أكَّد الفنان مصطفى الخاني أنَّه لم يسع يومًا لأنّْ يكون الأعلى أجرًا في سوريا، مشيرًا إلى أنَّ الأدوار الَّتي قدَّمها ونجحت حملته الكثير من المسؤوليَّة.


دمشق: فنان حصد شعبية عربية كبيرة خلال فترة وجيزة، بدأ مسيرته الفنية بـ quot;جحدرquot; في مسلسل quot;الزير سالمquot;، تألق ولمع في دور quot;النمسquot; في مسلسل quot;باب الحارةquot; في الجزء الرابع منه وأصبح حديث المجتمع العربي، ناموسة الخاني وإبداعه في اداء الدوركان السبب وراءنجاحه، وحتى الأطفال يتجولون في الأزقة والحارات ويرددون مقولة النمس quot;هلا والله حيا الله إي واللهquot; وهذا دليل على مدى تأثير الشخصية في الناس.

quot;إيلافquot; كانت في لقاء مطول مع الفنان مصطفى الخاني قبل سفره إلى بيروت لاستكمال تصوير المسلسل اللبناني quot;آخر خبرquot;.

ماذا عن مسلسلك الجديد quot;آخر خبرquot;؟
بدأت بتصوير مسلسل quot;آخر خبرquot; وهو عمل من إنتاج شركتي quot;مروى غروبquot; وquot;ايغل فيلمquot; اللبنانيتين، ومن تأليف محمد السعودي، وإخراج هشام شربتجي، وسيتم تصويره كاملاً في لبنان، وأجسد فيه شخصية شرطي مرور، وأتمنى من الله التوفيق لتقديم شيء جديد ومختلف من خلال هذا العمل.

المسلسل بدأ تصويره منذ فترة في لبنان، ما هو سر تأخرك للإنضمام إلى أسرة العمل؟
نعم بالفعل لقد بدأت أسرة العمل التصوير منذ فترة، ولكني بالأساس كنت متفقاً مع الشركة المنتجة للعمل وأعطيتهم تواريخ دقيقة عن الفترات التي أستطيع التواجد بها في لبنان والتفرغ للعمل، وذلك فور عودتي من أميركا، وسألتحق بفريق العمل نهاية شهر نوفمبر لمدة 3 أسابيع.

كيف ترى وتقيم الدراما اللبنانية؟ وماذا عن تعاونك مع الممثلين اللبنانيين والشركة اللبنانية؟
بلا شك نحن سبقنا اللبنانيين بأشواط كبيرة على صعيد الدراما التلفزيونية، كما إنهم سبقونا بأشواط على صعيد صناعة البرامج الترفيهية والمنوعات وإخراج الكليبات، واللبنانيون أنفسهم لا ينكرون إنَّ الدراما في بلدهم متواضعة، ولكن لديهم فنانين وإمكانات تؤهلهم للدخول في عالم المنافسة على صعيد الدراما العربية، والكثير منهم يتواجدون في أعمال سورية وبشكل مميز مثل رفيق علي احمد، وكارمن لبس، و بيار داغر، وغيرهم..

ولي تجارب سابقة في العمل إلى جانبهم، وأعتقد أنه في هذا العمل هناك ممثليين متميزين أمثال وسام صباغ، وماغي أبو غصن، وغيرهم.. ولا أخفيك صراحةً أني وجدت لدى منتجيquot;آخر خبرquot; هم حقيقي وهو النهوض بالدراما اللبنانية لتصبح قادرة على منافسة الأعمال العربية الأخرى، وأنا سعيد بأن أكون معهم في غمار هذه التجربة، وأكثر ما أغراني في العمل وخوض التجربة كانت مقوماته الجيدة من نص وإخراج وإنتاج ومحاولة النهوض بالدراما اللبنانية، وبالتالي تقديم عمل يستطيع الحضور والمنافسة بين الاعمال العريبة.

وأنا أستغرب صراحة أسئلة الصحفيين اللذين يتحدثون عن هجرة الممثل السوري للعمل في بلدان عربية أخرى، لأني شخصيًّا أرى أنه من الضروري والطبيعي الاستعانة بقدرات فنية ونجوم من بلدان أخرى عندما يكون هناك نقص في بلدهم، فمن الطبيعي ان تجد ممثل سوري في مصر، او مغربي في سوريا، او اردني في الخليج، فالتعاون العربي المشترك شيء طبيعي لأننا شعب واحد، ولدينا تاريخ واحد، وهموم واحدة، ونتكلم لغة واحدة، ومن الطبيعي ان نكون في اعمال واحدة، وفي النهاية هذه الأعمال ستعرض على فضائيات عربية ليشاهدها كل العرب.

