بيروت: مع عودة موسم حفلات الصيف تعود الحرب التي تشنها شركة روتانا على بقية متعهدي الحفلات في لبنان الى الواجهة، فجميعنا يذكر مسلسل الإلغاءات الذي شهدته حفلات الأوسكار بالاس الصيف الماضي من قبل النجوم المتعاقدين مع روتانا بسبب خلافات بين الشركة وصاحبه عادل معتوق، وهذا الموسم تستمر التصرفات ذاتها حيث حاول المسؤولون في شركة روتانا ثني الفنان فضل شاكر عن تقديم الحفل الذي يجمعه بالفنانة نوال الزغبي، والفنان ماجد المهندس يوم 17 الماضي في الأوسكار. ورغم جميع محاولات العرقلة التي مارسها هؤلاء الا أن فضل شاكر لم يذعن لطلباتهم، وأصر على إحياء الحفل وفعل، ونجح الحفل، وقيل إن هذا الأمر تسبب بمشكلة كبيرة لأحد مدراء إدارة الحفلات في روتانا أدت الى إقالته.
والضغوط نفسها مورست على الفنان عاصي الحلاني الذي كان متعاقداً لإحياء حفل في البيال يجمعه بالفنانة نوال الزغبي، والفنان ماجد المهندس، ونجحت محاولات مدراء روتانا في ثني عاصي عن الإستمرار في تعاقده على الحفل، وإعتذر عنه حفاظاً على علاقته بشركة إنتاجه.
وما يثير الإهتمام هنا أن كلا الحفلين كانت فيهما الفنانة نوال الزغبي قاسماً مشتركاً، كما أن مدير أعمالها باسكال مغامس هو منظم هذين الحفلين، ما يثير سؤالاً مهماً: هل تكون هذه الحرب ضد نوال تحديداً لخروجها من تحت جناح الشركة العام الماضي بسبب خلافات مادية، أم ضد باسكال مغامس بسبب نقمة سالم الهندي عليه بسبب خلافات عمل سابقة تعود للفترة التي كان يعمل فيها في تنظيم الحفلات لروتانا، أم على الأوسكار بالاس وصاحبه عادل معتوق؟ أم عليهم كلهم مجتمعين؟
الإجابه كانت بأن روتانا لا تستهدف نوال أو باسكال أو عادل فقط، فهي تستهدف أي متعهد حفلات مستقل يعمل خارج مظلتها، ويبدو أنها عاجزة عن المنافسة العادلة، لذا يلجأ مدراؤها الى محاولات الضغط على نجومهم لاحتكار سوق الحفلات، كما نجحوا في السابق في إنهاء الشركات الصغيرة وإحتكار سوق الإنتاج.
في ما مضى كان ذلك ممكناً عندما كانت أحوال الشركة المادية تسمح بذلك، لكن اليوم ومع شح مواردها المادية، وإنهيار الشركة في السوق الإنتاجية،هل ستتمكن روتانا من الإستمرار في شراء ولاء نجومها؟ وكم ستستمر بالمونة عليهم وأغلبهم إما لديه مستحقات مادية ضخمة لم يتقاضها بعد، أو هناك تقصير في تصوير أعماله أو طرحها للأسباب ذاتها، أو أخطاء في تنظيم حفلاته؟
وهناك حديث في الكواليس عن بعض الممارسات التأديبية التي يجنح اليها مدراء الشركة لتأديب النجوم الذين يتحدون إرادتها بشكل غير مباشر، حيث تردد أن حفلات فضل شاكر كانت تجير لصالح فارس كرم لأن بعضهم غير راض عن تصرفات فضل تجاه الشركة، فيسوق هؤلاء الى ان فضل شخص غير مضمون ومزاجي، ويجنح لإلغاء حفلاته فجأة دون إنذار مسبق، وقد يكون هذا التصرف قد حدث بالفعل في السابق حيث الغى فضل بعض الحفلات فجأة، ولكن لأسباب تختلف عن الأسباب المعلنة، حيث إن فضل وجد أن بعض الحفلات التي تتعاقد عليها الشركة باتت تهدد نجوميته، وسمعته الفنية، وخير مثال فضيحة ضعف الإقبال على حفله مع يارا في بيروت قبل أشهر لأخطاء تنظيمية منها سوء التوقيت مثلاً.
وما أكد هذا الأمر جنوح الفنان فارس كرم لنفي هذه الأقاويل في بيان وزعه على وسائل الإعلام قبل أيام نستشف منه بأنه ليس راضياً كثيراً عن روتانا هو الآخر حيث يتردد أنه دفع كلفة تسويق البومه من جيبه الخاص، وبعد أن كان يشيد بمتانةعلاقته بسالم الهندي ويتغنى بالدعم اللامحدود الذي يلقاه من الشركة، وآخرها إتصاله قبل أشهر خلال برنامج سيرة وإنفتحت على قناة المستقبل عندما أطل سالم الهندي مع زافين، حيث تملق فارس خلال إتصاله سالم الهندي بشكل كبير، نجد اليوم بيانه ناشفاً بعيداً عن أي مجاملة للشركة وحصر الأمر بعلاقة عمل لا محاباة فيها، والغريب أنه وصف علاقته بالشركة بالتالي: quot; وفيما تطلع بعض الألسن لتقول إن فارس كرم هو فنان مدلل في شركة روتانا يهمّنا أيضاً ان نوضح أن فارس كرم على مسافة واحدة من جميع العاملين في روتانا ولا تربطه بالشركة إلاّ علاقة عمل تقتصر على بعض الترتيبات المتعلقة بجولاته وأعماله.quot;.
سياسة روتانا الخاطئة أوصلتها الى الواقع المر الذي وصلت اليه اليوم، حيث فقدت هيبتها في السوق، وباتت محط سخرية الكثير من العاملين في الوسط ، ومحط تشفي الكثير من المتضررين منها، وهي مستمرة في خسارة الفنانين الواحد تلو الآخر، وخسارة الثقة في السوق.
شعبية الشركة في تراجع، وأعداؤها في تزايد، فهل تحصل وقفة تقييمية حقيقية لسلوكياتها تجاه الآخرين لإصلاح ما يمكن إصلاحه قبل فوات الأوان؟ وهل الإقالات الجديدة لبعض الإداريين الصغار كافية؟ أسئلة برسم المعنيين.