الدمام:تحظى الدراما التلفزيونيه بأهمية كبيرة في المجتمع المصري حيث يحرص الجمهور على متابعتها، وتتصدر المسلسلات وفقاً لما تفيد به الدراسات الاعلاميه قائمة المواد التلفزيونية المفضله لدى غالبية مشاهدي التلفزيون. وتتزايد تلك الاهمية خلال شهر رمضان وخاصة بعد ظهور العديد من القنوات الفضائية المتخصصة في عرض الاعمال الدرامية.
ويري بعض الباحثين أن التعرض المتزايد للجرعات الدرامية عبر وسائل الاعلام المختلفة يمكن أن يكون سلاحاً ذو حدين ، فالتعرض من ناحيه للمشاهد التي تساعد على ترسيخ أخلاقيات وقيم المجتمع، وأخرى تتضمن سلوكيات غير سوية كالعنف والتدخين وتعاطي المخدرات، يمكن أن يدفع بعض المشاهدين الى تقليد هذه السلوكيات وتبنيها.

وقد أثبتت الدراسه التي اعدها quot;صندوق مكافحة وعلاج الادمان والتعاطيquot; التي أجريت حول المضمون الذي تقدمه الدراما الى ارتفاع معدلات مشاهد تعاطي الادمان والمخدرات بأنواعها المختلفه، واشتمل مجتمع الدراسة على جميع المسلسلات التي قدمتها القنوات التلفزيونية المصرية الارضية والفضائيات العامة والمتخصصة خلال شهر رمضان 2010 وقد بلغ اجمالي عدد المسلسلات 35 مسلسلاً بأجمالي عدد حلقات تم تحليلها 983 حلقه ووصل زمن مشاهد تعاطي المخدرات والتدخين الى 54ساعه.

أنواع التدخين الاكثر شيوعاً

ويتضح من نتائج الدراسة ارتفاع نسبة مشاهد التدخين بأنواعه المختلفة حيث جاء تدخين السجائر في مقدمة انواع التدخين في المسلسلات التي خضعت للتحليل بنسبة43.3%، وجاء في المرتبة الثانية تدخين الشيشة بنسبة 27.4% ،ثم تدخين السيجار بنسبة 22.5%، ثم تدخين البايب بنسبة 6.3%، وأخيراً الجوزه بنسبة 3.5% .

نماذج الشخصيات المدخنة في الاعمال الرمضانية

سعد وهو الفنان احمد رزق و من ابرز الشخصيات في مسلسل quot;العارquot;وقد ظهرت في بدايه العمل بالرومانسية والحب، ومجرد ان تحولت للنقيض بدأت في تدخين السيجارلاضافة ملامح النفوذ والسطو على الشخصية .

قدري أحد الشخصيات الرئيسيه في مسلسل quot;أغلى من حياتيquot;حيث كان المذيع الناجح في عمله ويعتبره الشباب قدوة لهم مدخناً شرها ويبدأ يومه بالسيجارة.

مناع وهو الفنان عمرو سعد أحد أهم الشخصيات الرئيسيه والمدخنة فيquot; مملكة الجبل quot; هذه الشخصية كانت تعمل بزراعة وتجارة الافيون، الا ان الشخصية قدمت في اطار العقل المدبر الحكيم، ناجح في حياته الزوجية، ويحظى بحب واحترام الجميع.

وللاسف اغلب الشخصيات المدخنة قدمتها الدراما في اطار يقربها من المشاهد، ويربطها بهم وهم من الابطال والنجوم المفضلين.

وأكدت الفنانه حنان ترك والعضوه في جمعية حياه بلا تدخين، خلال مؤتمر عقد في مصر للجمعية، أن الدراسه التحليلية التي أعدها صندوقquot; مكافحة وعلاج الادمان والتعاطي quot; لرصد وتحليل مشاهد التدخين خلال شهر رمضان انطلقت من القناعة بقيمة الدراما الرمضانية المصرية وتأثيرها على فكر ووجدان وسلوكيات الافراد، لاسيما الاطفال والشباب الذين يمثل ابطال هذه الاعمال الدرامية القدوة والمثل لهم.

وأشارت ترك الى ان الدولة أنفقت ملايين الجنيهات لبث عدة دقائق للتوعية بمخاطر التدخين والمخدرات ،بينما أثبتت هذه الدراسة التي شملت 35 مسلسلاً ان خلال شهر رمضان السابق تم بث 45 ساعة تضمنت مشاهد للتدخين وتعاطي المخدرات بأجمالي عدد مشاهد quot;2047quot;مشهداً.

وتكمل: أن الدراسة كشفت النقاب عن سلبيات وايجابيات التناول الدرامي لهذه المشكله مما سيمكن القائمين على اعداد الاعمال الدرامية من النهوض بمسؤوليتهم تجاه هذه القضية مستقبلاً، والجدير بالذكر أن الدراسة تناقش وضع مصر الراهن لمشكلة التدخين والمخدرات حيث تقع مصر في المركز العاشر بين دول العالم الاكثر استخداماً للتبغ، بالاضافة الى انخفاض سن التعاطي ليصل الى مرحلتي الطفوله والمراهقة.
واضافت حنان ترك ان انتشار المعتقدات الخاطئة بين الشباب ومنها quot;أن المخدرات تساعد على العمل لفتره طويلة ، نسيان الهموم والمشكلات، التغلب على الاكتئاب، زيادة خفة الظل والجرأة، والابداع، وتحسين القدرة الجنسيهquot;.

واعترض الكاتب محمد الغيطي مؤلف مسلسل quot;أمرأة في ورطةquot;على تحميل مسؤولية ماحدث في الدراما للكتاب مؤكداً على تدهور حال الدراما المصرية منذ سنوات، وسبب ذلك رفع يد الدولة عن الانتاج ، وترك المسألة معلقة في يد الانتاج الخاص مما جعل النص الدرامي يفقد قدسيته، ففي الماضي كان النص هو الاساس، وبناءً عليه يتم اختيار الفنانين ولكن الآن يتم كتابة سيناريو كامل لفنانه معينه اوفنان.

وأكد الغيطي على تراجع دور النقابة وان هناك كثير من الاعمال وضعت على الخريطة الرمضانية قبل عرضها كاملة على النقابة.

وأضاف عمرو سعد ان الطرق التي تسلكها الدراما في معالجة بعض القضايا الإجتماعية ماهي الا طرق ساذجة بالاضافة الى احتياج الحملات الاعلانية الخاصة بالتوعية ضد تعاطي المخدرات والتدخين الى تعديل، لانها كثيراً ماتستهين بعقلية المشاهد وضرورة التوعية بدور الاسرة لان غياب الترابط الاسري وانعدام المعاير الاخلاقية هو السبب الرئيسي في نشر هذه السلوكيات التي تدمر ابناء وبنات المجتمع.