ألا تتفق معي في إن الشركة اللبنانية استعانت بمصطفى الخاني ليتم تسويق عملها؟ وللاستفادة من الجماهيرية الكبيرة التي حققتها؟
حتى لو كان الأمر كذلك فهو من حقها التفكير بهذه الطريقة، وعندما تستعين أي شركة بممثل من خارج بلدها فإنها تبحث عمن يستطيع أن يضيف لها، ويساعدها سواء على صعيد الأداء او الجماهيرية أو على صعيد ما يسمى بتسويق وترويج العمل، وهو شيء طبيعي في عالم الصناعة التلفزيونية، لذا فهم بحاجة لأسماء تساعد في تسويق أعمالهم ولهم الحرية والحق بهذا التفكير، وقد يكون اسم quot;مصطفى الخانيquot; إحدى هذه الأسماء.

بكل الاحوال هذا عمل، وكل الاطراف تبحث عن الفائدة المتبادلة التي يستطيع كل طرف تقديمها للآخر، وشخصياُ رأيت الشروط كلها متوفرة ومتكاملة في العمل اللبناني من نص وإخراج وظروف إنتاجية فتم توقيع العقد، وإن لم يكن هناك حب وتعاون بين طرفي المعادلة لن نصل إلى نتيجة فنية جيدة.

علمنا أن عقدك مع الشركة المنتجة نص على تقاضيك مبلغ 300 ألف دولار مقابل الارتباط معهم لمدة ثلاثة اسابيع ؟
لا أحبذ كثيرًا الحديث في وسائل الإعلام عن الأجور ولكن ما أستطيع قوله أنني طلبت من الشركة المنتجة للعمل أن تكون فترة التصوير ثلاثة أسابيع فقط بسبب سفري إلى أميركا وارتباطي بمواعيد أخرى، وقلت لهم ان هذه هي الفترة التي أستطيع التفرغ فيها للعمل فكانت الموافقة وتم توقيع العقد.

بالنسبة لموضوع الأجور، تداولت بعض وسائل الإعلام العام الماضي إنك الممثل الأعلى أجرًا في سوريا، بصراحة منذ التخرج وقبل تقديمك لدور quot;النمسquot; هل كنت تتوقع ان تصل لهذا المستوى من الأجر؟
لا أعلم ان كنت صاحب أعلى أجر في سوريا، ولم يكن طموحي في يوم من الأيام أن أكونالأعلى أجرًا في سوريا، ولكن من دون شك تضاعف أجري كثيرًا بعد شخصية quot;النمسquot; التي قدمتها، وفي النهاية هذه المسائل تخضع للعرض والطلب، والفنان يتلقى الكثير من العروض والخيارات لينتقي أفضلها سواء على الصعيد الفني أو على الصعيد المادي، لأن أي ممثل محترف يتعامل مع مهنته كمورد ومكان للرزق، وأيضًا يختار ما يناسبه ماديًا، فمثلاًفي مسلسلquot;ما ملكت أيمانكمquot; كان العمل مغرياً ماديًا وفنيًا، والعملية بالنهاية تكاملية بين الأجر والسوية الفنية، وهي فائدة متبادلة بين الطرفين، الجهة المنتجة والفنان.

برأيك الشخصي أين تصنف الدراما السورية عربيًا؟
من دون شك هي من أفضل الدرامات في الوطن العربي، وقد لاحظنا في الموسم الرمضاني الأخير العودة القوية للدراما المصرية على صعيد النوع حيث قدموا بعض الأعمال مثل quot;أهل كايروquot; وquot;الجماعةquot; وquot;قصة حبquot;، بسوية ممتازة فنيًا لتثبت قدرة المصريين على المنافسة بالنوع أيضًا وليس فقط بالكم المنتج لديهم، فسابقًا كانت منافستهم على صعيد الحضور والتوزيع في القنوات والشاشات العربية، اما العام الماضي فقد كانت منافستهم من خلال تقديم اعمال هامة ومميزة، وهذا الأمر ضروري لكل الأطراف لرفع مستوى الأعمال المقدمة ورفع سوية المنافسة بيننا، وبرأيي سوريا من أفضل الدول العربية على صعيد الدراما التلفزيونية، بينما على صعيد الصناعة السينمائية، وليس الفن السينمائي، أجد إن المصريين سبقوا كل البلدان العربية.

