في حوار خاص مع quot;إيلافquot; أكَّدت الإعلاميَّة، ذكريات مصطفى، أنَّها تفضِّل الجلوس في المنزل على تقديم التنازلات، مشيرةً إلى أنَّ الفضائيَّات أصبحت كطبق من الفاكهة المسمومة.

أبو ظبي: إعلاميَّة ومذيعة متألِّقة، قدَّمت الكثير لمهنة الإعلام، فاستحقت بأنَّ تكون من المتميِّزات في هذا المجال، ترفض تقديم التنازلات مهما كانت، وتفضِّل الجلوس في البيت على أنّْ تخرج عن أخلاقيَّات المهنة ومتطلباتها، تمتلك شخصيَّةً فذَّة وإرادة حديديَّة، وأكثر ما يميِّزها تواضعها الشديد وابتسامتها اللطيفة، إنَّها الإعلاميَّة، ذكريات مصطفى، الَّتي التقيناها في quot;إيلافquot; وكان معها الحوار التَّالي.

من هي ذكريات مصطفى الإعلاميَّة والإنسانة؟
من الصعب على الإنسان تقييم نفسه، فأنا انسانة بسيطة أسعى لأنّْ يكون لي رسالة في المجتمع، أحب عملي كثيرًا، وأطمح لتقديم كل ماهو مفيد للرسالة الَّتي أؤمن بها.

هل تعتبرين أنَّ الإعلام رسالة؟
طبعا الإعلام هو رسالة سامية ذات هدف كبير، وفي وقتنا هذا أصبح للإعلام تأثير كبير في حياتنا، ولكن للأسف أصبحت المهنة بعيدة جدًّا عن مضمونها وأهدافها النبيلة.

هل تفضلين أنّْ تشارك المذيعة في إعداد البرامج؟
طبعًا يجب على المذيعة أنّْ تشارك في الإعداد لأنَّها ستكون مقنعةً أكثر فيما تقدِّمه، فهي تحيط بكافة جوانب الموضوع الذي تناقشه، ما يجنبها بأنّْ تكون كالببغاء الَّتي تردِّد ما تسمعه، فالمشاهد ذكي ويجب على المذيعة أنّْ تملك حنكةً خاصَّةً لتقنع من يشاهدها.

ما هو سبب خلافك مع quot;روتاناquot;؟
أنا أكن احترامًا كبيرًا لـquot;روتاناquot; واسمها الكبير، ولكن التَّصرفات اللا مسؤولة من بعض القائمين على قناة quot;روتانا خليجيَّةquot; دفعتني للإنسحاب، وهذا لا يمنع من إحترام quot;روتاناquot; وتقدير مسيرتي معها.

أرفض التنازلات
هل ترفضين تقديم التنازلات؟
طبعًا فأنا أرفض أنّْ أقدِّم أيَّة تنازلات مهما كانت بسيطة، ولهذا السبب يقال بأنَّ، ذكريات، لا تستمر مع محطة واحدة لفترة طويلة.

متى تقول ذكريات quot;stopquot; وتتوقَّف عن العمل؟
عندما تصبح متطلبات العمل بعيدةً عن أهداف المهنة وأخلاقياتها، فأنا في البداية والنهاية إعلاميَّة ولا يمكنني إلاَّ أنّْ أكون مخلصةً لهذه المهنة، وإلاَّ لما كنت دخلت هذا المجال من الأساس.

أين تجدين نفسك أكثر كمذيعة تلفزيون أو صحافيَّة أو إذاعيَّة؟
عندما تمتلك أدوات المهنة تستطيع أنّْ تكون ناجحًا بجميع الفروع الإعلاميَّة، ولكني أجد نفسي أميل إلى الإذاعة، فعملي بالإذاعة أضاف لي الكثير وأشعرني براحة نفسيَّة كبيرة، كما أنَّ الإذاعة تكون مسموعة ومتابعة أكثر من الإعلام المرئي أو المقروء.

