أجرت إيلاف حوارًا مع مصممة الأزياء السعوديَّة، حنان الفيصل، التي تحدثت عن تجربتها في عالم الموضة وتصميم الأزيَّاء، وتطرَّقت إلى الصعوبات التي تواجهها هذه المهنة في الممكلة العربيَّة السعوديَّة بسبب غياب دور لعرض التصاميم، وبسبب المعتقدات الإجتماعيَّة السائدة.
الرياض: مصممة سعوديَّة تعشق التميُّز وترفض أن تهان لمجرد أنها تدير مهنة بمقوماتها الإبداعيَّة، أرادت التفرد بالحياكة ونجحت فيها عن جدارة، إلاَّ أنَّها تنتقد عدم السماح لمصممات الأزياء السعوديَّات بتقديم عروض أزياء حتى لو كانت نسائيَّة في بلادهن، إنَّها مصممة الأزياء والفنانة التشكيليَّة حنان الفيصل التي تحدثت quot;لإيلافquot; عن مشوارها ورؤيتها في عالم تصميم الأزياء من خلال الأنامل النسائيَّة السعوديَّة.
من أين كانت البداية؟
quot;أحببت التصميم منذ صغري وكنت ألعب بالألوان، وأخيط ملابس العرائس الخاصة بي دون إبرة وخيط، وألفها على جسد الدميةquot;، تقول ضاحكةً، وتضيف: quot;مهنة تصمسم الأزياء اختارتني ولم اخترها، منذ الصغر كنت أحب اللعب بملابس العرائس وكبرت الموهبة، وخضت التجربة بكل جرأة ونجحت والحمد لله، والآن أطمح بأن تصل أزيائي للعالميَّة.
هل تأثرت حياتك العائليَّة بحياتك العمليَّة سلبًا ؟
حياتي العائليَّة أتت في المرتبة الأولى ضمن أولاوياتي، فمنزلي وعائلتي يتصدران أولى اهتماماتي.
المصممة حنان ماذا أخذت من حنان الإنسانة ؟
حاولت قدر المستطاع ألا أجعل أمر الهواية يطغى على واجباتي العائليَّة وحياتي الخاصَّة، وكان لعملي تأثيرًا إيجابيًّا على ذوقي في إختيار وتصميم ديكور منزلي، إضافة إلى إختيار وتنسيق أزياء من حولي.
ما هي الصعوبات التي واجهتك واعترت طريقك في مسيرتك الجماليَّة؟
لم تواجهني أي عقبات من ناحية أهلي بل شجعوني ودعموا مسيرتي، أما اجتماعيًّا فلقد واجهت بعض الصعوبات المتمثلة في أذواق النساء وإختيارهن للأزياء، خصوصًا عندما تختار السيَّدة تصميمًا لا يناسب أسلوبها ولا عمرها، وكنت أجد صعوبة في أقناعها، إضافة إلى أنَّ مجتمعنا السعودي للأسف لا يتقبل وجود صالات لتقديم عروض الأزياء بشكل رسمي، ولا يوجد دعم كافي لنهوض مهنة الأزياء حتى اللحظة
ما السبب وراء إستئثار المصممة السعوديَّة على الجوائز والنجاحات خارج المملكة العربيَّة السعوديَّة؟
السبب يكمن في شغف المجتمعات الأخرى في اكتشاف ذوق وحس المرأة السعوديَّة، ووصولهن إلى شرائح وفئات مختلفة سببه إبداعهن في تقديم أذواقهم، خصوصًا وأنَّ هناك إعتقادًا يسود في المجتمعات الغربيَّة وبعض الدول العربيَّة وهو أنَّ المرأة السعوديَّة بدائيَّة وغير ذواقة، ولا تهتم بنفسها.