ماذا عن منحك في بيروت لقب أفضل فنان عربي لعام 2010 وذلك عن شخصية quot;توفيقquot; في quot;ماملكت ايمانكمquot;، خصوصًا انك حصلت في العام 2009 على اغلب استفتاءات الوطن العربي كأفضل ممثل وذلك عن شخصية quot;النمسquot; وقد تقدمت بأحدها على الفنان يحيى الفخراني؟
التكريم شيء جميل بالنسبة للفنان، ومن الجميل أن يأتي من يقول لك شكرًا على ما قدمته، وأي كان شكل التعبير عن هذا الشكر أكان بجائزة، أو كلمة شكر، أو ابتسامة، فهو يعطي الفنان الحافز والطاقة لتقديم الأفضل في المستقبل، وبالنسبة إلي مثلاً فإن تكريمي العام الماضي كأفضل فنان من خلال شخصية quot;النمسquot; شكل لي حافزاً على تقديم الأفضل هذا العام وانتقاء شخصية quot;توفيقquot; في quot;ما ملكت أيمانكمquot;، فنالت أيضاً الجائزة والتكريم، وأصبح لدي هاجس الآن لأقدم شخصية أخرى مختلفة تمامًا ووجهًا آخر لمصطفى الخاني الممثل.

على الرغم من فوزك كأفضل فنان عربي في موسم 2010 إلا إنك لم تترشح كأفضل فنان سوري في جائزة أدونيا، والبعض فسر أمر غيابك عن الحفل أنه نابع عن انزعاجك من لجنة التحكيم ؟
هذا الكلام غير دقيق، وربما كنت سألومهم في حال كان المرشحين لنيل الجائزة ليسوا على سوية فنية جيدة ولكن من رشحوا هم بالفعل ممن قدموا أعمالا متميزة هذا العام وهم أساتذة كبار ولو كنت حاضراً لصفقت للفائز وللمرشح أيضاً، وبالنسبة لرأي لجنة التحكيم فتبقى الآراء نسبية، فقد تعجب بأداء فنان معين ولا تعجب بأخر، وهذا لا يعني ان الشخص الأخر غير مهم وقد يكون الرأي مختلف بالنسبة للجنة اخرى.

أما سبب غيابي عن حفل أدونيا فهو كوني كنت موجودا في دبي في حفل افتتاح قناة mbc دراما الذي سبق ادونيا بيوم واحد، وعلى الرغم من الجدل القائم حول جوائز أدونيا وحدوث بعض الأخطاء، إلا أنها تبقى ظاهرة مهمة جدا لدعم وتطوير الدراما السورية، والقائمين على هذا المشروع يقومون بجهود كبيرة في هذا المجال

تم تكريمك مؤخرا في نيويورك من قبل أمين عام الامم المتحدة بان كي مون، ومن قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بماذا يشعرك هذا التكريم؟
يشعرني بسعادة كبيرة وبمسؤولية اكبر، ونشكر الرئيس الفلسطيني على اهتمامه وتكريمه، ومن دون شك لتكريم نيويورك اهمية كبيرة خصوصًا انها المرة الاولى التي يقوم فيها امين عام الامم المتحدة بتكريم فنانين عرب،كما انه كانمع أساتذتي الفنان جمال سليمان، والفنانة منى واصف، الذين كنا وما زلنا نتعلم منهم الكثير، وكما قلت في الكلمة التي القيتها امام الامين العام للامم المتحدة أعيد وأكرر هنا، بأن التكريم الآخر الذي لا يقل اهمية بالنسبة لي هو تكريمي مع اساتذتي، واعتقد ان اكبر سعادة للاستاذ هي عندما يشاهد طالبه يكرم امامه، فمبروك لاساتذتي، وخصوصًا الاستاذ جمال سليمان الذي كان استاذ في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق عندما كنا نحن طلابا.