واقع مزري للفضائيَّات
ما هو طموحك كإعلاميَّة أو كمذيعة؟
هناك الكثير من الطموحات الَّتي أتمنى تحقيقها، و هناك الكثير من البرامج الَّتي أتمنى أنّْ ترى النور مثل برامج المسابقات وبرامج للأسرة والحياة الزوجيَّة، فالأسرة العربيَّة بحاجة الى الكثير من برامج التَّوعية وبإمكان تلك البرامج أنّْ تساهم في خفض الكثير من مشاكل الأسرة العربيَّة .

مثلاً كانت نسبة الطلاق في فرنسا 37%، فإبتكر وزير فرنسي رخصة زواج كرخصة القيادة أو ما شابه فانخفضت نسبة الطلاق إلى النصف تقريبًا، ولدي فكرة برنامج قريبة إلى هذا الموضوع.

إذا خيرناك بين العمل كمذيعة بدون هدف أو رسالة بمقابل مادي كبير أو الجلوس في البيت، ماذا تختارين؟
وقعت في هذا الخيار أكثر من مرَّة واخترت الجلوس في البيت، فعندما دخلت الإعلام لم أدخله من أجل العائد المادي أو الشهرة بل دخلته لهدف أسعى دائمًا لتحقيقه.

كإعلاميَّة عملت في الكثير من الفضائيَّات ما رأيك بالفضائيَّات المنتشرة على السَّاحة العربيَّة؟
الواقع مزري جدًّا فهي الآن مثل الطبق الذي يمتلأ بكافة أصناف الفاكهة اللذيذة ومزيَّن بأفضل الزينة، ولكنه مسموم.

تقليد أعمى وساذج
هل أصبحنا ننقل البرامج بشكل أعمى؟
الكل يفكر بذاته ولا يفكر بالمجتمع إلاَّ من منطلق تجاري، أي أنَّ كل ما يجني الربح من برامج يُقدَّم من دون أي حساب للضرر الذي يسبِّبه، ولا تنسى بأنَّ البرامج المسمومة أصبحت تسيء إلى جيل بأكمله.

لنتطرق إلى حياتك الشَّخصيَّة هل الحب موجود في حياة ذكريات؟
الحب موجود في حياة أي إنسان ولا يمكن لنا أن نعيش من دونه، ولكن لا يشترط بأنّْ يكون حبًّا عاطفيًّا فهناك حب الأهل وحب الأصدقاء وحب النَّاس، وهناك أشياء أهم من حب العاطفة.

ما الذي تحبينه في الحياة ؟

أحب السلام والهدوء والإستقرار وأحلم بالمدينة الفاضلة لأفلاطون، وأسعى دائمًا لكي أعيش الحياة كما أريدها بعيدًا عن كل منغصاتها.

وما الذي تكرهينه؟
أكره الكذب والخيانة والطعن بالظهر.

دخيلات على الإعلام
ماهي مقومات المذيعة الناجحة؟
الثقافة والحضور والقبول لدى المشاهدين، وتقديم كل ما هو مفيد وجديد وغريب، وأن لا تقدم المعلومة الجاهزة والسهلة للمشاهد بل أنّْ تدفعه للبحث والتَّقصي لكي يشعر بقيمة المعلومة، والأهم من ذلك أنّْ تكون قادرة على الحوار والإقناع.

ما رأيك بالمذيعات الموجودات على فضائياتنا العربيَّة؟

لا شك أنّْ هناك الكثير من الوجوه المشرِّفة للإعلام العربي والناجحات بعملهن، ولكن هناك أيضًا الكثيرات ممن هن دخيلات على الإعلام، وللأسف يعتمدون على المياعة والدلع السخيف لجذب المشاهدين، فأصبحت بعض البرامج كمهزلة على شاشاتنا العربيَّة.

ما رأيك بإتجاه الفنانين لتقديم البرامج ؟
لست ضد ذلك مادام هناك إحترام للمشاهد ولأخلاقيات المهنة فتعدد المواهب شيء جميل.

أمنية تحلمين بأنّْ تتحقق؟
أنّْ تعود الفضائيَّات كما كانت، نقيَّةً وصادقة، ولا تعتمد على الإستعراض وتقديم البرامج الَّتي تؤثِّر على مجتمعاتنا بشكل سلبي جدًّا.