بدأ الممثل أندره أبو زيد مسيرته منذ سنوات في لبنان واليوم يدخل إلى السينما المصريَّة من خلال فيلم quot;365 يوم سعادةquot;.


بيروت: بدأ مسيرته الفنيَّة مع بداية سنواته الجامعيَّة حيث شارك كبار الفنانين في لبنان التمثيل على المسرح وفي التلفزيون، وتميَّزت أغلبية أدوراه بطابعها الكوميدي، وأجد أعماله كانت مشاركته في فيلم quot;365 يوم سعادةquot; للمخرج اللبناني سعيد الماروق، سيناريو يوسف معاطي من إنتاج quot;أربيكا موفيزquot;، إنَّه الممثل، أندريه بو زيد، الذي أجرينا حوارًا معه للوقوف على تفاصيل دوره في الفيلم، وللتحدث عن هذه التجربة، علمًا أنَّه الأوَّل بين أبناء جيله الذين يدخلون إلى مصر من بوابتها العريضة، وأتى الحوار كما تمثيله مليئًا بالعفوية والمزاح.

من رشَّحك للدور؟
رشَّحني الكاتب اللبناني، علي مطر، للدور وهو الذي كتب مسلسل quot;سيناريوquot; الذي صُوَّر في العام 2009 و2010، والذي شاركت فيه، فمطر لديه علاقة متينة بالمخرج سعيد الماروق الذي كان يبحث عن ممثل بمواصفاتي، فأجربت الكاستينغ، وأعجب بي، وتمَّ التعاون.

لماذا دائمًا يتم إختيارك لأداء الأدوار الَّتي تعتمد على حجم الممثل أو الَّتي تعتمد على الكوميديا؟
أغلبية أدواري إتسمت بهذه الصفة ولكن ليس جميعها، والمثال على ذلك دوري في مسلسل quot;سيناريوquot; وquot;شيري بالتقسيطquot;، حيث كان التَّركيز على تمثيلي وموهبتي وليس حجمي كما يرى العديد من المنتجين والمخرجين.

أخبرنا عن دخولك إلى مصر من بوابة السينما، علمًا أنَّك الأوَّل بين الممثلين اللبنانيين الشباب من أبناء جيلك الذين يدخلون إلى السَّاحة المصريَّة؟
أنا راضٍ جدًّا عن دوري في الفيلم، وأعتبر أنَّ دخولي إلى مصر بمثابة البداية من الصفر بغض النظر عما قدَّمته في السابق، وذلك لأنَّ الإنتاجات اللبنانيَّة غير منتشرة في العالم العربي، عكس المصريَّة، كما إنَّ أفشل إنتاج فني مصري يُشاهد من قبل 4 مليون مصري ما يعادل سكان لبنان مجتمعين، علمًا أنَّ جميع الإنتاجات اللبنانيَّة منذ العام 1995 لم تحقِّق بعد هذا الرقم، وذلك لأنَّ الإنتاج في مصر سخي وعدد سكان مصر يتعدى عدد سكان لبنان،كما نعاني كممثلين من فقر في الإنتاج على الرغم من الجهود المبذولة من قبل العديد، فالتَّمثيل في مصر ليس لعبة، وأنا خضت التَّجربة لأنني مؤهل لذلك.

quot;أفشل إنتاج مصري يضاهي كل الإنتاجات اللبنانيَّة مجتمعةً منذ عشرات السنواتquot;