وسعادتي بهذا التكريم انه أتى في مرحلة الشباب والعطاء وانا اعتبره تكريماً لكل السوريين والعرب، لأن الأمين العام تكلم عن الإبداع العربي والتميز السوري في الكلمة التي ألقاها وهذا دليل على قدرة وصول الدراما السورية لأهم المنابر العالمية، وأنا سعيد اننا استطعنا الوصول اليهم من خلال أعمالنا المغرقة في محليتها والتي تحمل هويتنا وبصمتنا الثقافية والاجتماعية والحضارية، وقد تم في الحفل اطلاق جمعية quot;اسماquot; وهي جمعية سورية اميركية تعنى بالمرأة والطفل وذوي الاحتياجات الخاصة، وهي ايضا تعكس صورتنا الحضارية فمن خلال هكذا فعاليات نستطيع أن نخاطب ونؤثر في المجتمع ووساءل الاعلام الغربية ونقدم لهم صورتنا الحقيقية.

من الملاحظ عنك نشاطك الدائم في مجال الاعمال الخيرية والانسانية وبأنك داعم للعديد من الجمعيات مثل جمعيات الشلل الدماغي، وسرطان الاطفال، والايتام، ودور المسنين، فهل تستطيع ان تجد الوقت لذلك؟
يجب ان تكون لهذه الامور اولوية في حياتنا، والامر لا يحتاج الا الى لقليل من التنظيم، فعلى اي شخص في المجتمع ان يقوم بدوره وبما يستطيع في هذا المجال، ومن دون شك الفنان يستطيع ان يلعب دورا كبيرا هنا، بسبب حب وتأثر الآخريين به، وهذه الشرائح هي جزء مهم من مجتمعنا وبحاجة لمد العون لهم سواء ماديا او معنويا.

المحاور الثلاثة والرئيسية لمسلسل quot;ما ملكت ايمانكمquot; الكاتبة والمخرج والبطل يعودون من خلال مسلسل quot;الكينغquot; ماذا تحدثنا عن هذا العمل؟
تم الاتفاق المبدأي على ذلك، وبعد النجاح في مسلسل quot;ماملكت ايمانكمquot;، كان علينا أن نقدم سوية هذا العام عمل آخر وهو مسلسل quot;الكينغquot; وهو من تأليف د هالة دياب، واخراج الاستاذ نجدة انزور، وسأجسد فيه شخصية quot;الكينغquot; وهو تاجر ومروج للمخدرات، يحاول ان يستغل الشباب وما يعانون منه من مشاكل وتوريطهم في عالم الجريمة والادمان والاتجار بالمخدرات، والعمل يتحدث عن مشاكل الادمان والمخدرات ومشاكل المراهقين واليافعين الذين تتراوح اعمارهم بين 13 الى 20 عامًا، وسنحاول من خلال هذا العمل استقطاب هذه الشريحة العمرية من المجتمع، وأتمنى أن يكون عملا مميزا كمعظم أعمال المخرج أنزور الذي اعتز بما قدمت معه سواء في مسلسل quot;سقف العالمquot; او مسلسل quot;ما ملكت ايمانكمquot;، ومن المتوقع أن يبدأ التصوير في شهر آذار القادم.

وماذا عن مشروع عمل مسلسل كامل عن شخصية quot;النمسquot;؟
المشروع كان مطروحا، ولكن النص الذي قدم لي كان دون المستوى، وأنا برأي بأننا ان لم نوفق بنص جيد نستطيع من خلاله تقديم الشخصية بالسوية الذي قدمت به او أفضل، فمن الافضل عدم تقديمها، وفي كل الاحوال لدي الآن مشارع أخرى قيد العمل، وقد لا تكون الاولوية حاليا في هذا العام لهذا المشروع.

وماذا عن مشروعك المسرحي خصوصًا انك استاذ في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق وفي الجامعة اللبنانية الاميركية في بيروت، وقد واظبت على تقديم عرض مسرحي كل عام منذ تخرجك، وسيتم تكريمك في مهرجان حماة المسرحي خلال أيام من الآن ؟
أنا خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، وسأحاول أن أستفيد من النجاح الذي وصلنا اليه من خلال التلفزيون لتوظيفه في المسرح، وآخر ما قدمت في المسرح كان شخصية الدونكشوت في مسرحية quot;الدونكشوتquot; والتي كانت من اخراج مانويل جيجي، ومن المفترض مع بداية شهر الصيف أن ابدأ العمل على مشروع عرض مسرحي جديد.