إستعان صناع الدراما بوزارة الداخليّة المصريّة في تصوير مشاهد المطاردات البوليسية ضمن أحداث المسلسلات التي ستحظى بالعرض خلال شهر رمضان المقبل، وفيما يرى المنتجون والمخرجون أن في ذلك الأمر فوائد جمة، أهمّها أن ضبّاط الشرطةوجنودها مدرّبون جيدًا، ولديهم القدرة على تقديم مشاهد المطاردات بإتقان شديد، يراها الكومبارس بمثابة اعتداء على مصدر رزقهم، ومزاحمة لهم في quot;لقمة عيشهمquot;.
القاهرة: يعتبر quot;موعد مع الوحوشquot;، من أكثر المسلسلات الرمضانية إستعانة بالشرطة فى تصوير مشاهده، ويرجع ذلك إلى أن أحداثه تدور حول عالم تجارة المخدرات، والصراع بين المسيطرين على هذه التجارة المحرمة وحول مناطق النفوذ، وقد استعان المخرج أحمد عبد الحميد بالمئات من جنود الأمن المركزي، وخمس سيارات من حاملات الجنود، و3 سيارات بوكس أثناء تصوير مشاهد مطاردة تجار المخدرات فى صحراء منطقة أبو رواش بالقاهرة، حيث حصل كل مجند على مبلغ 500 جنيه مصري أي ما يعادل نحو مئة دولار أميركي، فيما كان فرد الكومبارس يحصل على نحو50 دولارًا، فضلاً على تأجير السيارات المستخدمة في التصوير والمملوكة للوزارة. وبرر عبد الحميد ذلك بالقول إن هذه المشاهد صعبة جدًّا على الكومبارس، وتحتاج إلى تدريب شاق، ووقت طويل، مشيرًا إلى أن الوقت لا يسعفهم للقيام بذلك، فضلاً عن أن التكلفة ستكون أعلى، وتستغرق وقتًا أكبر.
يذكر أن مسلسل quot;موعد مع الوحوشquot; من تأليف أيمن عبد الرحمن، وإخراج أحمد عبد الحميد، وبطولة الفنانين: خالد صالح، عزت العلايلى، أحمد عزمى، فرح يوسف، سهير المرشدى، حسام شعبان، وريم هلال. ومن انتاج شركة كينج توت.
ونظرًا لأن قصة مسلسل quot;العار وبعدquot; تدور حول تجارة المخدرات أيضًا، وتتضمن الأحداث عددًا من مشاهد المطاردات، ولكي تخرج هذه المشاهد بواقعية، كان من الضروري استعانة المخرجة شيرين عادل بقوات الشرطة، والمسلسل من بطولة مصطفى شعبان، حسن حسني، شريف سلامة، عفاف شعيب، هبة مجدي، درة، وأحمد رزق. ومأخوذ عن فيلم يحمل اسم quot;العارquot; عرض في الثمانينيات بطولته نور الشريف، حسين فهمي، ومحمود عبد العزيز.
ولم يخرج مسلسل quot;بابا نورquot; عن التقليد الجديد الذي لجأ إليه صناع الدراما، نظرًا لطبيعة العمل الذي تدور أحداثه حول شخصية حسين فهمي رئيس حزب الشارع المصري، وتتخلل الأحداث العديد من المظاهرات والاحتجاجات، واضطر المخرج محمد عبد العزيز للاستعانة بـخمسمائة عسكري، وخمس سيارات أمن مركزي، وأربع سيارات بوكس، ومدرعتين وأربع سيارت دورية، لتصوير هذه المشاهد فى مدينة الإنتاج الإعلامي، غير أن مدير انتاج المسلسل وليد الحسيني نفى حصول وزارة الداخلية على أي مقابل مادي نظير المشاركة بجنودها وضباطها ومعداتها في المسلسل.