كيف استطعتِ إبراز اسمك وأزياءك التي تحمل توقيعك وسط الزحام الملحوظ في هذا المجال؟
من خلال معاملتي الحسنة للأشخاص، واحترامي لوجهات نظرهم، ومراعاتي لمشاعرهم العمليَّة ولنفسيتهم، وبطريقة عرضي لذوقي بكل هدوء ومزاجيَّة، وفي اختياري لتصاميمي التي لا تخدش الحياء، فكل هذه العوامل هي ما أفرزت عن بصمة ومكان خاص بي، ولست أنا من فرضت نفسي، ووجودي في جدَّة ليس إلاَّ لأقدم خدماتي لكل شابة وامرأة سعوديَّة. ولي وقفات قادمة مع الطفلة الصائمة وأفكار لتصميم جلابيَّات للأطفال (رمضانيَّة بألوان طفوليَّة) خصوصًا بعد أن افتتحت البوتيك الذي يحمل بين أركانه بصماتي وبعضًا من رسوماتي.
سمعنا أن للكاتب رسالة، وللفنان رسالة، وللصحافي رسالة، لكننا لم نسمع أن للمصمم رسالة، فما هي رسالتك وإلام تطمحين من ورائها؟
وراء كل تصميم حكاية وحالة يعيشها المصمم، أما ما أطمح عليه فهو أن أقوي ثقة كل من تحمل الجنسيَّة السعوديَّة وأن أحسن من ذوقها، وأن أستطيع أن أغيَّر نظرة المجتمعات إلينا.
هل العالميَّة هدف تسعين وراءه؟
على الرغم من طموحي بأن أصل إليها، إلاَّ أنَّ الفرص ما زالت أمامي وسأتروى قبل الإقدام على أيَّة خطوة.
ما هي الطبقة الاجتماعيَّة التي تقصدك؟
كل الطبقات من طالبات إلى موظفات وصولاً إلى سيِّدات المجتمع، فالجميع يجد عندي ما يريد باختلاف القطع.
هل غيَّرت الحياة العمليَّة في شخصيتك؟
لا شك في ذلك فعن طريق عملي خالطت مجتمع يختلف تمامًا عن مجتمع كبرت وتربيت فيه، ففي اليوم الواحد أرى الكثير من الشخصيَّات المختلفة شكلاً ومضمونًا، إن كان بأذواقهم أو بأخلاقهم وصلاً لشخصيَّتهم، وبفضل هذه الإختلافات بين النَّاس استطعت أن أكون أكثر تحكمًا في انفعالاتي وأكثر صبرًا .
يرى العديد أنَّ تصميم الأزياء وحياكتها ومن ثم بيعها، هي مهنة مَنْ لا مهنة له، لاستغلال حاجة المرأة للتميَّز، فما ردٌّك؟
لا يمكن تخيُّل تكلفة كل قطعة حين يتم تصميمها وخياطتها لشخص واحد، بغض النظر عن جنسه ذكرًا كان أم أنثى، أما التصميم فهو فن وإحساس ويكفيني أني ما زلت أحمل الحس الإبداعي كي أستمر، أما عن أسعاري فهي معقولة جدًّا مقارنةً بغيري، لأن هدفي أنا أكون معروفة بذوقي لا بسعري.
هل لذوي الإحتياجات الخاصَّة مكان شاغر في مجال عملك؟
أنا على أتم الاستعداد لدعم وتدريب أي شخص، وهم يستحقون منا لفتة ودعم.
لأي درجة يخدم التعليم والثقافة المصممة المبتدئة الهاوية؟
لا أرى أن الحصول على الشهادات الجامعيَّة هو المؤهل للتقدم، بل إنَّ صاحب الطموح والساعي لتنمية مهاراته عمليًّا وتربويًّا من خلال الخبرة العمليَّة سيكون مؤهلاً للتطوُّر والنجاح والتقدُّم في هذا المجال.
هل تدعمين الكوادر الشبابيَّة ؟
أنا أقدم دعمًا فعليًّا للكوادرالطموحة والمحبة للمجال والتي تسعى لتطوير ذاتها وتوسيع مداركها الفنيَّة، ففي مركزي هناك متدربتين أشجعهم وأحاول توجيههم لكن لا أتدخل في ذوقهم وتصميمهم للقطعة، بهدف إكسابهم ثقة في النفس و في ذوقهم.
كلمة أخيرة للمرأة السعوديَّة خصوصًا والعربيَّة عمومًا
بساطة الأزياء وعدم التكلف تشكل قمة الأنوثة، وكل ما كانت المرأة ناعمة وبسيطة في أزيائها أصبحت أجمل.
التعليقات