شن المخرج السينمائي السوري محمد عبد العزيز هجوماً لاذعاً على لجنة التحكيم الخاصة بمهرجان دبي السينمائي اللذي انتهى مؤخراً، واصفاً في الوقت نفسه رئيس لجنة تحكيم جائزة المهر العربي السينمائي الفلسطيني ميشيل خليفة بصاحب الأفق الضيق.


دمشق:قال المخرج السوري محمد عبد العزيز لـquot;إيلافquot; إنه استغرب من تصرف رئيس لجنة التحكيم الخاصة بمهرجان دبي السينمائي، الذي دخل في مشاحنة كلامية حادة جداً في أولى أيام المهرجان مع الزميل الصحفي نديم جرجورة من يومية quot;السفيرquot; اللبنانية، بسبب مقالة انتقادية نشرها حول فيلمه الفائز السنة الماضية.

والجدير بالذكر إن المخرج السوري شارك في مهرجان دبي ومرشح لنيل جائزة quot;المهر العربيquot; من خلال فيلمه quot;دمشق مع حبيquot; الذي يقدم خلاصة مركزية من خلال قصة حب قاومت الزمن، بين شابة يهودية سورية وشاب مسيحي سوري، مفادها أن هذه البلاد تجمع بين أبنائها الإنتماء للوطن وسقفه، وأن قوة اللحمة المجتمعية ظلت في قوة التعايش السلس بين الجيران المسلمين واليهود والمسيحيين في حارات دمشق القديمة غير بعيد عن المسجد الأموي.

الفيلم اللذي قدمه المخرج قامت ببطولته الفنانة السورية مرح جبر، وشاركها الفنان خالد تاجا، وفارس الحلو، وجهاد سعد، وسامر عمران، ونخبة من الممثلين السوريين الشباب.

وحول اختيار مهرجان دبي كعرض أول لفيلمه، وعدم مشاركة الفيلم في مهرجان دمشق السينمائي قال عبد العزيز: quot;خلال أيام مهرجان دمشق السينمائي الفائت لم يكنالفيلم جاهز تقنياً للعرضquot;، مضيفاً أنه كان مهتماُ أكثر بعرض الفيلم في مهرجان دبي السينمائي كونه مهرجان عالمي دولي كبير ذو صبغة عربية.

quot;إيلافquot; كانت لها وقفة مع المخرج السوري محمد عبد العزيز مخرج فليم quot; دمشق مع حبيquot; المشارك في مهرجان دبي ليتحدث عن بعض كواليس مهرجان دبي السينمائي في الحوار التالي.

على الرغم من الحضور الجماهيري الكثيف والإستحسان النقدي الذي لاقاه الفيلم وإستحواذه على إعجاب معظم الجهات الإعلامية ما الذي حدث يوم توزيع الجوائز؟
صحيح حتى إن احد النقاد المغاربة وبعد مشاهدته للفيلم أجزم بأن الجائزة الكبرى ستذهب للفيلم ولكن دعنا من التخمينات أنا أعتبر لجنة هذا العام كانت الأسوأ في تاريخ المهرجان، فالممثلة الإيطالية، مايا سنسا، لا تعدو كونها كومبارس متكلم وعملت في فيلمين أحسنهما مجرد فيلم تلفزيوني بعنوان quot;أفضل سنوات الشبابquot;، وهو فيلم متواضع تستطيع ابتياعه بخمس وعشرين ليرة سورية ومشاهدته لتعرف ماذا أقصد، اما المكسيكية، نافارو، فهي درويشة فنياً من مواليد 1943وغير محيطة بالسينما والثقافة العربية، ومسيرتها الفنية فقيرة، ومنحصرة في عدة أفلام لا تتجاوز الخمسة بدأتها بفيلم وثائقي في السبعينات.

