طالب مواطنون وفنانون عراقيون بإيقاف عرض برنامج الكاميرا الخفيَّة الذي تبثه قناة quot;البغداديَّةquot; لأنَّه يمثل إهانة وإساءة للفنان والانسان العراقي، وكونه يشكَّل نوعًا من الرعب الذي يصيب المواطن العراقي فوق الرعب الذي يناله في أيَّامه الاعتياديَّة، ساخرين مما يقال حول أنَّ البرنامج كوميدي وهدفهإضحاك النَّاس، مؤكِّدين أنَّه يمثل اسوأ انواع المزاح .
بغداد: اول الغيث حول البرامج والمسلسلات الرمضانيَّة، جاء رد فعل الجمهور والفنانين العارقيين سريعًا على برنامج يحمل عنوان quot;خلي نبوكهquot;الذي تبثَّهقناة البغداديَّة، وهو نوع من انواع الكاميرا الخفية، الذي إعتبرها بعض الفنانين اهانة واساءة للفنان العراقي.
حيث تعتمد فكرة البرنامج على اتصال بالفنان بحجة اجراء لقاء تلفزيوني في مبنى القناة، وعلى الطريق، قريبا من القناة ينصب له كمين من خلال نقطة سيطرة عسكرية مجهزة بكامل تجهيزاتها وافرادها، ومن ثم يقع الفنان في الفخ بحجة ان سيارته او السيارة التي هو فيها تحمل عبوة لاصقة، وانها سوف تنفجر، ويحدث رمي رصاص يزيد من رعب الفنان الذي لا يعرف اين يذهب، يركض في هذا الاتجاه او ذاك، لاسيما وان مقدم البرنامج يرمي بالتهمة عليه ويتخلى عنه وكأنه لا يعرفه.
ومن هنا تبدأ الحكاية التي تملأ الفنان رعبا وحيرة وهو لايدري كيف يبرئ نفسه ويتخلص مما لصق به بالصراخ والنحيب، بعد ان يجد نفسه متهما ولا مجال للتخلص من التهمة، وافراد الجيش يزيدون من رعب الفنان، فيسقط في يده، فيتخلى في اللحظة عن نفسه كفنان ويعود الى كونه انسانا قليل الحيلة في الدفاع عن نفسه، فلا يجد الا التوسل والبكاء وكل ما يمتلك من عواطف وتنازلات للحصول على براءته ولكن بلا فائدة لتصل الامور الى حد يفقد الفنان فيها صبره، وهنا، يقول له مقدم البرنامج: هذه الكاميرا الخفية..
وطالب العديد من المواطنين بوقف عرض البرنامج ورفع دعاوى قضائيَّة ضد وزارة الدفاع التي سمحت للجنود بترك واجبهم الوطني المقدس واللهو مع الكاميرا الخفيَّة، كما استطلعنا اراء عدد من الفنانين في الموضوع
وقال الفنان يحيى ابراهيم: اطلب من اللواء قاسم عطا ان يحول جميع الجنود الموجودين امام قناة البغدادية للتحقيق، لانهم يمسون بسمعة الانسانية ويعرضون حياة الناس للخطر، وهذا المدعو علي الخالدي اتمنى من الفنانين الذين حدثت معهم المقالب ان يرفعوا دعاوى قضائية ضده، وان يسجنوه وان يغرموا البغدادية لان هذا برنامج تافه ويسيء الى الانسان العراقي، بل وانه يسيء الى البشرية كلها.
اين المتعة في ان تجعل انسانا يرتجف من الخوف، هذه قمة السادية التي تمارس ضد الانسان، ثم من يكون هذا الشخص كي يمسح بهؤلاء الفنانين الارض، هذه الفنانة زينب فؤاد والله كاد قلبي ان يقف عندما بكت وارتجفت، لماذا هذا التصرف واين الضحك والكوميديا، الفنانة رانيا حدثت لها جلطة.
انا اخاطب اللواء قاسم عطا، واقول له هؤلاء العساكر يتحولون الى لجنة تحقيقية حول الارهاب، لانهم ارهابيون قبل ان يكونون متعاونين ومتوافقين مع البغدادية .
واضاف : انا لا اريد ان اتحدث عن زملائي ولكن هناك خطأ منهم، المفروض ان يتوقف البرنامج لان فيه اساءة كبيرة جدا واهانة، كما ان هناك من العائلات العراقية التي مات ابناؤها بهكذا حالات، انا اشعر انهم يسخرون من الدماء التي سكبت.
هذا البرنامج ارعبنا، فهل يجوز الضحكوان نجعل من الحالة نكتة، كل يوم تنفجر العبوات الناسفة على العراقيين ، فهل يجب ان نضحك على الناس الذين ماتوا، ان الذي تفعله (القاعدة) ارهاب والذي تفعله البغدادية ارهاب ايضا، وانا اناشد المسؤولين في البغدادية وأطلب منهم الان ايقاف هذا البرنامج لان فيه اساءة كبيرة جدا للانسان العراقي .
