الدمام: توجهنا وجهة مختلفة هذه المرة في رصد الآراء حول شهر رمضان وما يعرض فيه من برامج ودراما، وما يثار من قضايا اجتماعية تحتاج لمزيد من المناقشة، وجهتنا كانت مع الناشطة الحقوقية عالية ال فريد العضو في الجمعية الوطنية السعودية لحقوق الإنسان، وعضو الجمعية الخليجية للإعاقة بالبحرين، وعضو مؤسس ومشارك في إدارة مركز إيلاف لذوي الاحتياجات الخاصة بإشراف وزارة الشئون الاجتماعية.. فإلي تفاصيل الحوار في السطور التالية:
* كيف تنظرين لبرامج شهر رمضان هذا العام؟ وما هي رؤيتك لوضع الدراما الخليجية؟ والأعمال السعودية بالخصوص؟
- كان المجتمع قبل بضع سنوات يتهيأ لاستقبال شهر رمضان بما يزيد الناس بهجةً وإيمانًا وخشوعًا؛ فيحتفي الجميع احترامًا وتكريمًا بهذا الشهر عن غيره من الشهور عبر إعداد الأهازيج والترانيم والأناشيد الجميلة التي تزرع قيم الخير والفضيلة في نفوس الكبار قبل الصغار. وكان الناس يتنافسون ويتزاحمون على التعاون والتعاضد وعمل الخير، وكانوا يتسابقون للبحث عن أفضل مقرئ يُحسن قراءة القرآن الكريم تجويدًا وترتيلاً يلتف حوله أبناء العائلة والفريج، وتعلو الصيحات بالتحميد والتهليل والتكبير من خلف جدران البيوت.
وكان السعيد منهم هو من يحظي بمساعدة فقير أو يتيم أو بإعانة محتاج، والتنفيس عن أخ مهموم أو مكروب، وحتى الصغار كانت لهم فرحتهم الخاصة بشهر رمضان، وكانوا يُعبِّرون عنها بفوانيسهم ولعبهم، وتجمعهم وانتظارهم السحور أوquot;المسحّرquot; على أرصفة الطريق استشعارًا منهم بأن رمضان شهر خاص يتميز بطقوس عبادية خاصة، وشعائر دينية متميزة، تعلن عن مدى ابتهاجهم بشهر العبادة.
أما اليوم فقد كدنا نفتقد لهذه الأجواء شيئًا فشيئًا، فأصبح الإعلان عن شهر العبادة مع الأسف يغلب عليه التسابق الدعائي، والتنافس الإعلامي المحموم بما لا يتناسب مع سلوك وأخلاقيات هذا الشهر، بدءًا بالمؤسسات والشركات والمستشفيات والمحلات التجارية والصالونات وحملات السفر والدعايات الشخصية حدِّث ولا حرج، يعبر عن إنتهاك لحرمة هذا الشهر الكريم وإعلان لتفريغه من محتواه.
هذا بالإضافة طبعًا إلى انشغال الأكثرية بالمسلسلات والدراما التليفزيونية، وتنافس القنوات المحلية والفضائية ليل نهار على البرامج الترفيهية أكثر من كونها موجهة إستلبت وعي المشاهد وضيعت وقته ، والتي أغلبها فارغة حولت شهر الصيام إلى مجرد طقوس ومظاهر فلكلورية أكثر من كونه شهر الشعائر والعبادات.
وحول الدراما التلفزيونية بشكل عام حسب ما يتسنى لي الوقت في الإطلاع عليه لا يمكن أن ننكر بأن هناك جهودًا متميزة لبعض الفنانين المبدعين على مستوى دول الخليج ككل سواء في الأداء أو العطاء، وإن كان مأخوذًا عليها طابع الحزن والمأساة إلا أن عرضها للمشاكل الاجتماعية العامة والخاصة أصبح أفضل بكثير من السابق من حيث الجرأة في الأفكار وفي الطريقة وفي حرية التعبير شيئًا متميزًا عن الأعوام السابقة، لاسيما في الدراما المحلية وأخص طبعًا مسلسل quot;طاش ما طاشquot; وquot;بيني وبينكquot; وquot;هوامير الصحراءquot; والذي استشعر فيه روح المنافسة بين الفنانين من يتقدم ويبدع أكثر، ناهيك عن قرب هذه المشاكل من الواقع، ومن هموم الناس.
ولكن ماذا بعد؟ فالإثارة لا تكفي بعيدًا عن المعالجة؛ فعرض المشاكل بحاجة إلى حلول، والدراما في أغلب الأحيان تفتقد إلى ذلك، كما أتمنى أن يتسع مجال الحريات بصورة أوسع وأكبر في الميدان الثقافي الخليجي بشكل عام ، وبالذات في حقل الإعلام، ليكون أكثر قدرة على التركيز وتناول الموضوعات التي تمس الواقع الحقيقي للناس ويطرح معاناتهم المختلفة ، فكلما تمددت دائرة الحريات الأساسية والعامة للناس ورفعت القيود عن حرية الإعلام كلما برز المبدعون بصورة أكبر، ومجتمعنا ولله الحمد يذخر بالكثير من الموهوبين وأصحاب الكفاءات.
* بكونك ناشطة حقوقية ومهتمة بقضايا المرأة.. كيف وجدتي تناول بعض حلقات quot;طاشquot; لهذا الجانب؟
- إثارات كانت جميلة، بالذات طرح موضوع الاختلاط، والنظرة الذكورية، تجاه المرأة، والتمييز التي تواجهه، والنظرة القاصرة، والفهم الخاطئ للدين، فعنصر الازدواجية يبرز في شخصية الكثير من رجال المجتمع السعودي تجاه المرأة، وكذلك موضوع عضل المرأة، ومشاكل الزواج ولفتة سريعة جيدة طرحت تجاه المؤسسات الحقوقية لاكن أتمنى أن يطرح دورها بصورة أكبر وبدون إستحياء .
كما أتمنى أن تطرح أيضًا مشاكل وحقوق المرأة أو الفتاة quot;المعوقةquot; وأن يتم تسليط الضوء على معاناة الأسر ذوي الإحتياجات الخاصة فهم جزء لايتجزأ من المجتمع، فلماذا أغفلهم الإعلام وخاصة الدراما، إن هذه الشريحة لا يمكن تهميشها ويجب أن تؤخذ بعين الجدية والاهتمام؛ فهي لفتة إنسانية مهمة في هذا الشهر، والأهم كما ذكرت طرح الحلول أو عرضها.
التعليقات