أجرت إيلاف حديثًا مع مصممة الأزياء السعودية أمينة الجاسم تحدثت فيه عن حياتها المهنية التي بدأتها منذ 25 سنة والتي حفلت بالإبداعات التي تكللت بتصميم ملابس مهرجان الجنادرية.

الرياض: لا تتردد مصممة الأزياء السعودية أمينة الجاسم التي بدأت قبل 25 سنة إنطلاقتها في عالم الأزياءفي عزو تلك التجربة الى الهواية البحتة التي بدأت أوّلاً مع ممارستها لتصميم ملابسها الخاصة، علمًا أن دراستها الجامعية الأساس كانت هندسة الكومبيوتر، وإدارة الأعمال في الولايات المتحدة الأميركية.

وتتذكر الجاسم التي باتت مشهورة جدًّا هذه الأيام في عالم الأزياء والموضة اول تصميم لها حين كان عمرها 11 سنة، وكان خاصًّا بها، وكانت اقرب قطعة الى قلبها، إذ لا تزال هذه القطعة بعد أكثر من عقد ونصف العقد مصدر الهامها، إذ بدأت الهواية تكبر وتنمو حين لم تكن قد أتمت بعد عامها العشرين، إذ عمدت بعد إنتهاء دراستها الجامعية الى تصميم أثواب (جلبيات) خاصة لها، حيث أحبت ذلك وتمتعت بهذه الهواية التي بدأت تسيطر على توجهاتها وأفكارها، قبل أن تبدأ مرحلة التصميم للصديقات اللواتي كن يعجبن بما تصممه الجاسم لنفسها.

بعد ذلك تزوجت المصممة الجاسم، إذ اتفقت مع زوجها على أن يدعمها، ويتبنى هوايتها وإبداعها، من خلال تلبية مشروع متخصص بالأزياء عبر فتح معمل متخصص بالأثواب النسائية، وهو المشروع الذي بدأ الأول من نوعه في المملكة العربية السعودية، حيث كانت تشترى الجلبيات جاهزة، ثم نجحت بعد ذلك في فتح فروع متعددة كثيرة في جدة والرياض، وبعدها بدأت بملابس السهرة، وكانت بالطبع غير متوفرة بكثرة.

لكن بعد ذلك تشير الجاسم الى مرحلة أهم بحياتها خلال رحلة الأزياء والموضة، إذ بدأت بتصميم ملابس quot;الكاجوالquot; العربي من تصميماتها الخاصة، متمسكة بالطابع العربي والشرقي لها، وذلك من خلال وجودها في العاصمة اللبنانية بيروت لأكثر من تسع سنوات.

وفي مرحلة أكثر أهمية تكشف المصممة السعودية الجاسم إختيارها لتصميم ملابس المشاركين في مهرجان الجنادرية الثقافي السنوي الذي تقيمه المملكة العربية السعودية، إذ تقول المصممة السعودية في حديثها لإيلاف: quot;أخذت جميع التفاصيل من الجنادرية، والطريقة التى سوف تكون عليها، وبدأت بالإستماع للموسيقى والكلمات، حيث كنت أتخيل الشكل الذي سيكون عليه المشاركين من طريقة الملابس التي كانت حسب المناطق فى المملكة، وطريقة لبس كل منطقة على حدة، مستخدمة البساطة فى الزي، إذ كانت ترمز بعض الملابس للإزدهار والمستقبل والألوان كانت مناسبة لارض الوطن واكثر لون استخدمته هو اللون البترولي، وبحكم انني انظر إلى مهرجان التراث ان يكون دائمًا يحمل عمق الماضي ولا يبتعد عن الملابس الفلوكورية، وأن يناسب الألحان الموجودة، خصوصًا انها كانت تميل الى السامري والعاشوري... وبشكل عام، فإن الملابس كانت محكومة بشكل كبير باللحن وكذلك الكلمات، وأداء الرقصات، علما أن عدد الملابس التي صممت لهذا المهرجان كان بحدود 200 قطعة عدا عن الإكسسوارات... وعلى الرغم من الإجهاد وضيق الوقت إلا إنني أتمنى أن تعاد التجربة مع الجنادرية، خصوصًا مع فريق العمل المتعاونquot;.

تومئ المصممة السعودية الى أن تصميماتها لم تجد طريقها بعد الى الفنانين على الرغم من عدم وجود أسباب، لكنها تطمح بأن تكون تجربة الجنادرية فاتحة لهذا الأمر، لكنها تشير الى أنها بدأت الآن مرحلة تصميم القطع الرجالية، وهي المرأة السعودية الأولى التي تقوم بهذا الأمر، لكنها تومئ أيضًا الى أن المهمة ليست سهلة فقد بدأتها فقط منذ 6 أشهر، إلا أنها تكشف أن عملها في الجنادرية في تصميم ملابس المشاركين منحها نجاحا هائلا، وأعطاها حافزا، للإستمرار في تصميم أزياء الرجال، مشيرة الى أن الأزياء الكلاسيكية، والأثواب الرجالية والشبابية لن تخرج عن الجذور الأصيلة لهم.

عن جديدها تقول المصممة السعودية الجاسم أنها تحضر لكولكشن عباءات من خلال معرض ستقيمه في لبنان، وكذلك كولكشن خاص لتصاميم من قطعة واحدة، ستقيمه في الخبر بمناسبة مرور 25 عامًا على إنطلاقة أعمالها كمصممة أزياء، متمنية أن تسهم في تبني الإبداعات الجديدة التي تتمتع بموهبة تصميم وعرض الأزياء، وذلك عبر تدريبهم داخل وخارج المملكة.

تتنهد المصممة السعودية حين تسأل عن دراستها الأساس، ومآلها في زحمة الهواية التي كبرت ونمت الى آفاق جديدة، وتشير الى أنها لم تغفل تلك الدراسة، من خلال التذكير أنها عملت أكثر من تسع سنوات في شركة آرامكو السعودية، ولافتة الى أن حاسوبها الشخصي لايفارقها، وهي دائمة في إستخدامه، وتجد في ذلك عوضًا عن العمل في آفاقه ضمن وظيفة تماهي دراستها الجامعية.