اما الفنان عباس الشواك فهو الاخر طالب بوقف عرض البرنامج قائلا: انه اهانة للفنان العراقي وامتهان رخيص له في برامج يكون فيها المادة الدسمة مجانا، مستغلين حب العراقيين للفنان العراقي كي يظهروه بهذه الصورة البشعة، وهذا تشويه لصورة الفنان في هذه الطريقة، عندما تظهر الفنان حميد عباس وهو يبكي امام الجمهور يرجف ويقول: لدي بنات، ويتوسل بالمقدم بالجيش، هذه اهانة للفنان، لماذا لم يأتوا السياسي ويعملون به هذا المقلب، لماذا لا يأتون بالمواطن العادي، أهل لانهم يريدون ان يهينوا الفنان وينتقصوا من قيمته الفنية والاجتماعية بين الناس؟
واضاف : يبدو ان هناك ضغوطات على الفنان لكي يقبل ببث المشاهد التي صورها، ضغوطات مالية والتزام وهناك بالتأكيد شخص كبير يحترمه الفنان يجبره على الموافقة، والفنان كما هم يقولون في المقدمة الغنائية لبرنامجهم (الفنان يقبل نبوكه) اي (نسرقه).
الفنان انسان عاطفي ويحب بلده ويأتون من باب ان العائلة العراقية تستحق ان نعطيها، فيقول : لا اعرف لماذا تقبل ادارة البغدادية بهذا العمل وهي التي تدعي انها تحترم الفنان، انا اعتب على الادارة وليس على الفنان الذي يكون تحت وطأة ضغوطات، وللاسف اريد ان اذكر ان الفنان رانيا احمد حدث خلل في احدى عينيها بعد ان ارتفع ضغطها واثر على نظرها وهي الان تراجع المستشفيات .
فيما اعرب الفنان نظير جواد عن اسفه لما يشاهد من اشتراك لقوات الجيش في البرنامج بهذه الطريقة وقال: هذه اساءة للفنان العراقي، اساءة منظمة ومقصودةلان عناصر الجيش التي تحفظ الامن الوطني تشترك فيها، وانا ضد الاساءة للفنان العراقي، ما شاهدته في حلقتين مع حميد عباس وجاسم شرف أمر مهين جدا للفنان العراقي، ولكن للاسف رضى الفنان عن عرض الحلقة، لا بد من وجود مقابل له.
واضاف انا اعتقد ان الجهاز الامني مشترك في الاساءة للفنان، ولكن هل هنالك موافقات من جهات عليا مثل قيادة عمليات بغداد، هل ان اللواء قاسم عطا موافق على هذه القضية مثلا ويترك جنوده للعب في الكاميرا الخفية؟
اما محمد هاشم فقال بحزن: اذا كان الفنان راضيا ان يخرج بهذه الصورة فهذه مشكلته، انا ضد برنامج الكاميرا الخفية القاسي على الفنان، لم ار البرنامج ولكنني سمعت عنه، انا ضد اي برنامج فيه قسوة على الفنان، لكن الفنان الذي قبل وارتضى فهو حروهو يتحمل تبعات ما يصيبه، لكنني اتساءل: هل ان اللواء قاسم عطا موافق على هذا ؟
وقال الفنان تحرير الاسدي: الذي شاهدته عبارة عن عنف واساءة كبيرة بحق الفنان، واستغرب كيف تقبل البغدادية ان تسيء الى الفنان العراقي، انهم يضعونه في منظر لا يجوز ان تشاهده الناس فيه، الفنان يعتبر قدوة للمجتمع، هو يمثل الناس ويعبر عنهم، فكيف يظهر بهذا الشكل، وكيف يقبل بعرض المشاهد التي صورها ، ثم الم يفكر اهل القناة بأي حالة صحية ممكن ان تصيب الفنان في هكذاوضع؟
هم يعتقدون ان الهدف من البرنامج هو الضحك، ولكن من اول حلقتين بكيت عندما وجدت الفنان يبكي وهو مرتعب ويصرخ (ستنفجر .. ستنفجر)، ثم الا يكفينا الرعب الذي نعيشه في الشارع ليقدموا لنا الرعب من جديد، الا يكفينا الخوف، هذا لا يجوز .
وابدى المخرج عزام صالح اسفه على حال الفنان العراقي الذي وصفه بأنه يرثى له مطالبا بوقف عرض البرنامجفورا، وقال: هذا البرنامج بالنسبة لي هو اجحاف بحق الفنان العراقي لما فيه من قساوة في ظرف حرج في الوقت الحاضر، نحن بدأنا نسوق للارهاب من خلال هذة الأعمال، بدأنا نكشف ان (العبوة اللاصقة) اصبحت مزاحا، وكأنها موجودة في كل مكان، وفي اللحظة نفسها ان الجنود المتعاونين مع البرنامج يتعاملون مع الفنان بقسوة، فبدل ان يتصلوا بجهة ما لتأتي لتفكيك العبوة، يجرجرون بالفنان العراقي .
واضاف:وما من مجال للمزاح في هكذا حالة، لان هناك سيطرة عسكرية وهي مجهزة بالاسلحة والسيارات، ولكن انظر الى الدور الامني للقوات المسلحة الموجودة ستجده دورا سلبيا، هي لا تحل ولا تفرض طوقا حتى لا يتأذي احد من المارة، وهذه اهانة للفنان ولضعف ووعي وعدم معرفية القوى الامنية بكيفية التصرف تجاه وضع عبوة .
وتابع : انا كمشاهد تألمت على وضع الفنان، شعرت ان هناك قسوة وسخرية من الفنان وليس من الموقف الذي فيه الفنان، وختم عزام كلامه بالقول: الذنب في الاساس على الفنان الذي يقبل ان تعرض مشاهده التي يظهر بها بهذا الشكل وهذا الموقف.
التعليقات