ويشار إلى أن مسلسل quot;بابا نورquot; من تأليف كرم النجار، وإخراج محمد عبد العزيز، وبطولة حسين فهمي، عبد الرحمن أبو زهرة، زيزي البدراوي، عماد رشاد، مظهر أبو النجا، علا غانم و كارمن لبس.
وفي مسلسل quot;فرح العمدةquot; تواجه البطلة التي تجسد شخصيتها الفنانة غادة عادل، إحدى المنظمات الإرهابية، وتقع العديد من المواجهات المسلحة مع أفراد المنظمة وقوات الأمن، ولم يجد المخرج أحمد صقر بدًا من الإستعانة بقوات من الشرطة لتصوير مشاهد المواجهات المسلحة والمطاردات. والمسلسل من تأليف مصطفى إبراهيم، وإنتاج محمد فوزي، ويشارك فيه الفنانون: صلاح عبدالله، حسن الرداد، جيهان قمرى، أحمد صفوت، فتوح أحمد، أيتن عامر، سعيد صالح،خيرية أحمد. وتدور الأحداث حول سيدة ريفية يتعرض زوجها المصور الفوتوغرافي للقتل، وتبدأ رحلة البحث عن الجناة، و تواجه مشاكل عديدة.
ولأن الشرطة هي المنوط بها تنفيذ قرارت الإزالة للتعديات على أملاك الدولة أو المنازل المخالفة لاشتراطات البناء، فقد كان من الطبيعي أن تظهر في مسلسل quot;أزمة سكرquot;، حيث لجأ المخرج أحمد البدرى للحصول على دعم الشرطة في تصوير مشهد هدم منزل quot;سكرquot; الذى يجسد شخصيته الفنان أحمد عيد، وهو المشهد الذى كاد أن يفقد فيه عيد حياته، بسبب رفضه الأستعانة بكومبارس لمواجهة بلدوزرات الهدم، وقوات الأمن، وأصر على تصويرها بنفسه، مما أدى لانهيار جزء من المبنى عليه، لكنه خرج سالمًا. المسلسل من تأليف مجدي الكدش، ويشارك فيه: حنان مطاوع، ياسمين الجيلانى، لطفى لبيب، وفريال يوسف. ويجسد الفنان أحمد عيد فى العمل شخصية شاب يدعى quot;سكرquot;، يواجه العديد من المشاكل والأزمات، قبل أن يعرف أنه ورث ثروة كبيرة بعد وفاة عمه في أميركا.
ومن جانبه، يرى الكومبارس محمد عمر أن اتجاه شركات الإنتاج للاستعانة بوزارة الداخلية فى تصوير المشاهد البوليسية، يمثل quot;قطع عيشquot; لهم، مشيرًا إلى أن مسلسلات شهر رمضان تعتبر موسم عمل لهم، وبعدها يجلسون باقي العام في بيوتهم. واقترح استعانة المنتجين بخبرات من شركات الأمن أو من جهاز الشرطة لتدريبهم على تنفيذ هذه المشاهد بدلاً من تجنيبهم العمل فيها بشكل كامل.
ويشير الكومبارس محسن مسعود إلى أن الكومبارس والمجاميع يؤدون عملهم في ظروف قاسية جدًّا ولا يتم الالتفات إلى مطالبهم، وبرر ذلك بـquot;عدم وجود من يدافع عن حقوقهم، فلا نقابة أو رابطةquot;، ويضيف: لو كان هناك كيان لنا، لأجبر المنتجين على تشغيلنا أولاً، ثم يستعينون بمن يشاؤون بعد ذلك.
وبنبرة يغلفها الحزن والألم، يقول الكومبارس نشأت عبد الرحيم: دعهم يستعينون بالداخلية في التصوير، حتى يعرفوا لنا قدرنا، فنحن نعمل ما يزيد على 18 ساعة في اليوم، ولا نحصل على حقوقنا، هذا إضافة إلى المعاملة السيئةquot;، فهل يستطيع أي مخرج أن يشخط في عسكري شرطة كما يفعل معنا؟!