بيروت: لم يحظ فنان واحد على الأقل بمثل ما حظي به الفنان الكبير وديع الصافي من تكريم و احتفاليات ودروع وشهادات تقدير وعرفان بفضله على صورة الغناء في لبنان ومحيطه العربي وصولاً الى دنيا الإغتراب ..
رئيسان التقيا في مهرجانات بيبلوس 2010 ..
رئيس البلاد العماد ميشال سليمان الذي تصدر الحضور مع السيدة عقيلته،ورئيس دولة الغناء وديع الصافي ..الذي خصته المهرجانات بإفتتاح تكريمي لمناسبة بلوغه التسعين، حيث كرمه إثنان من نجوم اليوم المميزين: نجوى كرم، ووائل كفوري،اللذان كانا أفضل خيار فني للمشاركة في هذا الحدث الكبير والذي أثبت أن اللبنانيين يقدرون كبارهم من خلال حشد نادر من الجمهور جاء لتحية وديع واعلان الفرح بتواصل الأجيال مع تكريم نجوى ووائل له ، في مهرجان يتقدم بثقة للمنافسة القوية على الصدارة مع زميليه بعلبك وبيت الدين ..
العجوز الشاب
صدح، وحاول ما أمكنه لكي يعطي أقصى طاقة لديه، وبدا وهو متكئ على كتف المايسترو ايلي العليا، متثاقل الخطى التي كانت قصيرة جدًا، عوض عنها المحتفى به بإبتسامة فرح من أعماق قلبه، ثم غناؤه بالقدر المتاح له صحيًا.
روح وديع هي التي حضرت أكثر من صوته، فإذا كل النغمات التي هضمها على مدى 70 عامًا من العطاء حاضرة بشكل متين في الموهبة العظيمة، وعندما شاركه الجمهورالغناء ضاعف جهده وراح ينتفض بطريقة جعلتنا نخاف عليه من أي طارئ، لكنه أفلت من الرهان وتابع معتبرًا أن الخبرة الطويلة التي عاشها كفيلة بأن تعطيه طاقة بديلة يعتمد عليها في الحضور الآسر الذي لطالما واكبناه في معظم اطلالاته الفنية و الاءعلامية على حد سواء ..
نجوى ..
ما من شك بأن الفنانة نجوى كرم هي الصوت النسائي الوحيد القادر على مجاراة خصوصية صوت وديع لذا فهي لم تتردد لحظة في البدء ب يا ابني، التي تحتاج الى قدرة استثنائية للإحاطة بتنوع طبقاتها فأدتها بشكل رائع .
ثم ذهبت بعيداً في التعاطي مع أغنياته حين غنيا ديو : وكبرنا يا بيي، ليحصل خطأ في مواكبة الكبير وديع للأغنية بلاي باك وافتضح الأمر عندما قربت شاشة داخلية وجهه واذا بفمه صامت تمامًا بينما صوته يتردد صداه في آذاننا .
كما حصل خطأ اخراجي تمثل في دعوة نجوى الى المسرح وجعلها تنتظر بث مقطع من سيرة الصافي الكبير وهي واقفة على المسرح من دون أي مهمة تقوم بها .
وائل..
شرقي بإمتياز، صوت خطر في قدراته والذي كلما ارتفع كلما تماسك أكثر، وهو ما يطرح سؤالاً عن سبب عدم اقدام وائل على الغناء الطربي، بحيث يضيفه الى نجاحه المطلق في الغناء الرومانسي الراقي , خصوصاً وأن من يتابعه وهو يغني يدهشه مدى الثقة التي يتمتع بها في الأداء، واذ انطلق ب يا عصفور ، لون الى حد كبير فتلاعب بطبقات صوته، من الخفيضة جداً الى اعلاها، وفي كل الحالات لم يتبدل في اجادته أي شيء .
وحين غنى الثلاثة : سيجنا لبنان، شعرنا بثلاثة كبار يتنافسون رياضيا ونكسب نحن .. واستكمالا لصورة وائل فقد لوحظ أن هناك خاتم زواج في الكف الأيسر لـ وائل ..
علامات
عوضنا الغناء الجميل عن تأخير الساعة والربع ساعة على موعد الإفتتاح , نعم انتظرنا وطال انتظارنا ثم تلاشت كل الصور لتبقى واحدة فقط، هي لـ وديع , نجوى , وائل , ومن اللافت أن الرئيس العماد سليمان وصل موكبه عند الثامنة و45 دقيقة , وكانت تحية الجمهور له حارة جدا بالتصفيق والهتاف له .
ورغم الإنتشار الأمني الواسع بدءًا من الطريق الدولية الى قلب مدينة جبيل الى قلعتها، الا أن ذلك كان راقياً وهادئا .
وائل وعندما ساعد وديع الصافي في الإنسحاب من المسرح خاطب الجمهور بتحبب : راجعلكم، فصفقوا له بحرارة .
أعلام لبنانية كثيرة ظهرت لوح بها الجمهور ورددوا كلمات الأغاني جماعيا وبحماسة مشهودة .
ومضات ضوئية بالمئات هي اشعاعات الهواتف الخلوية بينما كانت تصور حضور وغناء المطربين على الخشبة.
خلاصة
مهرجانات بيبلوس وفقت تمامًا في خيارها لهذا العام، خصوصًا الطريقة التي اعتمدت لتكريم هامة فنية لبنانية مخضرمة بحجم الكبير وديع الصافي .
وقد جاء اختيار نجوى ووائل مناسبا جدًا , فالصافي الكبير احتاج لمن يستطيع حمل نتاجه , وتوصيله في مهرجان محترم وراق الى جمهور خاص , فاهم ومتطلب الى آخر درجة .
أما السيرة الشخصية والفنية فقد عبرت ببساطة كفقرات قصيرة سريعة فيها المعلومات الوافية، والصدى الذي كان للصافي في لبنان ودنيا العرب والمغتربات.
وان بدا أن السهرة أشبه بحلقة تلفزيونية لجهة التقطيع فاءن ذلك لم يقلل من قيمة ومستوى مواد السهرة التي واكبناها بإهتمام كامل،وتركيز خاص ..
ما يقارب المئة دقيقة عشناها طربًا مع ثلاثة نجوم في ليلة :لبنان قطعة سما، حيث امتزجت الصور على صفحة مياه بحر جبيل بثلاث باقات مضيئة من أحلى ما سمعناه من غناء .
تسعون وديع الصافي كانت احتفالية نموذجية تقديرا لكبير لم يزل حاضرًا صورة وصوتًا ..
- آخر تحديث :
التعليقات