وماذا عن المحكمين العرب؟
أفضلهم الروائي السعودي المرموق، عبده الخال، ولكنه في نهاية المطاف ينحدر من بلد، السينما فيها حرام، وأعتقد أنه لو ذهب لدول الجوار لحضور الأفلام فلن يجد وقتا للأدب، خصوصًا وأن نتاجه الروائيلافت للنظر، ويعد الخال واحداً من أفضل الروائيين العرب، أما هشام سليم فحقيقة حتى عندما تعصر ذاكرتك للرمق الأخير فلن تتذكر له فيلماً أو دوراً مهماً في السينما المصرية، وأسمه معروف كون والده يعد واحداً من أشهر الرياضيين، ووجوده ضمن لجنة التحكيم هفوة خصوصا إن ثلاث أفلام مصرية كانت ضمن المسابقة ومهما كان محايداً وغير منحاز فرأيه مشكوك فيه

وماذا عن ميشيل خليفة رئيس لجنة التحكيم؟
ميشيل خليفة مسكين ومهذب وليس لديه وجهة نظر سينمائية يمكن الوقوف عندها، فأفقه السينمائي ضيق ومحدود بدليل شجاره مع الناقد نديم جرجورة الذي كتب بإن فيلمه quot;زنديقquot; لم يكن يستحق جائزة الدورة السابقة، وفي اليوم الأخير جاء وجلس معنا وذكر بإنه لم يكن يريد أن يترأس لجنة التحكيم، وأقسم بحياة ابنه الوحيد أنه لولاحصوله على جائزة في الدورة السابقة للمهرجان لما جاء لدبي محكماً، وهو ينتمي لنمط السينما البسيطة الذي تستطيع أن تأكل سطلاً من البوشار والكوسا محشي في أفلامه من دون أن يفوتك شيء، لهذا تبنى الفيلم الأردني، فالحوار هو الحامل الأساسي للفيلم أي إنك تستطيع مشاهدته كفيلم اذاعي وأنت مغمض العينين في باص النقل الداخلي.

ولكن الناقد محمد رضا اعتبر الفيلم الأردني رصينا والجزء الثاني من فيلمك ضعيفاً؟
هذا رأيه ومحمد رضاquot;نويقدquot; يعتاش على خلل بسيط هنا وهناك عبر الشريط السينمائي وطريقة تحليله للأفلام تشبه تحليل مراسلي البوادي لتربية الدواجن والماشية، وما ذكره حول زمن الرحلة في (الجزء من الثاني من فيلمي) فيه جهل تام بالمسافة الفاصلة بين دمشق ودير القنية التي لا تتجاوز الثلاث ساعات، علماً ان المشهد يبدأ فجراً وينتهي بغروب الشمس، وما كتبه مجرد انطباع هزيل وضحل كتبه في نفس ليلة العرض ونشره صباح اليوم التالي، وفي فيلمي السابق خرج من الصالة منذ أول عشر دقائق وكتب على اساس أنه حضر كامل العرض وهذا أمر لا يمت للأحترافية والأخلاق المهنية بصلة.

هل لأن فيلمك لم يحصل على جائزة تتكلم بهذا الشكل؟
لا ابدا، انا اعتبر نفسي ابنا لمهرجان دبي، ومسعود امرالله وعرفان رشيدلديهما هم حقيقي في الأرتقاء بالسينما العربية، ولولا تقديري لهما لما حرقت فيلمي ووضعتته بين يدي لجنة تحكيم متواضعة إلى هذا الحد، وتباحثت جدياً مع منتج الفيلم الدكتور نبيل طعمة للإنسحاب قبل انطلاق المهرجان بايامعندما اعلنوا اسماء لجنة التحكيم، ولكن فضل السينمائي مسعود امر الله وعرفان ومهرجان دبي لفيلمنا السابق حال دون ذلك، ووجود الروائي المرموق عبده الخال ايضا بث في روحنا نوعا من الطمأنينة.

دائما يحصل جدل حول توزيع الجوائز في المهرجانات لا سيما العربية منها، لأن الجوائز توزع مثل الحلوى وكعك العيد نتيجة توازنات ومحاباة لهذا الطرف أو ذاك، ولكن المشكلة في تبني أفلام مليئة بالأخطاء الفنية البديهية التي يستطيعأي طالب إخراج مايزال في طور دراسة السينما تجاوزها وعدم الوقوع فيها.

ما تعليقك حول ماقاله المخرج اللبناني جورج هاشم بعد حصول فيلمه quot;رصاصة طايشةquot; على الجائزة الكبرى للمهرجان حين ذكر بإن فيلمه لا يستحق هذه الجائزة وان هناك افلام اخرى كانت الأجدر بحصد الجائزة؟

حقيقة لا فكرة لدي، جورج يمتلك ضميرا سينمائياً وأنا أجزم إن فيلمه يستحق تلك الجائزة.