود مبذول في الإخراج، وهناك من حاول الخروج بصورة جديدة ولديه إحساس، ولكن القصص كانت بسيطة، ولم تمتلك العنصر الجديد الذي يجذب انتباهك ويذهب بك لأبعاد ثانية، والإحساس العام مختفي.

ولكن شدني مسلسل quot;ذاكرة الجسدquot; بحكم قراءتي لرواية أحلام مستغانمي، وهو عمل نخبوي، وشدتني فيه بعض التفاصيل، كما أنَّ نجدة أنزور كان متجددًا، ووجدته بخيالٍ ثانٍ، وهذا ما أقصده عندما أرى التطور.

أمَّا عندما وجدت أحمد المقلة في quot;بنات آدمquot; رأيت عنده أسلوبًا جديدًا فالقصة مختلفة، وتعامله مع الكاميرا مختلف أيضًا، كذلك القفاص في quot;زوارة خميسquot; قدَّم عملاً متشابكًا وصعبًا، وفيه كم هائل من الممثلين، وفيه قضايا عديدة.

هل تعتقد أنَّ محمد القفاص استطاع أنّْ يسيطر على هذا الكم الهائل من النجوم في quot;زوَّارة خميسquot;؟
من ناحية الإخراج نجح، فمحمد القفاص ذكيٌ جدًّا، واستطاع تحريك إيقاع العمل، واعتقد أنَّه استطاع خلق إيقاع وإثارة في العمل، واستطاع تشكيل صورة جميلة ومناسبة للقصة.

هناك كم هائل من الأعمال الَّتي تُقدم في رمضان؛ فهناك بعض الأعمال الَّتي تُظلم، كما هناك الجمهور الذي يصل إلى مرحلة من الملل، ما رأيك؟
هي لعبة تجاريَّة، مشكلتها بدأت تطغى على السوق عمومًا، والإشكاليَّة تكمن في أنَّ جمهورنا بات يعتقد أنَّ الفنان يقدم كل هذه الأعمال لإرضائه، إضافة إلى العديد من التعابير القديمة والمصطلحات الَّتي إعتاد عليها النَّاس، ولكنَّها ليست صحيحة في الواقع، لأنَّ الفنان حالة شخصيَّة، ومن الممكن أنّْ أقدِّم نوعًا من الفن لحاجة ورغبة شخصيَّة.

ولا تنسى الدور الكبير الذي تقوم به الرقابة في الضغط على شكل المسلسل التليفزيوني، والقصص المقدَّمة فنحن ندور في حلقة مفرغة، لذلك ندوِّر الأفكار حتَّى نستطيع تقديمها.

ما هو الحل لهذا الكم الهائل من الدراما؟
الحسابات التِّجارية فيها إشكاليَّة، وهناك طلبات من بعض المحطات الفضائيَّة لبعض الممثلين، لذلك غاليًا ما نرى ثلاث أو أربع مسلسلات متشابهة، كما أنَّ هناك بعض الأعمال الَّتي تُبنى على نجاحات سابقة.

هل هناك من إمكانيَّة لإخراج الجزء الثاني من quot;ساهر الليلquot; بعد نجاحه في رمضان؟
إنّْ شاء الله سيكون هناك quot;ساهر الليل 2quot; في رمضان القادم.

لماذا نجحت الدراما المصريَّة والسوريَّة ودخلت إلى قلب كل بيت خليجي، فيما لم يحدث المثل مع الدراما الخليجيَّة، هل الإخراج السينمائي والمسرحي كان له دور؟
هذه القضية قديمة، لا نستطيع أنّْ نتكلم عنها حاليًا، إذ لابد من تتبعها تاريخيًّا لمعرفة كيف وصلت الأمور إلى هذا الحد، فعندما نعود إلى الستينيات والسبعينيات نجد أنَّ التليفزيون والسينما المصريَّة كانا هما الأساس، وتعلمنا منها كلنا، حتَّى أنَّ تأثيرها بدا واضحًا على الدراما السوريَّة والأردنيَّة.

ففي السابق كانت الدراما الأردنيَّة الأقوى على السَّاحة خصوصًا البدويَّة منها، وضعفت بسبب الكثير من الظروف منها السياسيَّة كحرب الخليج، لكن الدراما المصريَّة هي الأساس، ولو نعود لتاريخ الخليج نذكر أنَّه في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي كان الأزهر الشريف ووزارة التَّربية المصريَّة مسؤولان عن أبناء الخليج، حيث تواجدت البعثات المؤلَّفة من الأساتذة المصريين لتعليم النَّاس في الكويت والخليج، وبالتَّالي اللهجة المصريَّة فرضت نفسها، وباتت بالنسبة للخليجيين وكأنَّها لهجتهم الأم.

مَنْهي الأسماء الَّتي ترى أنَّ لها مستقبلاً في عالم الدراما ؟
أرى مستقبلاً لامعًا لكل من quot;هيا عبد السلامquot;، وquot;صمودquot;، وquot;عبد الله التركمانيquot;، وquot;عبد الله بوشهريquot;، وquot;محمود بوشهريquot;.

كيف ترى الدراما الخليجيَّة كمنتج ومخرج؟
إنَّها تمرُّ في مرحلة تطور على المستوى الشعبي والجماهيري، فهناك وعي وتطور ثقافي وفني، والجمهور بدأ يلاحظ ويدرك كل ما يدور حوله الأمر الذي يرفع من مستوى الدراما المقدَّمة.

قدمت عملين في رمضان، وكان هناك تأخير في تسليم بعض الحلقات؟
هذا بسبب الكتابة، وتجهيز العقود.

بعد عناء 6 أشهر والسفر من بلد إلى بلد، فضَّلت أن تقضي لياليك في بيروت، وتحضر حفل السيَّدة فيروز، كيف كانت التجربة؟
كافأت نفسي بحضور حفل السيِّدة فيروز، حيث استمتعت بالحفل، وهذه كانت إحدى امنياتي كما أنَّها كانت المرَّة الاولى الَّتي أشاهد فيها سفيرة النجوم، فمجرد التفكير في الموضوع، وأنّْ أراها واقفة على خشبة المسرح، يقشعر جسدي، فلقد شدتني وهي واقفة بهذا الجبروت، وبهذا الصوت الجميل، والحضور اللافت.