أيزعجك أنَّ باب الشهرة قد يفتح لك من غير بلدك؟
لا يزعجني الموضوع فأنا لا أنتظر من بلدي أنّْ يقدِّم لي، وإنَّما أبحث عمَّا يمكن أنّْ أقدِّمه له، نعم بدأت بقوَّة من مصر ما قد يفتح لي الكثير من الأبواب، ولكن لا يمكنني أنّْ أنكر أنَّ أعمالي بدأت من خلال المسرح والتلفزيون في لبنان، والذين شاهدوني ما زالوا يذكرونني، ولكن اللوم لا يقع على الدراما اللبنانيَّة، فهناك واقع معاش مقرون بفقر الإنتاج والإحتكار، وكل من لا عمل له يدخل إلى مجال التَّمثيل والكتابة والتأليف، السَّاحة باتت موبؤة، ولربما يقع الخطأ على الممثلين أوَّلاً لأنَّهم يقبلون بما هو مطروح عليهم، ولا يفرضون شروطهم، فأنا لو قبلت بكل ما عرض عليَّ كنت قد حرقت نفسي بأدوار سخيفة لمجرد نيل القليل من المال لتعبئة هاتفي أو لدفع فاتورة متأخرة، فأنا لا أبحث عن الكمية والمال وإنَّما عن النوعيَّة والحرفيَّة، ودخولي إلى مصر لم أسع إليه ولم أطرق باب أحد ليعطيني دورًا، كما تناولتني الإشاعات، وإنَّما الدور عرض عليَّ وطُلبت للعمل، وكل ذلك بفضل دراستي الجامعيَّة للتمثيل وإحترافي له وخبرتي على المسرح، فبت جاهزًا لأقف هذه الوقفة، فيمكن للكثير أنّْ يشتروا دورًا ولكن لا يمكنهم شراء الحرفيَّة والموهبة وحب النَّاس، والحمدالله هناك العديد من العروض بدأت أتلاقها ولكن لن أتحدث عنها الآن عملاً بالمثل اللبناني: quot;لا تقول فول ليصير بالمكيولquot;، ومواصفات بطل أي عمل لا تنحصر فقط عند جماله وعضلاته المفتولة ولون عينيه.

حدِّثنا عن دورك في الفيلم؟
ألعب دور شاب لبناني يدعى quot;غازيquot; مقيم في مصر مع شقيقته quot;نادينquot; الَّتي تلعب دورها الفنانة اللبنانيَّة، لاميتا فرنجيَّة، وتكون quot;نادينquot; بطلة إحدى مغامرات الممثل أحمد عز المعروف عنه حبَّه لخوض الكثير من العلاقات العابرة، إلى أنّْ يقع بشباك الممثلة، دنيا سمير غانم، وتحدث العديد من المواقف الطريفة، والجدير بالذكر، أنَّه في دوري أتحدَّث باللهجة اللبنانيَّة وبدرور شاب لبناني، فأنا حافطت على هويتي.

quot;التمثيل في لبنان بات عمل من لا عمل لهquot;
كيف رأيت التجربة مع سعيد الماروق في أوَّل أعماله السينمائيَّة، وهل أنت خائف من ردِّ فعل الجمهور على دورك؟
بالطبع أنا متشوِّق لمعرفة رد فعل الجمهور على دوري، أنا قمت بما يلزم وأفضل شهادة حصلت عليها كانت من سعيد نفسه عندما قال لي: quot;بيضتلي وجيquot;، (أي أنَّك رفعت رأسنا)، وبإنتظار أنَّ يتقبل الجمهور العمل ودوري فيه وبحبني، فأسوأ ما يمكن أنّْ أحصده هو الفشل، لذلك أرى أنَّ خسارتي مقبولة أمام خسارة المنتجين الذين راهنوا على سعيد الماروق وأعطوه ثقتهم، ولكن تجربتي معه كانت مذهلة ورائعة، فهو لديه دقَّة وحدس ورؤية مختلفة عن كل الذين تعاملت معهم من قبل، ويركِّز على التفاصيل ويعمل بإحترافيَّة عالية جدًّا، إضافةً إلى تكاتف فريق العمل الذي ساعده في إتمام جميع مستلزمات الفيلم، وأبرزهم مايا حدَّاد المديرة الفنيَّة الَّتي برعت في مهامها وأظهرت الممثلين بمظهر وملابس تنسجم مع الشخضيَّات ورؤية الماروق الإخراجيَّة.

ومن الطبيعي أنّْ يضع الكثيرون العصي في الدواليب، ولكن الحمدالله أصداء العمل وردود الفعل عليه تتوالي حتَّى قبل عرضه، كما أنَّ الإنتاج كان ضخمًا وسخيًا لإتمام العمل بالصورة الَّتي سيظهر بها، فما تقضاه أصغر ممثل في الفيلم يضاهي ما يأخذه أكبر ممثل في لبنان.

كلمة أخيرة
أتمنى أنّْ تشرِّف إطلالاتي من مصر بلدي لبنان وأنّْ أكون خفيف الظل على السينما المصريَّة، كما أشكر quot;إيلافquot; الَّتي فتحت لي صفحاتها.